logo

الأسرار السبعة للزواج الناجح


بتاريخ : الخميس ، 8 محرّم ، 1442 الموافق 27 أغسطس 2020
الأسرار السبعة للزواج الناجح

في الوقت الحاضر تعتبر فرص نجاح الزواج قليلة جدًا. ففي أمريكا الشمالية هناك حالة طلاق واحدة مقابل كل زيجتين، وفي إحدى أغنى الأماكن على وجه الأرض وأكثرها تقدما "مقاطعة أورانج في ولاية لوس انجلوس الأمريكية"، هناك ثلاث حالات طلاق مقابل كل أربعة زواجات. ووفقا لإحصاءات التأمينات، فإن أعمار المتزوجين من جميع الفئات تزيد عن أعمار العازبين بشكل عام. وإذا كان الزواج مهما لتنمية الحياة العاطفية للأطفال؛ فهو أيضا عنصر أساسي في بناء المجتمع البشري. إذا كان الأمر كذلك فلماذا تفشل الكثير من الزيجات خصوصا في عصرنا المتقدم؟ أحد الأسباب هو أننا كثيرا ما نغفل عن حقيقة أن الزواج الناجح لا يحدث عن طريق الصدفة، بل من نتيجة للجهود المتواصلة والممارسة المستمرة للمبادئ الأساسية مثل الأسرار السبعة التالية:

1 - فرز الأدوار:

حدثت تغيرات كثيرة في هذا العصر، حيث أحدثت وسائل الراحة الحديثة وعملية تنظيم النسل ثورة في الحياة الزوجية، وأصبح لدى الزوجات والأمهات الحرية التامة للعمل خارج المنزل. في الكثير من المناطق تعمل امرأتان من أصل كل ثلاثة في وظيفة خارج المنزل، وفي أمريكا الشمالية يوجد فقط 12 في المئة من الأسر تعيش حياة "تقليدية" حيث يعمل الزوج وتبقى الزوجة في المنزل لرعاية الأطفال. لقد أحدثت التغيرات الجذرية اضطرابا تاما في دور الزوج والزوجة، مما ساهم في ارتفاع نسبة الطلاق بشكل كبير. وهذا الأمر ملاحظ كثيرا بين الأزواج الشباب تحت سن الثلاثين حيث إنهم أكثر عرضة أربع مرات للطلاق من أهاليهم. يتطلب الزواج الناجح اتفاق الطرفين على أدوارهم ومسؤولياتهم وتحديدها. وإذا كان كلا الطرفين يعملان خارج المنزل (خاصة إذا كان دواما كاملا) فإنهما أكثر حاجة إلى تقاسم الواجبات المنزلية (في الداخل والخارج) والمساعدة على رعاية الأطفال.

2-التوقعات الواقعية بشأن الحياة الزوجية:

بناء على خلفيتنا الثقافية، جميعنا يدخل الحياة الزوجية مع توقعات مسبقة عما ينبغي أن يكون عليه الحال، ولكن غالبا ما تكون هذه التوقعات غير واقعية. على سبيل المثال: إذا كان أحد والديك يتسم بحب المثالية وشعرت أنه لا يمكنك أبدا إرضاؤه فهناك احتمالية أن تصبح أنت أيضا محبا للمثالية. وإذا كنت كذلك فبغض النظر عما يقوم به الطرف الآخر، فإنه لن يتمكن أبدا من إرضائك تماما. يمكن أن تكون الحياة مع شخص محب للمثالية أمر صعب للغاية. إذا كنت تشعر بأنك لم تتلق الحب الكافي من أحد والديك، فهناك احتمالية أن تحاول لا شعوريا جعل شريك حياتك بديلا للأم أو الأب وهذا الأمر مستحيل نجاحه أبدا. هذان الأمران عبارة عن مثالين على عدد لا يحصى من تطور الأفكار حول التوقعات غير الواقعية حول الحياة الزوجية، ناهيك عن تأثير المسلسلات غير الواقعية. أيا كان السبب فمن الواجب على الزوجين أن يفكرا بواقعية حول الزواج بهدف جعله ناجحا.

3-الالتزام:

قرأت عن أحد المحامين المتخصصين في عقود الزواج أنه تخلى عن مهنته بعد ثلاث سنوات من ممارستها، والسبب يعود إلى أن جميع عقود الزواج التي أشرف عليها لم تتمكن من الاستمرار. العقود بدون التزام ليس لها جدوى وكذلك الأمر بالنسبة للزواج.  الالتزام يعني أن كل الخطوات اللازمة ينبغي أن تتخذ لجعل الزواج ينجح. هناك حاجة أيضا إلى التزام كل طرف بالآخر من أجل سعادتهما. الزواج هو التزام من شخص غير كامل إلى شخص آخر غير كامل أيضا وبدون هذا النوع من الالتزام فإن الزواج لا يتوقع منه الدوام.

4-تحمل المسؤولية:

المسؤولية والالتزام هما من أشد الأمور التي نحتاجها في هذا الوقت، وتتجلى أهميتهما في الزواج والعلاقات الأسرية. ينبغي أن يكون الأشخاص الذين يختارون الزواج مسؤولين عن اختيارهم، بحيث يقومون ببذل كل ما في وسعهم لجعل زواجهم ناجحا. الأشخاص الذين لديهم أطفال مسئولون أيضا عن سعادة أطفالهم. يدخل كلا الزوجين الحياة الزوجية وهو لا يزال يحتفظ بمشاكله الشخصية وأموره السلبية؛ ولذلك فإن كلاهما ينبغي أن يواجه هذه المشاكل ويحلها ولا يلقي باللوم على شريكه.

الزواج هو التزام من شخص غير كامل إلى شخص آخر غير كامل.

كل شريك هو مسؤول عن سعادته وانفعالاته ومشاعره الخاصة، لا يمكن لشخص آخر أن يجعلنا سعداء. إذا لم نتمكن من العثور على السعادة قبل الزواج فإن الزواج لن يقدمها لنا. السعادة هي نتيجة ثانوية للنضج؛ ولذلك فإن كل فرد منا مسؤول عن سعادته. الأشخاص السعداء هم القادرون على جعل حياتهم الزوجية سعيدة.

5-التواصل الفعال:

أحد أسرار العلاقة الناجحة هو معرفة كيفية التواصل بشكل فعال يقول بيتر دراكر، الشهير المتخصص في علم الإدارة: "أن 60 في المئة من المشاكل الإدارية ناتجة عن التواصل الخاطئ. ووفقا لعلم الجريمة، فإن ما يصل إلى 90 في المئة من جميع المجرمين يعانون من مشاكل على مستوى التواصل الفردي مع الآخرين". ووفقا لمستشار زواج رائد، فإن السبب فيما لا يقل عن نصف حالات فشل الزواج هو التواصل الخاطئ. ينبني التواصل الفعال على معرفة أفكارنا ورغباتنا ودوافعنا ومشاعرنا وصدقها والتعبير عنها بطريقة جيدة. يفشل الأشخاص الذين ينكرون أو يقمعون مشاعرهم الداخلية ورغباتهم الحقيقية في التواصل بشكل فعال، حيث لا يتمكنون أبدا من اكتشاف الألفة الحقيقية.

6-إدارة الوقت:

يشعر الطفل الذي لا يقضي وقتًا كافيًا معه والديه بأنه غير محبوب وغير مرغوب فيه وهذا الأمر نفسه ينطبق على شريك الزواج.  هناك حاجة إلى قضاء بعض الوقت الجيد من أجل ازدهار أي علاقة ناجحة.

في مجتمع اليوم المزحوم، يمكن أن يكون قضاء بعض الوقت الجيد معا تحديا كبيرا للأزواج. ونعني بقضاء الوقت الجيد هنا الحضور فعليا مع الشريك الآخر (الحضور عاطفيا مع شريكك والتواصل الفعال على مستوى المشاعر) هناك حاجة أيضا إلى جعل هذا الوقت طويلا قدر المستطاع لتلبية احتياجات كلا الشريكين بهدف "إبقاء شعلة الحب متوهجة". نحن لا نتحدث عن التشبث طول الوقت بشريكك لأن ذلك سوف يخنق العلاقة، ولكن التواجد المستمر يجعل كلا الروحين والقلبين يتعلقان ببعضهما.

7-الالتزام الديني:

أظهرت الأبحاث أن الأسر الملتزمة دينيا لديها فرصة أكبر للصمود والاستمرار، هذا الأمر صحيح لأن العائلة التي تؤدي الصلاة معا تكون متماسكة أكثر من العوائل الأخرى. شرع الله سبحانه الزواج، وهو سنة من سنن الله الكونية ولا يمكننا تبديل هذه السنة أو إجراء تغييرات فيها، بل ينبغي علينا كمسلمين طاعة الله وممارستها. ينبغي أن يكون للمساجد دور فاعل أكثر في مساعدة الأزواج وإرشادهم لجعل حياتهم الزوجية سعيدة.

المصدر: موقع لها أولاين.