كيف تعمل مع أشخاص لا يجيدون التعامل مع الآخرين
على الرغم من أن التعامل مع الأشخاص الذين يتمتعون بمعدلات ذكاء عاطفي منخفضة يعتبر أمرًا مرهقًا وغير مُجْدٍ؛ بسبب أنهم متذمرون وكثيرو الشكوى، وأغلبهم سلبيون ومتشائمون، ويتمتعون بغرابة الأطوار، إلا أننا قد نضطر في الكثير من المواقف للتعامل معهم، وعلى الرغم من الصعوبات التي يستلزمها التعامل معهم إلا أن هناك بعض النصائح التي قد تفيد في مثل هذه المواقف.
كن هادئًا ودمث الخلق:
ليس معنى أنك تتعامل مع شخص بغيض أنه يجب عليك أن تكون بغيضًا أنت أيضًا؛ بل، في الحقيقة، يمكنك أن تصبح وسيط التعامل الهادئ مع الأشخاص منخفضي الذكاء العاطفي إذا بذلت بعض الجهد لتتعامل بأدب وعطف معهم، وتذكر أن التعامل مع الأشخاص منخفضي الذكاء العاطفي هو أمر شاق ومرهق نفسيًا، ليس فقط بالنسبة للآخرين، ولكن بالنسبة للأشخاص منخفضي الذكاء العاطفي أنفسهم؛ فهم، غالبًا، يحاربون هواجسهم الداخلية، وحائرون دائمًا بذعرهم المتوطن بداخلهم.
ويطلق الأكاديميون على ذلك تعبير (العبء العاطفي emotional labor)، فلا تَزِد الأمر عليهم وتدفعهم لحمل عبء أكبر، ولكن بدلًا من ذلك يمكنك أن تجعل حياتهم أكثر بساطة وأمانًا وسعادة، أو، على الأقل، أقل توترًا وقلقًا، وعلى العكس؛ فأنت إذا تعاملت معهم بطريقة سلبية فسينظرون إليك كتهديد نفسي لهم، ومصدر للقلق والضغوط، فالتعاطف والإيجابية وسيلة ناجحة مع أي شخص، ولكنها أكثر أهمية بكثير عند التعامل مع الأشخاص الأغبياء عاطفيًا.
نعم، بالطبع بعض الأشخاص يفتقرون لمهارات التعامل مع الآخرين، ولكن التعامل بعنف معهم ليس هو الحل، وعلى النقيض؛ فإن التعامل بلباقة وذوق وكياسة مطلوب بشدة، خاصة مع هؤلاء الذين يفتقرون لهذه المهارات.
كن واضحًا:
تجنب الغموض الاجتماعي بشكل خاص، وإلا ستفسر تفسيرًا خاطئًا، فالأشخاص ذوي معدلات الذكاء العاطفي المنخفضة بشكل عام أقل قدرة على قراءة ما بين السطور، وقدرتهم على تفسير نوايا الآخرين محدودة للغاية، فهم، وكما تقول الدراسات، أشبه تمامًا بالصورة النمطية التي تظهر على شاشة السينما للمهندسين أو أساتذة الجامعات والعلماء؛ لا يعطون أي اهتمام للإشارات غير اللفظية، وغير متعاطفين مع الآخرين، ومتحررين، إلى حد كبير، من العلاقات الشخصية، فهم يكونون أكثر سعادة عندما يتعاملون مع أنفسهم أو أفكارهم الشخصية أكثر من تعاملهم مع من حولهم.
كن منطقيًا:
على الرغم من أن منخفضي معدلات الذكاء العاطفي يتصرفون بصورة غير منطقية، مثلهم في ذلك مثل الكثير من الناس، فإن العلاج الناجح للعاطفية هو العقلانية، والذي يبدأ بأن تعي تمامًا تحيزاتك الشخصية، وتصبح موجهًا بالمعلومات والبيانات المنطقية، وأن تتقبل احتمالية أن تكون مخطئًا بعض الأوقات.
عندما تتعامل مع الأشخاص منخفضي الذكاء العاطفي تذكر جيدًا أنهم أكثر عرضة للسقوط ضحايا لمشاعرهم الخاصة أكثر من بقية الناس؛ لذلك بدلًا من محاولة التلاعب بهم عاطفيًا يمكنك كسب ثقتهم؛ بأن تكون صوت العقل والمنطق الذي يتحدث إليهم، وأن تنمي سمعتك بأنك شديد العقلانية، وذلك لن يؤهلك فقط لأن تقنعهم في الأجل القصير، ولكن ستؤثر فيهم أيضًا في الأجل الطويل، والنقطة الهامة هنا هو حتى وإن استطعت إقناعهم، عن طريق التلاعب بعواطفهم، إلا أنك لأسباب أخلاقية لا يجب أن تنزلق إلى هذا المنحدر.
لا تغضب:
أكثر سمات الأشخاص الأغبياء عاطفيًا شيوعًا هي الفظاظة، فهم يتمتعون بحساسية منخفضة تجاه الآخرين، ويجدون صعوبة في التعاطف معهم، وهذا هو السبب في أنهم لا يستطيعون التعامل بدبلوماسية، ويعبرون بكلمات واضحة ومباشرة، من جهة أخرى هذا يجعلهم أكثر شفافية، فيمكنك أن ترى ما بداخلهم؛ فهم دائمًا يقولون ما يقصدون، ويقصدون ما يقولون، والمقصد هنا ألَّا تأخذ ما يقولون بشكل شخصي، فهم غالبًا لا يعملون وفقًا للقواعد الاجتماعية المتفق عليها، ولكن على الرغم من ذلك ما زال يمكنك إيجاد طريقة للتعامل معهم، ومساعدتهم على التعامل معك.
المصدر: موقع: كنانة أُن لاين