logo

الداعية بين النقد والنقض


بتاريخ : الأحد ، 7 ذو الحجة ، 1436 الموافق 20 سبتمبر 2015
بقلم : تيار الاصلاح
الداعية بين النقد والنقض

النقد: التمييز بين الدراهم الصحيحة والزائفة، والنقد المنهجي: هو تجاوز حالتي الرفض المطلق والقبول المطلق إلى بيان الصواب والخطأ، وقبول الصواب ورد الخطأ، والنقد الذاتي: هو نقد فرد أو جماعة لنفسها، والنقد يختلف عن النقض، فالنقد يتبعه البناء، والنقض هدفه الهدم.

النقد عالم لماح ذكيّ شديد الثراء والعمل على الإثراء، والنقض عالم متصل بالهدم متصف بالظلم؛ لأنه يهدم قبل أن يعرف طبيعة وشكل وعمق وأبعاد ما يهدم، فخطواته ثقيلة الوطء، ونظراته عمياء غير منصفة.

والنقد الذاتي يقصد به: المراجعة الدائمة، والتقييم المستمر الذي يجب أن يقوم به الفرد أو الجماعة، دون توقف، ضمن مجموعة من الضوابط السليمة، التي تكفل لهذه العملية أن تنمو وتتطور، وتتواصل بشكل كامل وموضوعية تامة.

والنقض رفض كامل، وحل لما تم إبرامه، وهدم لما تم بناؤه.

والنقد الذاتي هو أحد العمليات الأكثر ضرورة وإلحاحًا في حياة الفرد والمجتمع بشكل عام، وفي أوقات المحن والإخفاقات وتنكب الطريق بشكل خاص، وقد أوجب الإسلام على الفرد مراجعة نفسه ومحاسبتها ومراقبتها كلما قصرت، ومن ثم التوبة من هذا التقصير، وحملها على ألا تعود إليه مرة أخرى، وورد في الأثر: «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا»(1).

 كما أوجب على المجتمع والأمة كلما تعثرت أو ابتليت بالأزمات أن تراجع نفسها، وتبحث عن أسباب القصور؛ لتعرف من أين يأتي الخلل؟ وتقيس سلوكها وممارستها في ضوء السنن الكونية، قال تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران:165]، يقول الأستاذ سيد قطب رحمه الله: «هذا الذي تستنكرون أن يقع لكم, وتقولون: كيف هذا? هو من عند أنفسكم, بانطباق سنة الله عليكم, حين عرضتم أنفسكم لها، فالإنسان حين يعرض نفسه لسنة الله لا بد أن تنطبق عليه, مسلمًا كان أو مشركًا, ولا تنخرق محاباة له, فمن كمال إسلامه أن يوافق نفسه على مقتضى سنة الله ابتداءً»(2).

إن غياب ثقافة النقد الذاتي عن الفرد قد تورده المهالك، حتى يفاجأ بنفسه وقد وافته المنية دون أن يستعد لها، كما أن غياب ثقافة النقد الذاتي عن المجتمع سيكلفه مزيدًا من الفشل والتراجع، وهذا سيولد حالة من الإحباط واليأس عند كثير من الأفراد.

ولذا فإننا لا نعجب حين نجد القرآن يُقسِم بتلك النفس التي تعيش دومًا عملية اللوم والمعايبة، والمراجعة لذاتها، أو بالأحرى لصاحبها؛ تحاسبه وتدفعه إلى تصحيح أخطائه، والندم عليها، والعزم على تلافيها في المستقبل؛ أملًا في النجاة يوم الحساب الأعظم يوم القيامة: {لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ القِيَامَةِ (1) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2)}[القيامة:1-2].

والنقد الذاتي يهدف إلى منع حالة الفوضى والترهّل، التي قد تصيب الفرد أو الجماعة في حال غياب هذه العملية الحيوية.

وعملية النقد الذاتي لكي تأخذ شكلها المتكامل لا بد أن تشمل، باستمرار، مراجعة النظرية التي ننطلق منها، وكذلك مراجعة أسلوب العمل، ووسائله وأدواته، وذلك رغبة في الوصول إلى الصواب وتلافي الأخطاء.

خصائص النقد الذاتي:

لعملية النقد الذاتي سمات مهمة يجب أن تتوفر فيها؛ كي تحقق هذه العملية أهدافها، وتخرج في صورتها الرائعة، هذه الصفات هي:

1- الشمولية: وهذا يعني أن النقد الذاتي يجب أن يكون شاملًا، بحيث يتعرض لكل عناصر الصحوة وقياداتها دون استثناء، ولتاريخها بأكمله، وواقعها وحاضرها، ومنهجها وأهدافها، وأساليبها ووسائلها، واستراتيجياتها وتكتيكاتها، ورؤيتها المستقبلية، كل ذلك وغيره يجب أن يخضع لعملية النقد، التي يجب أن لا يُعفى منها أحد أو شيء فيصبح فوق النقد أو خارج الدائرة.

2- الاستمرارية: إن النقد الذاتي عملية دائمة ومستمرة ومتواصلة، ويجب أن تكون كذلك، ويجب الحفاظ على ذلك بأيّ ثمن، أي يجب عدم إيقافها في أيّ زمان ومكان، ولأي سبب كان، سواء على صعيد الفرد أو الجماعة؛ وذلك لضرورتها وأهميتها وحيويتها، فهي كالماء والهواء والغذاء للإنسان والجماعة، وإذا تمّ الاستغناء عنها أو تعطيلها فإن الجسد يصاب بالمرض والموت والتعفن والتحلل.

إن عملية النقد الذاتي يجب ألا تكون خاضعة في توقيتها للأهواء والأمزجة، بحيث يتم الاستنفار لها في المناسبات المختلفة وللمناسبات المختلفة؛ بل يجب أن تلازمنا حتى نشعر بأنها جزء منّا، لا نستطيع التخلي عنه في أي وقت من الأوقات.

3- الموضوعية: وهي تعني التزام جانب العدل في الحكم، والنزاهة في الموقف، وعدم التحيّز أو التعصب بدون حق.

والنقد إذا خرج عن الموضوعية كان نقدًا ظالمًا وسلبيًا وغير بنّاء؛ ومن هنا فإننا أمام نوعين من النقد:

1- نقد موضوعي، غير متحيز ولا متعصب، يهدف إلى البناء والتغيير والتقدم نحو الأفضل.

2- نقد غير موضوعي، وهو متحيز ومتعصب، لا يعمل على البناء؛ بل على الهدم والتراجع إلى الأسوأ؛ لأن الإصرار على الخطأ خطيئة(3).

أهمية النقد:

تكمن أهميته في عدة جوانب رئيسة ألخصها فيما يلي:

1- هو نوع من النصيحة، تحقيقًا لقول رسول الله: «الدين النصيحة»، قيل: لمن يا رسول الله؟، قال: «لله، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم»(4).

2- هو كذلك نوع من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لقوله تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ}[آل عمران:110]، ولقوله: «من رأى منكم منكرًا فليغيره...»(5).

3- وهو نوع من الجرح والتعديل؛ ذلك العلم الذي اختصت به أمتنا المسلمة، والذي حفظ الله به الدين من التحريف والغلو.

4- كذلك هو نوع من محاسبة النفس؛ لقوله تعالى: {وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ}[الحشر:18]، ولِما جاء في الأثر: «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا».

صفات الناقد:

ولا بد من التطرق إلى الصفات التي يجب أن يتحلّى بها الناقد، ومن هذه الصفات ما يلي:

1- الوعي: والمقصود بالوعي هنا أن على الناقد أن يكون عالمًا بطبيعة الظاهرة التي يريد نقدها، ويفضل أن يكون خبيرًا بها {فَاسْئَلْ بِهِ خَبِيرًا}[الفرقان:59]، {وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ}[فاطر:14].

ولا يمكن أن يكون واعيًا وخبيرًا بها إذا لم يدرس تاريخ الظاهرة، فيربط ماضيها بحاضرها؛ مما يمكّنه من تصوّر الظاهرة في شكلها الكلّي المتكامل والمتداخل والمتشابك، ويمكنه بالتالي من تشخيص الخلل الذي يريد انتقاده ويحاول علاجه.

إن رؤية الأحداث كلًّا على حدة، والنظر إلى الأمور منفصلة عن بعضها، والتفكير في الأشياء منفردة؛ يقود، بلا شك، إلى ضياع الوقت، ويؤدي إلى عملية نقد غير مجدية، يدور فيها صاحبها حول نفسه، ويراوح مكانه دون أن ينطلق بنفسه أو بجماعته خطوة واحدة.

2- الإخلاص: إن الوعي أو العلم أو الخبرة قد لا يجدي نفعًا إذا صاحبته الأهواء والمطامع والشهوات؛ فالأهواء والمصالح الخاصة تدفع بالأفراد أحيانًا إلى نقدٍ غير نزيه وغير عادل، وأعني بالإخلاص: الحرص على المصلحة العامة والتفاني في سبيلها، فإن النقد هنا، وبدون شك، لن يهدف إلى إرضاء جهة معينة أو مجاملتها، كما أنه لن ينبع من كراهية جهة أخرى أو الحقد عليها.

وكما أن النقد إذا لم يرافقه الوعي والعلم قد يتحول إلى ضربٍ من اللغو والهراء والمراء، فإنه إذا لم يرافقه الإخلاص والتجرد عن الهوى قد يتحول إلى شيء من الطعن والتجريح والتشويه والتشهير.

3- الالتزام: فعلى الناقد ألَّا يمارس عملًا ينقده لفظًا، وإلا ذهب نقده أدراج الرياح؛ لذا يجب عليه أن يعمل بما يقول، فقد {كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}[الصف:3]، فمن انتقد عملًا ما وجب عليه اعتزاله(6).

4- الموضوعية: (وأقصد بها الحيادية)، الناقد الصادق يتجه نقده إلى صاحب العمل كيف يطوره ويرتقي به دون أن يدمره، فلا يكون هدفه إسقاط الآخرين أو إبراز ذاته من خلال نقده، واعلم أنه من السهل جدًا انتقاد الآخرين واكتشاف الأخطاء وإبرازها، ولكن من الصعب بمكان إكمال البناء وإتمام النقص وسد الثغرات، والنقد البناء ما كان بعيدًا عن الهوى والتعصب والأحكام المسبقة؛ بل لا بد أن يكون هناك تجرد وإنصاف ومحاولة.

5-التزام الأخلاق الفاضلة:الناقد الصادق لا يتعسف في عباراته ويغلظ في أقواله؛ بل ينتقي أعذب الألفاظ وأحسنها، فلكي يكون نقدك بَنَّاءً لا بد أن يكون هناك درجة من التواضع والاحترام للآخرين، واحتمال أن يكون الصواب مع الآخرين والخطأ معك، فأنت لا يمكن أن تملك الحقيقة المطلقة دائمًا، فإن كان لديك الحق في بعض القضايا لا يعني ذلك امتلاكك للحقيقة المطلقة، والحق لن يقبل إذا كان مصحوبًا بتعالٍ وازدراء للآخرين، فالكل يظن أنه يملك الحقيقة .

مظاهر تحول النقد إلى نقض:

1- الجرح في شخصية من يوجه إليه النقد: كوصف بعض الدعاة بالميوعة، أو عدم القدرة على نطق بعض الحروف العربية، أو أن بضاعته في العلم مزجاة.

وهذا بعيد كل البعد عن التعرض للأخطاء من أجل تقويمها وتبيين الحق من الباطل؛ مما يجعل الناقد مغرضًا وصاحب هوى.

2- الجرح بلا دليل: فيتعرض بعضهم لجرح الآخرين من غير حجة ولا برهان؛ وإنما للتشفي، وليصبح النقد مهنة لذلك المنتقد في نقد المخالفين.

فالجرح في أي داعية أو عالم، سواء أكان من أهل السنة أم من المبتدعة، دعوى تحتاج إلى مستند.

3- الاعتماد في النقد على حجة واهية: إما لعدم التثبت، أو لعدم عدالة الناقل، أو لأنه يَهِمُ في خبره، أو تحميل الكلام ما لا يحتمل.

4- تتبع العثرات، وعدم الموازنة بين هفوة الداعية أو العالم وفضائله الكثيرة؛ بل وغَمْر تلك الفضائل العظيمة من أجل زلة وقع بها.

ومن مستندات المشنعين الجراحين: تتبع العثرات وتلمس الزلات، فمن ذا الذي سلم من الخطأ غير أنبياء الله ورسله؟ وكم لبعض المشاهير من العلماء من زلات لكنها مغتفرة بجانب ما هم عليه من الحق والهدى والخير؟

5- الطعن في النيات والمقاصد: بدعوى أن مقصد ذلك الداعية خبيث والحكم عليه في نيته بالظن؛ وهذا مسلك خطير؛ فمعرفة ما في السرائر موكول إلى الله سبحانه وتعالى.

6- التندر على الدعاة في المجالس، واستغلال أي فرصة للغمز والطعن بحجة بيان الحق وتعرية الباطل وأهله، وهذا خُلق ذميم.

7- التهويل: في نقد بعض العلماء أو الدعاة، ورميهم بالكذب أو البدعة، أو أنهم أخطر من اليهود والنصارى.

8- الطعن فيما يجيده ذلك الداعية أو العالم؛ فقد يكون بعض أهل العلم يشتغل في دراسة الحديث فينتقد بأنه ليس لهم همّ إلا: حدثنا وأخبرنا، أو لاهتمامه بفقه الواقع ومن يعمل فيه، فيتنقص بأن ذلك فقه (القواقع) مثلًا؛ بحيثُ يُزْهَدُ من هذا الفن الذي هو من فروض الكفايات(7).

ضوابط النقد في المنظور الإسلامي:

وللنقد في المنظور الإسلامي العديد من الضوابط، وأهمها:

1- التمييز بين الأصول والفروع: من هذه الضوابط التمييز بين أصول الدين، التي مصدرها النصوص يقينية الورود القطعية الدلالة، والتي تسمى تشريعًا، والتي لا يجوز مخالفتها أو الاتفاق على مخالفتها، ولا مجال لإعمال النقد فيها، والفروع التي مصدرها النصوص ظنية الورود والدلالة، والتي تسمى اجتهادًا، وفيها اختلف ويختلف المسلمون بدون إثم، فمن أصاب فله أجران، ومن أخطأ فله أجر، وهى يمكن إعمال النقد، طبقًا لضوابطه الشرعية، فيها.

2- الجمع بين الوحدة والتعدد: يتسق مع ما سبق أن الإسلام يجمع بين الوحدة، على مستوى الأصول، والتعدد، على مستوى الفروع، وهذا يعني أن الإسلام أقر التعددية (المقيدة وليست المطلقة)، قال تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً}[المائدة:48]، وقال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ}[الروم:22]، وإقرار التعددية هو أحد شروط إقرار النقد(8).

أربأ بالداعية أن يكون ناقدًا للأشخاص أو ناقضًا، إنما ينبغي أن يحفظ لسانه من ذكر الناس، وأن تكون همته كلها في تفكيره كيف يجدد وسائل للدعوة إلى الله تعالى، لا ينقض فيهدم ويذم فيندم .

إن معظم ما ينزل من الذكر كان يرتبط بوجه من الوجوه بحركة المجتمع الإسلامي، إنه يوجه المسيرة، ويوضح ملامح الطريق، كما أنه يذكّر السائرين بالمقاصد النهائية لسيرهم، وحين يقع خطأ، بسبب اجتهاد أو ضعف بشري، فإن القرآن الكريم ينبه المسلمين إلى ذلك الخطأ، بقطع النظر عن مقام المنتقد، وعن نوع موضوع النقد، هل هو عام أو هو خاص بشخص من الأشخاص، على نحو ما نجده في قوله سبحانه: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال:67]، وقوله: {عَفَا اللهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ} [التوبة:43]،وقوله: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ} [الأحزاب:37]، وفي السُّنة النبوية الكثير والكثير من النصوص التي تنتقد بعض تصرفات الصحابة، وتدلهم على ما هو أفضل وأصوب.

وقد وعى المسلمون المغزى العميق لذلك، ومارسوا النقد بصيغ عديدة، ولطالما كان النقد البنّاء عامل تحرير للأمة من كثير من الزيغ والخطأ على ما هو معروف ومشهور(9).

إننا مدعوون في مسيرتنا بأن نمارس عملية النقد الذاتي باستمرار داخل النفس، وداخل الأسرة، وداخل المؤسسات، وداخل المجتمع ككل، وأن نقف على عوامل الإخفاق والفشل في هذه المسيرة، فلا تصحيح دون مراجعة، ولا تقدم بدون تعديل، وقانون الحذف والإضافة أساسي لتصحيح أي مسار من مسارات الحياة.

____________________

(1) رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (34459)، موقوفًا على عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

(2) في ظلال القرآن، سيد قطب (آل عمران:165).

(3) النقد الذاتي خطوة على الطريق، يوسف عمر قوش، مجلة البيان، العدد: 115.

(4) أخرجه البخاري (57)، ومسلم (55).

(5) أخرجه مسلم (49).

(6) النقد الذاتي خطوة على الطريق.

(7) النقد الهدَّام، للشيخ مراد بن أحمد القدسي، مجلة البيان، العدد: 118.

(8) النقد والنقد الذاتي في المنظور القيمي الإسلامي، د. صبري محمد خليل.

(9) النقد البناء، عبد الكريم بكار، موقع: صيد الفوائد.