logo

استراتيجيات ومهارات إدارة الصراع


بتاريخ : الخميس ، 18 شوّال ، 1443 الموافق 19 مايو 2022
استراتيجيات ومهارات إدارة الصراع

نمر في حياتنا اليومية، بالأخص في العمل بمشاكل وتحديات وخلافات قد يصعب علينا تجنبها ويسهل إدارتها عند إتقان مهارات إدارة الصراع، فهي طريقة فعالة لتحديد المشكلات، وحل الأزمات والابتعاد قدر الإمكان عن الخسائر التي قد تتعرض لها أطراف الصراع، لذا لابد من فهم هذه المهارات جيدًا واتباع بعض الاستراتيجيات المناسبة، فتابع معنا.

 

تعريف الصراع:

تعريف الصراع مهارات حياتية وهو عبارة عن مشكلة بسبب خلاف واقعي أو متوقع للمصالح والاحتياجات، وهناك نوعان من الصراع داخليًا وخارجيًا، بحيث يكون داخل ذاتك أو بين شخصين أو مجموعة أفراد، وهو يفسر جميع المشاكل منها الحروب التي تحدث بين الجماعات والاختلافات والتصارع على المصالح والخلاف الاجتماعي.

 

مهارات إدارة الصراع:

 

إدارة الصراع هي العملية التي يتم عبرها الكشف عن الخلافات والصراعات داخل المجتمع أو المؤسسة من خلال بعض الآليات، لذا تحتاج هذه المهمة لمجموعة من المهارات وهي كالتالي:

 

مهارات في التفاوض:

 

تحتاج عملية إدارة الصراع لمهارة التفاوض الناجح حتى تتمكن من الحوار والنقاش مع الأطراف الأخرى، ومحاولة البحث عن حلول لتسوية الخلافات وتعزيز مبدأ المصالح المشتركة بين طرفي الصراع، للوصول لنتائج ومنع تفاقم حدة الصراعات.

 

مهارات الاتصال والتواصل:

 

تستطيع الابتعاد عن المشاكل عبر التواصل الفعال والدقيق، حيث في بعض الأحيان تسبب رسائل البريد الإلكتروني المشاكل والاتهامات نتيجة فقدانها، لذا عند التحدث مع الأشخاص حاول الاستماع لهم للنهاية دون مقاطعة بعد ذلك تحدث عن أهم أفكارك واقتراحاتك لإنهاء هذا الصراع دون خسائر.

 

الذكاء العاطفي:

 

يحتاج فن إدارة الصراع للذكاء العاطفي لمعرفة طريقة تفكير الآخرين ومشاعرهم، وإدراك نقاط ضعف الطرف المقابل، ومعرفة ما الهدف الذي يطمح في تحقيقه، والوصول إلى جوانب مشتركة بين أطراف النزاع.

 

التعاطف:

 

لا تنظر لمصلحتك فقط بل عليك الشعور باحتياجات الآخرين، حتى تستطيع فهم رأيهم في الموضوع وما الهدف الذي يرغبون في تحقيقه ومعرفة المفاهيم الخاطئة لديهم، ومن المهم التحكم في التعاطف مع الآخرين بذكاء لتحقيق تعاون مشترك، وحاول استخدام الذكاء العاطفي مع التفكير النقدي في العمل للنجاح في إدارة الصراع.

 

مهارة حل المشكلات:

 

المشاكل داخل بيئة العمل وعدم التواصل الجيد بين الأعضاء يؤدي إلى الصراع، لذلك لا يمكن الاستغناء عن مهارة حل المشكلات باستخدام مختلف الوسائل وتعزيز الحوار الفعال مع الأطراف من أجل التوصل لحلول يمكن تنفيذها على أرض الواقع وإدارة الصراع بشكل فعال بينهم وتجنب تكبيد المؤسسة للخسائر.

 

التكيف مع المشكلات الصغيرة:

 

من مهارات إدارة الصراع التكيف مع المشاكل، فعند التعرض لمشكلة صغيرة يصيبك عدم ارتياح بسبب ذلك يتولد مشاكل أكبر، فمن الضروري الحذر من هذا الأمر وإدارة المشكلات الصغيرة مع الأطراف الأخرى بحذر دون اظهار انزعاجك للآخرين وحاول التأقلم مع الزملاء وعدم التحدث عن الموقف كثيرًا.

 

التعاون مع الآخرين:

 

المساعدة والعمل في إطار الفريق يصلح الكثير من المواقف والمشاكل بين الأعضاء من خلال تحمل المسؤولية وبناء الثقة بين المدراء والعاملين للقدرة على إقناعهم عند حدوث تطور جديد من شأنه أن يؤدي إلى صراع، لذا يمكن السعي للتوصل إلى حل من خلال الوقوف في الوسط.

 

أهمية إدارة الصراع في العمل:

 

 

عادةً تحدث الكثير من الصراعات في مكان العمل بين الزملاء نتيجة التصور الخاطئ والسعي نحو المصالح ونتيجة الاختلاف في الآراء، لذا لا يمكن ترك هذا الصراع قائم بين الأشخاص وإهماله حتى لا يفسد أجواء العمل ويعطل الإنتاج والمحافظة على مستوى المنتجات أو الخدمات المقدمة، فيجب على الإدارة والعاملين حل المشكلات والحديث بأسلوب جيد دون نزاع واستخدام مهارة التواصل والاستماع الجيد.

 

 

استراتيجيات إدارة الصراع:

 

بعد إتقان مهارات حياتية إدارة الصراع يجب العمل على مجموعة من الاستراتيجيات عند التطبيق لحل المشكلات بين الأطراف ومعرفة وجهات النظر والقدرة على إدارة الصراعات بشكل فعال، من هذه الاستراتيجيات ما يلي:

 

 الاستيعاب:

 

يحاول طرف من الأطراف عدم تطوير الصراع والسيطرة عليه عبر تقديم تنازلات، ويتبع استراتيجية الاستيعاب الشخص الذي يحاول الإصلاح وحل المشكلات ويعتقد بأنه مشكلة بسيطة.

 

 التجاهل:

 

عند حدوث صراع داخل بيئة العمل يقوم بعض الأشخاص بتجاهله، بهدف تأجيل الحل، وقد يكون الهدف من هذه الاستراتيجية الخوف من مواجهة الطرف الآخر وتفاقم الصراع، لذا يتجاهل الأمر بحيث قد ينتهي دون تدخل أحد، ومن يتبعون هذه الطريقة هم أشخاص لا يثقون بقدراتهم على الإقناع والحل ولا يملكون السلطة.

 

 التعاون:

 

يحاول الفرد بهذه الاستراتيجية وضع اقتراحات ترضي كل الأفراد، وقد يتعاون طرفي الصراع بالحل ورسم الخطة للتعاون المشترك لإنهاء الخلاف دون خسائر وتنازلات.

 

القوة والسيطرة:

 

ترتكز هذه الاستراتيجية على أساس إيجاد حل عاجل للصراع وبشكل نهائي دون رجوع للخلف، عادةً تستخدم الإدارة هذه الطريقة عبر نفوذها وقوتها في العمل في الضغط على طرف واحد أو كل الأطراف للقبول وإجباره على ذلك؛ من خلال توصيل إنذار أخير أو عن طريق توازن القوى بين الطرفين، ويجب على الإدارة معرفة أسباب الصراع والحصول على معلومات كافية عن جميع الأطراف لاتخاذ القرار الملائم.

 

التسوية:

 

تعتمد استراتيجية التسوية على وضع حلول ترضي جميع الأطراف دون تنازل أي طرف، بحيث تحقق لهم أدنى حد من الاحتياجات عبر تأخير حل الخلافات الأساسية ووضع حلول للخلافات الثانوية.

 

أسباب الصراعات في الحياة:

 

تحدث الصراعات بحياة كل شخص نتيجة سبب ما، فمن المهم إدراك مهارات إدارة الصراع، حتى تصل للحلول المناسبة لك دون تطوير النزاع والمشكلات مع الطرف الثاني، ومن أبرز أسباب الصراع ما يلي:

 

نتيجة سوء الفهم:

 

أغلب الصراعات التي نتعرض لها بالحياة تكون بسبب سوء فهم حصل من طرف واحد أو من كل الأطراف، نتيجة عدم التحدث بوضوح عن أفكارك أو تجاهل القضية، في هذه الحالة لم تصل الحقيقة بشكل كامل للشخص، فعليك توضيح فكرتك عند الحديث والاستماع الجيد لمن حولك وفهم احتياجاتهم.

 

الصراعات بسبب العلاقات:

 

تتشكل العلاقات الاجتماعية والمهنية في الحياة، فكل يوم نصادف أشخاص جدد يدخلون حياتنا، وقد يكون الصراع بسبب العلاقة مع الأشخاص والاختلافات بينهم، فالعمل يجبر الإنسان على إقامة علاقات مع الأفراد، بالطبع عدم توافق المصالح قد يفسد هذه العلاقة، لذا يجب التعلم على مهارات إدارة الصراع لحل النزاعات.

 

الصراعات بسبب القيم:

 

هذا الصراع من الصراعات الصعبة، لأنها تسبب مشاكل كبيرة بين الأفراد لها علاقة بالقيم مثل المعتقدات أو الهوية أو اللون وقد ترتبط بنزاعات في السياسة أو الدين والقيم الأساسية للإنسان، وهذه الصراعات صعب النقاش بها والحوار وتحتاج لوقت طويل للحل، لذا من الضروري عدم الدخول بهذه المواضيع أو التحدث بها أمام الجماعات.

 

الصراع بين الشخص والعام:

 

أسباب الصراعات السابقة هي الأشخاص فيما بينهم، ولكن هذا الصراع يكون بين الشخص والعام، بحيث يكون الفرد على نزاع بينه وبين القوانين أو المعتقدات، نتيجة بعض الآراء والعادات والتقاليد ومن الأمثلة على هذه الصراعات، الصراع على الطعام (ضد تناول اللحوم)، أو النزاع بين الفرد والنوع عرقي أو طبقي.

 

التدرب على مهارات إدارة الصراع أمر ضروري للنجاح في الحياة العملية والعلمية، لتجنب قدر الإمكان المشاكل التي تحدث لك، وزيادة ثقتك بنفسك وبناء علاقات اجتماعية ومهنية جيدًا مع الجميع.

 

المصدر: موقع قدرات