كيفية إدارة فريق العمل
قيادة فريق العمل:
القيادة الحكيمة هي التي تكون قادرة على قيادة الآخرين من أجل تحقيق إنجازات متميزة، وهذا النوع من القيادة
يكون له السبق في فهم الوضع الحالي وما يؤثر عليه من مستجدات، كما أنها تكون قادرة على فهم ما سيكون عليه المستقبل، حيث تنظر إليه بطريقة ذكية، وتعمل على تطويعه لخدمة أهدافها.
فإن لم تستطع هذه القيادة تطويع المستقبل ليتلاءم مع خططها، أبدعت أساليب متطورة وغيرت من خططها لخلق ظروف أفضل للنجاح.
إن هذا النوع من القيادة تكون متبصرة للمستقبل، آخذة بعين الاعتبار إنجازاتها في الماضي.
فهي كقائد السيارة، ينظر في معظم الوقت إلى الأمام لكنه يلتفت بين الفينة والأخرى في المرآة ليرى ما خلف وراءه.
هذه القيادة تكون قادرة وبكل المقاييس على الإبداع والخلق، وهي قادرة على إحاطة نفسها بأناس قادرين على مد يد العون والمساعدة لها في أي وقت لإتمام الخطط التي وضعتها.
وهؤلاء الناس هم دعامة القيادة الرئيسية، وهم الفرق التي تحقق النجاح لها بشكل خاص وللمؤسسة التي يعملون فيها بشكل عام، حيث يسمو الهدف الأكبر لهذه الفرق على الهدف الخاص لكل فرد من أفراد الفريق.
إن وجود الفرق يؤدي إلى طمأنة الأفراد خاصة عندما يخرجوا من نطاق »منطقة الراحة« التي تعودوا على العمل داخلها، فهم يشعرون بالراحة والطمأنينة ما داموا بداخل هذه المنطقة، ويشعرون بشيء من القلق إذا خرجوا منها.
القيادة المتبصرة تُخرج أفراد الفرق خارج منطقة الراحة؛ ليتدربوا على ظروف وأعمال وأوضاع ليست مألوفة إليهم، وليتحصنوا بالبصيرة ووسع الأفق والتدرب على العمل بفعالية أكبر مع بعضهم البعض.
إن العمل خارج منطقة الراحة يضع الفرق أمام تحدٍ لانفعالاتهم ومقدرتهم الجسدية والعقلية كذلك.
إن بعض التمرينات والتحديات التي تمارسها الفرق خارج منطقة الراحة تساعد أفراد الفرق على فهم بعضهم بعضًا وتركز على الكيفية التي يستطيعون بموجبها أن يكونوا أكثر فعالية.
وهنا فإن الفرق تسعى إلى استنباط حلول للمهام التي تود إتمامها، ويتبادل أفراد الفرق الآراء ويضعون القرارات السريعة ويستطيعون التواصل بشكل سريع وفاعل.
كما أن هذه التمرينات والتحديات تساعد على تطوير مهارات جديدة لحل المشاكل وكذلك لتطوير المهارات القيادية لدى الأفراد.
إن مثل هذه التحديات والتمارين التي تمارسها الفرق خارج منطقة الراحة تساعد المشاركين على إزاحة الحواجز الفاصلة بينهم، وتساعد على علاقات أوثق واتصال أمتن بين الأعضاء.
ومن هذه التمرينات والتحديات مثلًا السير على الحبال التي يصل ارتفاعها عن الأرض إلى عشرة أمتار.
هناك تمرينات وتحديات أخرى تستدعي استعمال أدوات كالخرائط والبوصلة وآلات الرصد، حيث يتوجب على الفريق إيجاد نقطة معينة على بعد خمس كيلومترات من موقع انطلاقتهم.
على الفرق في هذه النوعية من التمارين أن تضع التخطيط الاستراتيجي لمراحل العمل للوصول إلى النقطة المطلوبة.
ويساعدهم هذا التمرين على مهارات اتخاذ القرار والوضوح والشفافية في الاتصال والتحدث، وكذلك التحديد الصحيح للمصادر التي ستساعدهم للوصول إلى الهدف.
هذا التمرين يقوي لدى المشاركين »روح الفريق الواحد«، وأهمية كل فرد من أفراد الفريق.
نرى مما تقدم أن العمل ضمن الفرق يؤدي إلى:
- إحراز نتائج متميزة للفرد والفريق والمؤسسة.
- تطوير الثقة والتفاني والفهم بين الأفراد.
- إدراك مدى الطاقة المختزنة لدى الأفراد وبناء الثقة بينهم.
- تطوير روح الفخر لدى الأفراد بسبب إنجازاتهم.
- ممارسة نوع من الإثارة والفرح لكسبهم المعرفة من بعضهم بعضًا.
- التعلم على العمل الجماعي بمتعة.
الأخطاء الرئيسية في إدارة فريق العمل:
وهناك أخطاء يجب على القائد في الشركة تجنبها حتى يستطيع النجاح مع فريقه في الوصول بعمله إلى قمة النجاح؛ وتحقيق الانسجام والتأقلم مع العمل ومتطلباته، والفريق القائم بالعمل وبين الفريق نفسه من جهة أخرى، لذلك في الإدارات الحديثة يجب التركيز على ترك هذه المفاهيم الخاطئة في القيادة، ففريق العمل المتفاهم والمنسجم هو دليل على نجاح الشركة ووصولها إلى أهدافها الحقيقية.
الخطأ الأول: أن تحاول إدارة الفريق كما لو كنت مشرفًا تقليديًا:
الشركات تكون الفرق؛ لكي تستفيد من قرارات الموظفين على الإدارة الذاتية والإنتاج من دون توجيهات، وإذا كان المدير يحاول إن يقوم بالإشراف على الفريق بشكل تقليدي، فإن هذا الهدف لن يتحقق، وعلى المدى القريب ستنشأ نزاعات بين المدير وفريق العمل، وأما على المدى البعيد، فسوف يمتنع أعضاء الفريق عن أخذ المبادرات، لذلك سيرجع الفريق من حيث بدأ، لذلك لا بد للمدير أن يترك مساحة حرية كافية لأعضاء الفريق في أخذ المبادرات حتى ينمو الفريق.
الخطأ الثاني: عدم تنمية الالتزام بالمهمة الرئيسة للفريق:
أولًا: لا بد من أن يؤمن أفراد الفريق برسالتهم، ولا بد أن يعملوا معًا على تحقيق الهدف الرئيس عن طريق المقترحات الآتية:
أن يتأكد المدير من أن كل أعضاء الفريق ملمون بمهمتهم الرئيسة جيدًا.
لا بد أن يتأكد المدير من أن أعضاء فريق العمل يركزون على أداء المهمة الرئيسة، وليس على تحقيق أهداف وظائفهم فقط في الوقت الحالي.
يجب على المدير أن يشجع كل موظفيه على العمل المشترك، والنظر لأنفسهم كأنهم فريق واحد وليس مجموعات منفصلة.
يجب على المدير وقائد فريق العمل أن يكون واضحًا في قراراته وواضحًا في الهدف الرئيس؛ حتى يتسنى لفريقه أن يعمل وهو واعٍ لما يقوم به.
الخطأ الثالث: التعامل مع أعضاء الفريق كأفراد منفصلين:
لقد اعتاد معظم الموظفين على أن يتم تقييمهم والإشراف عليهم بناء على جهودهم الفردية، وحتى حين يقال للموظفين أنهم يشكلون جزءًا من فريق، غالبًا ما يظل الموظفون يفكرون في الأداء بمنظور فردي.
والوظيفة الرئيسة للمدير عند هذه النقطة، هي أن يساعد هؤلاء الموظفين أن يغيروا بؤرة تركيزهم من الأداء الفردي إلى الجماعي، فعندما لا يساعد المدير موظفيه على تغيير تلك البؤرة فسيمنعهم أن يكونوا فريقًا فعالًا؛ لذلك يجب على المدير أن يركز على العمل الجماعي أولًا، ثم يترك للفريق مهمة تصويب أخطاء الأداء الفردي، وعلى المدير ألا يكافئ الأداء الفردي الذي لا يساهم في نجاح الفريق، لكن إذا كان نجاحًا فرديًا يعود بالفائدة على كل الفرق يكافأ.
الخطأ الرابع: عدم وضع قواعد عامة للفريق والعمل وفقًا لها:
كي تتجنب هذا الخطأ لابد أن يجتمع المدير بأعضاء الفريق، ويوضح لهم أن كل الفرق تحتاج نوعين من القواعد، وهما القاعدة الردارية وقواعد التعامل بين الأفراد.
وعلى المدير أن يرسخ مبدأ النقد للأفكار السلبية وليس للأفراد، فهذه قاعدة مصيرية في العمل؛ لأن نقد الموظف يجعله يفقد الثقة بنفسه وتقتل فيه حالات الإبداع.
الخطأ الخامس: دفع الفريق إلى اتخاذ القرارات بتسرع شديد:
وكي تتجنب هذا الخطأ يجب عليك كمدير ناجح أن تشجع أعضاء الفريق على الإصغاء لبعضهم البعض، وتشجع أيضًا طرح الأسئلة التي ستساهم على فهم ما يرمي إلىه المتكلم، لأن الفكرة التي من الممكن الاعتقاد بأنها تافهة من الممكن أن تصبح هي المفيدة والمثمرة.
ويجب على المدير أن يحذر الفريق من الاندفاع والعجلة، لأن ذلك سيسهم إلى حد كبير في نضج الفريق في عمله في صنع واتخاذ القرار السليم.
الخطأ السادس: عدم تقديم الدعم للفريق:
عند تقديم الدعم لفريق العمل ومساندته في قراراته، تجعل من الفريق قوة هائلة الإنتاج، وله كيان يحترم، ما يدفع الأعضاء إلى اتخاذ مواقف أكثر إيجابية ناحية العمل، فمثلًا إذا وجد أحد العملاء أن بعد مقابلة المدير لم يحصل على صفقة أفضل من التي حصل عليها من الفريق نفسه، فإنه سيكف عن التحدث إلى المدير مباشرة، وستكون في هذه الحالة مهمة المدير أكثر سهولة، لأن المدير لو لم يدعم قرارات الفريق فسوف يحبط عملية الإنتاج ويقلل من شأنهم، وهذا لا يعود بالفائدة على العمل، وإذا كان هناك خطأ من الفريق، فيجب على المدير أن يغيره في السر بينه وبين فريق العمل، ودع الفريق يفوز بالفضل في ذلك التغيير.
الخطأ السابع:محاولة منع الفريق من إظهار الخلافات وتسويتها:
كي تتجنب الوقوع في هذا الخطأ، لا بد أن يفهم المدير أن الخلاف في حد ذاته ليس سيئًا، فالخلاف يصبح خارجًا حين يصبح شخصيًا، أما الخلاف المثمر فهو خلاف الأفكار، ويجب على المدير هنا أن يدرب موظفيه على الفصل بين الخلاف العملي والشخصي، ويقود الفريق ويتحاشى الخلاف وملاطفة الجميع كي لا يحدث ما يؤدي إلى المشكلات.
ولا بد أن يدعو المدير الناجح أعضاء الفريق إلى التعبير عن خلافهم، وإفهامهم أن الخلاف في مصلحة العمل، لأنه يأتي بالحلول المفيدة، والهدف منه الإنجاز وليس تصيد الأخطاء.
المصدر: موقع كنانة أونلاين.