logo

أخطاء يجب ألا تفعلها الزوجة


بتاريخ : الأحد ، 23 جمادى الآخر ، 1439 الموافق 11 مارس 2018
بقلم : أميمة الجابر
أخطاء يجب ألا تفعلها الزوجة

خلف جدران البيوت أزواج، قد تراهم سعداء لكنهم يخفون الهموم، وزوجات قد يتظاهرن أمام الأخريات بابتسامات لكن قلوبهن تنبض بالأنين، والعجيب أن كلًا يحسد الآخر يتمنى أن لو كان مثله، لا يرى إلا وجوهًا ضاحكة مبتسمة، وقد خفي عنه ما وراء الستار!

أقول دائمًا أن المشكلات العابرة لا تُعتبر مؤشرًا على سوء العلاقة بين الزوجين، فالمشاكل أمر طبيعي، لكنني أيضًا أقول إن هناك علاقات زوجية متينة يسودها الحب والتفاهم والمودة، ويعمها رضا الله سبحانه، فلا تكاد تشكو من مشكلة.

قد تأتي فترات تشتد فيها العواصف بين الزوجين، أحيانًا يكون الزوجان مشتركين فيها، وفي أحيان أخرى، وهو موضوع مقالنا اليوم، تكون أسباب المشكلات هي أخطاء الزوجات، وهاكم بعضها:

لا تتجسسي على هاتفه:

فالتجسس على هاتف الزوج (ما الرسائل الواردة أو الصادرة؟، ومع من تكلم ومن تحدث معه؟) خطأ يزعج الزوج جدًا، ويشعره بعدم ثقة زوجته فيه، فلتعلم الزوجة أن هذا التجسس لا يفيدها بقدر ما يضرها، فقد يستغله الشيطان ويسرب الشك إليها، أو سوء الظنون، أو يتفاقم الأمر وتنشب الخلافات، ويحصل ما لا يحمد عقباه.

لا تتركي بيتك:

لا تتركي بيتك مهما كان الخلاف، ومهما كان غضبك منه، فلن يطيقك أقرب الناس إليك إذا ذهبت إليهم غاضبة ومعك أولادك، يرحبون بك أول يوم وثاني يوم، ثم بعد ذلك ستجدين وجوهًا عابسة أمامك.

ترك البيت خطأ سيصعب تداركه بعد ذلك، ووجودك ببيتك له ألف إيجابية وإيجابية، فقد يكون سببًا في الصلح بينكما بحوار هادئ وقور، وقد يرقق قلب زوجك عليك، وقد يدعوك للاعتذار عن الخطأ، كما أنه لا يخفى عليك أن ترك بيتك بغير إذن زوجك سلوك لا يرضاه الشرع الحنيف.

على جانب آخر لا تعودي زوجك المبيت خارج بيتك، مهما كان غاضبًا، واتفقي معه على ذلك، فإن أول الجفاء بين الزوجين مبيت الزوج خارج البيت غاضبًا أو لاهيًا.

لا تكثري الخروج:

كل ساعة خارج بيتك لها تأثيرها السلبي، إما على الأولاد أو على زوجك أو على بيتك، فلا تكثري من خروجك وزياراتك؛ بل اجعلي الخروج لأسباب ضرورية، فالقرار بالبيت صفة ذكرها الله تعالى في كتابه الكريم: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ}؛ لفضلها ومزاياها.

على جانب آخر لا تضيقي عليه إذا أحب الخروج مع أصحابه، أو أحب زيارة أحد أقاربه، فلا تجلسي أمامه كالحارس، أو تأخر خارج البيت بعض الوقت، احذري أن يعود ليجد أمامه وجهًا غاضبًا عبوسًا؛ حتى لا يشعر أن زواجه منك كالسجن، وأنك أنت السجان!

لا تهملي زوجك:

أول شكاوى الأزواج، على مر العصور، هو أن زوجاتهم تهملهم بعد الزواج، وسواء أكان ذلك حقًا أم باطلًا فلا تتركي الباب مفتوحًا لتلك الشكوى، التي قد تصير تكأة بعد ذلك لهروب الزوج خارج البيت، أو ربما البحث عن أخرى.

فلا تهملي زوجك وتمنعيه حقوقه؛ لأن ذلك مفتاح غضبه عليك، غير ما ستجدينه من تدهور العلاقات بينكما، وعدم تركيزه في عمله، ونقده لك.

لا تهملي نفسك:

فلا تتركي نفسك سيئة المنظر أمامه، لكن اهتمي بأن تكون صورتك أمامه جميلة لتسعد عينه ويسعد دائمًا برؤياك.

ولا تكوني امرأة عبوسة الوجه، شكاية مهمومة، لكن اجعلي دائمًا البشاشة والابتسامة والمرح قرينًا رؤياك، وملازمًا وجهك، ولا تطيلي أوقات الحزن؛ بل أسرعي بالصلح والصفح والعفو، وحتى لا يقال عليك (امرأة نكدية) رغم تعبك وجهدك وعطائك، لا تفتحي الطريق لذلك.

لا تقفي معه على كل خطأ:

 فقد تكون الأخطاء زلات، وقد تكون غير مقصودة، وقد يكون لها معان طيبة لم تدركيها ولم تنتبهي إليها، فلا تقفي عند كل خطأ، لكن ألقي الأخطاء وراء ظهرك، ثم حاولي نصحه بطريقة لطيفة، وفي وقت آخر وبطريقة غير مباشرة، هكذا تكونين حكيمة، وتحسنين إدارة الدفة للسفينة.

وإليك تتمة المعاني المهمة:

- إذا طلب منه والداه أو أحد إخوانه مساعدة مادية أو أي خدمة إياك أن تمنعيه، أو تقولي له كلمات معبرة على عدم رضاك على هذا، فهو أعلم بحاله، فإذا لم يكن في قضاء حوائج أقرب المقربين فمن عندئذ يساعد؟

- لا ترفعي صوتك عليه كفعل اللئيمات الوقحات، واحذري نقده أو تجريحه أمام أقاربه؛ بل اذكري فضائله، وتحدثي عن مكارمه، كذا فعل السيدة الكريمة.

- لا تفشي سر زوجك أو بيتك أبدًا، مهما كان صغيرًا، ما دمتِ تعرفين أنه سر، فلا ينبغي أن تكون أسراركما مستباحة يعرفها الآخرون، فالسر حتى إن خرج لشخص واحد فمنه يخرج ويتداول للكثير، فاحذري.

- لا تخفي عليه أي خطأ وقع به أحد أبنائك، فمعالجة الأخطاء أولًا بأول أفضل، وتقويم الابن في بداية الخطأ أسهل، وإن لم تخبريه بأحوال الأبناء سيلقي عليك سبب فشلهم أو تلفهم، لكن ابحثي عن أفضل الطرق لأخباره، وابذلي جهدك في إصلاح الأخطاء الممكنة لو كانت بسيطة قبل إخباره بكل شيء، واختاري الوقت المناسب لذلك، ووصفي له الحال جيدًا وبحكمة وهدوء.

- لا تنتقدي أو تعيبي سلوك أمه أو أبيه أو أحد من رحمه، حتى إن وجد هذا العيب فيهم، لأنه يرفض هذا الأمر من داخل نفسه، فلكي تكسبي قلب زوجك أحسني إلي أهله.

- لا تستخدمي الكلمات اللاذعة، وإذا وجدت زوجك غاضبًا فلا تثيريه بكلمات مثيرة أثناء ثورته، ولكن عليك الصمت، وعدم الرد على كلامه؛ لأن الصمت أهم مهدئات الثورة الغاضبة، ثم في وقت آخر يكون العتاب، ويكون بطريقة لطيفة.

- لا تلحي في الطلب؛ بل إذا أردت أن تطلبي منه شيئًا لك فاطلبي منه هذا الطلب مرة واحدة، ولا تكرري الطلب وتلحي، واعلمي أنه عرف وسمع، فإذا تأخر فعنده أسباب تمنعه.

- احذري الاختلاط بين الرجال والنساء في الأسر، خصوصًا القريبة منكم، فمنه تأتي المشكلات، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم منه فقال: «الحمو الموت».

- لا تظهري غيرتك إذا بدا لك التفات زوجك لغيرك؛ بل اصبري والجئي إلى الله، ثم انظري لنفسك في المرآة، وطوري من نفسك، وجددي حالك، وغيري أسلوبك، ثم ذكريه بالله بأسلوب رقيق، وبطرق غير مباشرة، ونبهيه للصواب.

- احرصي على استخدام أفضل العطور، ولا تبخلي في الإنفاق عليها، فالعطر خير ما ينفق عليه، واهتمي أن تنثري أجمل رائحة في بيتك، فلا يشم منك إلا أطيب ريح، ولا ينظر منك إلى قبيح.

تعلمنا هذا من ديننا، ثم من أهل الحكمة الذين سبقونا، أخذنا خبرتهم، فلا تستهيني أيتها الزوجة بالقليل، وكوني واعية، وحافظي على زوجك، وعلى بيتك، فبيتك هو مملكتك فلا تتركيها لغيرك.

المصدر: موقع: المسلم