logo

9 خطوات لحفظ مزيد من المعلومات بشكل أسرع


بتاريخ : الخميس ، 23 جمادى الأول ، 1442 الموافق 07 يناير 2021
9 خطوات لحفظ مزيد من المعلومات بشكل أسرع

يحبّ الناس أن يقولوا مازحين أنَّ الشيء الوحيد الذي تعلُّموه في المدرسة هو كيف يحفظون. يبدو أنَّ هذا ليس حال معظم الناس، فلو تجوَّلت في غرفةٍ وسألت مجموعةً من الناس الجالسين فيها: "كيف تحفظون المعلومات بسرعة؟ وكيف تتذكَّرونها؟" سيجيبك معظمهم على الأرجح: "بالتكرار".

بيد أنَّ هذا الكلام يُعَدُّ كلاماً مغلوطاً، وبعيداً كلَّ البُعد عن الحقيقة؛ لأنَّك إذا أردت أن تحفظ معلومةً ما بسرعةٍ وتركيز، فلن يكون ذلك ممكناً عن طريق تكرارها، لكنَّ حفظ المعلومة يصبح ممكناً إذا تمكَّنت من العثور على طريقةٍ لتذكُّرها. المشكلة أنَّ تذكُّر معلومةٍ ما يحتاج إلى تعلُّمها، وأنَّ كلَّ شخصٍ فينا يتعلَّم بطريقةٍ مختلفة. إذاً، كيف يمكننا تذكُّر مزيدٍ من المعلومات بشكلٍ سريع؟

ستتعلَّم في هذه المقالة كيف تتقن فنَّ التذكُّر، بحيث تتمكَّن من حفظ عشرات المعلومات خلال مدةٍ قصيرة:

قبل أن تبدأ، حدِّد أسلوب التعلُّم الخاصّ بك: قبل أن نبدأ، ثمَّة أمرٌ يجب عليك أن تحدِّده:

هل تعتمد في التعلُّم على حاسة السمع، أم البصر، أم على التجربة؟

إذا كنت تعتمد في أثناء التعلُّم على حاسة السمع، فإنَّ أفضل طريقةٍ لحفظ المعلومات بالنسبة إليك ستكون عن طريق الاستماع إليها؛ أمَّا الأشخاص الذين يعتمدون في أثناء التعلُّم على حاسة البصر، فيفضِّلون أن يروا الأشياء حتَّى يتعلَّموها؛ بينما يُفضِّل الأشخاص الذين يعتمدون على التجربة أنَّ يتعلَّموا عن طريق الأحداث والتجارب.

يعتمد معظم الناس في أثناء التعلُّم على نمطَين على الأقلِّ من أنماط التعلُّم المذكورة في الأعلى، لكنَّنا عند ذِكر كلِّ خطوةٍ سنشير إلى أكثر نمطٍ تُعَدُّ هذه الخطوة ملائمةً له، حتَّى تتمكَّن من البدء بحفظ المعلومات بسرعةٍ وكفاءة:

1. الاستعداد: حتَّى تحقق أفضل النتائج حينما تجلس لحفظ أيِّ معلوماتٍ، أَوْلِ اهتماماً خاصَّاً للبيئة التي تختار الجلوس فيها. بالنسبة إلى معظم الناس يعني هذا اختيار مكانٍ تكون فيه مصادر تشتيت الانتباه قليلة، على الرغم من أنَّ بعض الناس يتعلَّمون بشكلٍ أفضلٍ في الأماكن العامة.

حدِّد البيئة الأكثر ملاءمةً لأسلوبك في التعلُّم، حتى تتمكَّن من البدء بالحفظ. بعد ذلك، اشرب قليلاً من الشاي، إذ تؤكِّد كثيرٌ من الدراسات العلمية أن الشاي الأخضر يُحسِّن عمل الذاكرة بشكلٍ طبيعي.

من الناحية الجسدية، تعتمد قدرتنا على تَذكُّر المعلومات على قوة الترابط بين الخلايا العصبية الموجودة في أدمغتنا، والتي ترتبط مع بعضها بعضاً عن طريق المشابك، وكلَّما مرَّنتَ المِشبك أكثر (عن طريق التكرار) ازداد قوَّةً، ممَّا يُعزِّز قدرتك على حفظ المعلومات.

مع التقدُّم في السن تُتلِف موادٌ كيميائيَّةٌ سامَّةٌ خلايانا العصبية ومشابكنا، ممَّا يؤدِّي إلى فقدان الذاكرة، وحتَّى إلى الإصابة بالزهايمر.

بيد أنَّ الشاي الأخضر يحتوي مُركَّباتٍ تُبطِل سُمِّيَّة تلك المواد الكيميائية، وتحافظ على عمل خلايا الدماغ بصورةٍ صحيحةٍ فترةً أطول.

2. تسجيل المعلومات: تُعَدّ هذه الخطوة مفيدةً بشكلٍ خاصٍّ إذا كنت تحفظ معلوماتٍ تُلقى في محاضرة. استعمل جهاز تسجيلٍ لحفظ جميع الحقائق التي ذُكِرَت في أثناء المحاضرة والاستماع إليها، فإذا كنت تحاول أن تحفظ خطاباً، فسجِّل صوتك وأنت تقرأ الخطاب بصوتٍ مرتفع، واستمع إلى التسجيل.

من الواضح أنَّ هذه الخطوة تُعَدّ مفيدةً للأشخاص الذين يُفضِّلون التعلُّم باستخدام حاسة السمع أكثر من غيرهم، لكنَّها مفيدةٌ أيضاً؛ لأنَّها تضمن لك حفظ قدرٍ أكبر من المعلومات التي ورَدَت في المحاضرة، وهذا يساعدك في تعلُّم المعلومات بشكلٍ أسرع.

3. تدوين كلّ المعلومات: قبل البدء بمحاولة تذكُّر كلِّ ما عَلِق في ذاكرتك، دوِّن المعلومات التي سمَعتَها وأعِد تدوينها، يساعدك هذا في الاطلاع اطلاعاً أفضل على المعلومات التي تحاول حفظها.

بإمكان القيام بذلك في أثناء الاستماع إلى الشريط المُسجَّل، أن يساعدك أيضاً في حفظ كثيرٍ من المعلومات، حيث تُعَدُّ هذه الخطوة مفيدةً بشكلٍ خاص للأشخاص الذين يفضِّلون التعلُّم عن طريق التجربة.

4. تقسيم الملاحظات: الآن، وبعد أن دوَّنتَ كلَّ المعلومات معاً، افصل تلك المعلومات، وضع كلَّ مجموعةٍ منها في قِسمٍ خاص.

تُعَدُّ هذه الخطوة ملائِمةً للأشخاص الذين يُفضِّلون التعلُّم باستخدام حاسة البصر، لا سيما إذا استخدموا الألوان لتمييز كلِّ موضوعٍ عن المواضيع الأخرى. يساعد هذا في فرز كلِّ المعلومات، والبدء بحفظ كلِّ مجموعةٍ من المعلومات التي سجَّلتها في حيِّزٍ خاصٍّ بها في الدماغ.

5. استعمال التكرار لحفظ المعلومات عن طريق تجميعها في الذاكرة: كرِّر كلَّ سطرٍ من سطور النص بضع مرَّات، وحاول تذكُّره دون النظر إليه.

في أثناء حفظ النص، أضِف المعلومات الجديدة إلى المعلومات التي تعلَّمتها توَّاً، سيَحُول هذا دون نسيان المعلومات المُخزَّنة لديك في الذاكرة قصيرة الأمد.

تابع القيام بذلك إلى أن تحفظ النَص كلَّه وتكون قادراً على تذكُّر كلِّ المعلومات المذكورة فيه، ولا تنتقل إلى نَصٍّ آخر حتَّى تحفظ الأول حفظاً كاملاً.

تُعَدُّ هذه الخطوة مناسبةً للأشخاص الذين يُفضِّلون التعلُّم باستخدام حاسة البصر أكثر من غيرهم، لكن إذا قُرِأت المعلومات بصوتٍ مرتفع، فيمكنها أن تصبح ملائمةً أيضاً للأشخاص الذين يُفضِّلون التعلُّم باستخدام حاسة السمع.

6. تدوين المعلومات التي عَلِقَت في الذاكرة: الآن، وبعد أن أصبحت قادراً على تذكُّر النص بأكمله، دوِّن غيباً كلَّ المعلومات التي تتذكَّرها. يُعزِّز هذا حفظ المعلومات التي تعلَّمتَها توَّاً عن طريق التجربة.

7. تعليم المعلومات للآخرين: يُعَدُّ تعليم الآخرين المعلومات التي حفظتها من أكثر الطرائق فاعلية ً لحفظ المعلومات.

يمكن القيام بذلك بعدة طرائق مختلفة؛ إذ بإمكانك أن تلقي محاضرةً أمام شخصٍ يجلس مباشرةً أمامك (أو أمام المرآة إذا لم تتمكَّن من إقناع أيِّ شخص بالجلوس أمامك)، وتوضيح كلِّ المعلومات التي حفظتها بشكلٍ ارتجالي.

إذا كنت بحاجةٍ إلى إعادة قراءة المعلومات التي تعلَّمتها حرفيَّاً، فافعل ذلك أمام شخصٍ آخر أيضاً، حتَّى تعرف كيف سيكون الوضع حينما تقرأ النص أمام الجمهور الذي تنوي أن تقرأ النص أمامه.

من الطرائق الأخرى التي يُفضِّل بعض الناس اتِّباعها، إعداد اختباراتٍ للأشخاص الآخرين.

خُذ المعلومات، وتوقَّع الأسئلة التي سيطرحونها عليك، واستعمل الأسئلة متعددة الخيارات أو التوصيل، وغيرها؛ لتقديم المعلومات على شكل اختبارات، وانظر كيف يفعل الآخرون ذلك. يُعَدُّ كلُّ هذا تعلُّماً يعتمد على التجربة؛ لأنَّك فعليَّاً بهذه الطريقة تراجع الأفكار التي تعلَّمتها وتعيد ترتيبها.

8. الاستماع إلى التسجيلات بشكلٍ مستمر: حينما تؤدِّي مهاماً غير مرتبطةٍ بالمعلومات التي حفظتها، مثل: غسل الثياب أو قيادة السيارة، راجع المعلومات مرةً أخرى عن طريق الاستماع إلى التسجيلات.

يُعَدُّ هذا بكلِّ تأكيدٍ شكلاً من أشكال التعلُّم اعتماداً على حاسة السمع، لكن بإمكانه أن يُعزِّز المعلومات التي جمعتها في ذاكرتك قصيرة الأمد.

9. أخذ قسط من الراحة: أخيراً، دع دماغك يأخذ قسطاً من الراحة، واقضِ بعض الوقت دون التفكير في المعلومات التي تعلَّمتها توَّاً، وعُد إليها في وقتٍ لاحق.

حينما تعود إلى المعلومات في وقتٍ لاحق، سترى المعلومات التي حفظتها فعلاً، وسيساعدك هذا في تركيز الاهتمام على الجوانب التي تعاني ضعفاً فيها.

جرِّب اتِّباع هذه النصائح الآن، وستجد أنَّ تذكُّر المعلومات قد أصبح أكثر سهولةً، وستحفظ معلوماتٍ أكثر من التي يحفظها زملاؤك الآخرون.  

المصدر: موقع النجاح.