اعرف طفلك من لغة الجسد

لغة الجسد عند الأطفال هي أهم وسائل التعبير عن رغباتهم واحتياجاتهم، والأمر ربما يكون أعمق من ذلك، فمن خلال لغة الجسد نستطيع الغوص بداخل الطفل لمعرفة ما يشعر به تجاه الآخرين، وكيفية رؤيته لمن حوله وانطباعه عنهم.. هذا ما أكدته أمل زارع مدربة التنمية البشرية التي تعتمد علي علم الفراسة إلى جانب الدورات التدريبية في تحليل شخصية الطفل، وتري أن موهبتها ساهمت مع تأهيلها بدورات ال tot والتنمية البشرية في تقديمها لمحاضرات للأمهات وأولياء الأمور في كيفية التعامل مع أطفالهم بعد تحليل شخصيات الأطفال ومعرفة معاناتهم وما يدور بداخلهم.
وتقول زارع: أعتمد في تحليل شخصية الطفل علي رسومات خاصة بالأطفال، أقوم بإعدادها خصيصًا لأكتشف من خلالها نسبة ذكاء الأطفال، وقوة الملاحظة لديهم، وميولهم واحساسهم بمن حولهم، مشيرة إلى أنها من خلال رسومات الطفل تكتشف ما إذا كان عدواني أو انطوائي، وتقدم للأمهات طرق العلاج وكيفية التعامل مع الطفل بتأهيل اجتماعي ونفسي.
أمل زارع لديها مشروعها ورؤيتها الخاصة التي تتمني تعميمها على جميع الحضانات والمدارس حماية للأطفال، وليصبحوا جيلًا من النشء المؤهل نفسيًا واجتماعيًا، بعدما أصيب المجتمع بسلوكيات ومبادئ صنعت من البعض متطرفين وإرهابيين وخسر الوطن طاقاتهم وقدراتهم.
أعدت أمل زارع دراسة ورؤية تتمني من يتبناها من المعنيين بحقوق الطفل سواء المجلس القومي للطفولة والأمومة، أو جمعيات حقوق الطفل، أو المركز القومي لثقافة الطفل، وكل إدارة معنية بالطفل في أي من الوزارات، وتناشد المجلس القومي للمرأة ووزارة التضامن الاجتماعي أن يكون لهم مبادرة لتبني هذه الفكرة مع قومي الطفل.
وتقول أمل: إن لغة الجسد لدي الطفل هي مفتاح لفهم متطلبات واحتياجات الطفل، فالخبراء في قراءة لغة الجسد يقولون إن الكلام 7% من لغة التعبير عند الناس، لذلك نقوم بإرسال باقي الرسائل لا شعوريًا عبر حركة الجسد ونبرة الصوت وتعابير الوجه، وأكبر دليل هو قدرة الطفل على التواصل مع محيطه قبل أن يتعلم الكلام أو يفهم معانيه.
وتنصح كل أم بالاهتمام بـ”لغة جسد طفلها” لأن الطفل يتأثر بلغة جسدنا ويسمع ما تقوله أجسادنا أكثر مما نتلفَّظ به شفهيًا، ويستخدم لغة الجسد طوال الوقت ما يجعلك تركزي على هذه الوسيلة أما الأهم من ذلك فهو عدم مفارقتك لطفلك في حزنه وفرحه؛ لأنه يستخدم لغة جسده أكثر من الكلام حتي يوصل لك أنه حزين أو سعيد.
وقالت أمل زارع: أن ما دفعها لاقتراح فكرة مشروعها القومي نحو مستقبل أفضل لأطفالنا بعنوان: “اعرف طفلك” أن خبراء لغة الجسد أكدوا أن 90% من انفعالات الطفل يعبِّر عنها بلغة الجسد، ولذلك نشدد على أهمية معرفة الأم لغة الجسد عند الطفل.
وأوضحت أن الغرض من المشروع هو غرس القيم والأخلاق الحميدة بين جيل جديد بالتوعية بلغة الجسد، والقضاء على ظاهرة الطفل العصبي، وكيفية التعامل معه وتحليل شخصيته ومعرفة ميوله.
وكشفت أن السبب في فكرة هذا المشروع، أنها وجدت جيلًا جديدًا من الأطفال هشًّا وعصبيًا، ويميل إلى عدم التركيز في الأمور كلها بوجه عام وإلى الناحية العلمية والقدرة الذاتية بوجه خاص، وكمدربة تنمية بشرية بلغة الجسد وخصصتها للطفل عن طريق فن الفراسة التي وهبها الله لي والدراسة بأن أقيِّم الأمور.
أضافت أمل بأن الطفل لديه حركات ورموز تظل معه حتى الكبر وتظهر عنده بشدة في فترة المراهقة.
وعن تجربتها العملية لمشروعها قالت: اتجهت إلى المدارس والحضانات حتى أُمارس هذا العمل على الطبيعة، فقمت بإلقاء محاضرات لأولياء الأمور والمدرّسات لتأهيلهم للتعامل مع الطفل بعد اكتشاف شخصيته، فألقيت محاضرات في البرمجة اللغوية والعصبية للأم، وكيفية التحكم في العقل “واللا وعي” أي برمجة ذاتهم حتى يتفهموا أطفالهم، وأيضًا نبذة عن لغة الجسد في الحركات التي يقوم بها الأطفال؛ من حيث تصرفاتهم وحركة العين فهي أقوي عضو في جسم الإنسان يكشف ما بداخله
وتري مدربة التنمية البشرية أمل زارع أن التأهيل للأمهات والمدرسات يجعل معرفة الطفل لديهم سهلة وتكتشف من عدواني، عصبي، انطوائي، اجتماعي، ، ومن لديه قدر من الذكاء، ورقوة الملاحظة) فكل هذه الأمور أقوم بشرحها ومعرفتها من بؤرة العين، وأعرف إذا كان به مرض عضوي أو نفسي أبدأ بشرحه للأم.
وتضع أمل من خلال مشروعها حلًا لمشاكل دخول المدارس وحجز الصف الأول من الديسكات فتقول: إن الأمهات تقوم بالإسراع إلى الفصول حتى يتم حجز الديسكات في الصف الأول لأولادهم، وهو ما يعد خطأ كبيرًا، لأنهن بذلك لا يسمحن لأطفالهن باختيارهم الشخصي.
في حين أن الطفل الذي يجلس في الوسط فهو من الشخصيات المعتزة بنفسها وواثق بقدراته، ومن يجلس بجانب الحائط فهو انطوائي ولا يريد أن يراه أحد، ومن يجلس على الجانب الأيمن فهو يدل على التكبّر والغرور دون فهم، وتوجد أمور كثيرة لها مدلول كبير ويجب أخذ الحذر منها وتلاشيها أو الاتجاه إلى طبيب متخصص، ومن خلال هذه الحركات نعلم بأن هذا الطفل سوف يصاب بالتوحد أم لا والإسراع بعلاجه.
وتقول زارع: إن مشروع اعرف طفلك يعتمد على ٤ محاور تتمثل في:
أولًا: زيادة قوة التركيز للطفل وقدرته على التفكير.
ثانيًا: ربط الأسرة حول كيفية علاج الابن من مشاكله.
ثالثًا: معرفة طفلك دون عناء عن طريق لغة الجسد.
رابعًا: توعية الأم والمدرِّسات بما يناسب التطورات العصرية الحديثة، وبالأخص مدرِّسات الحضانة والمدارس الابتدائية.
ومن الحلول المقترحة لحل المشاكل التي تظهر على الطفل في ظل الأحداث الجديدة التي تؤدي لصدمات نفسية، تقول أمل: إن تعويض الطفل عن فترة انشغال الأم عنه، والتقليل من الآثار السلبية للتكنولوجيا الحديثة، يكون بالتوعية الكاملة للأم العاملة، وتدريب الطفل على قدرات فكرية حتى ننهض به بتنظيم ورش عمل وحلقات نقاشية تساعد في كيفية فهم الطفل، فضلًا عن عمل تدريبات للطفل في رفع قدرات الذكاء وقوة الملاحظة، وتبني ذلك من خلال عدد من المؤتمرات الكبري تتبناها الجهات المعنية بالطفل.
