logo

عشر علامات للقائد الإداري الفاشل


بتاريخ : الاثنين ، 16 رجب ، 1439 الموافق 02 أبريل 2018
بقلم : د. رمضان حسين الشيخ
عشر علامات للقائد الإداري الفاشل

في دنيا الأعمال التي لا تعرف، ولا يمكن أن تعرف، المثالية أبدًا، نجد كثيرًا من المواقع يشغلها غيرُ أهلها، لا أحد يعرف كيف يَصِلون أو كيف يستمرُّون هناك، ولولا أننا نرى ذلك بأعيننا لَمَا نكاد نصدق.

إننا نرى أمثال هؤلاء ينصرفون نحو تلبية مطالبهم الخاصة قبل اهتمامهم بالاحتياجات الاحترافية لتابعيهم، وعندما تواجههم ضرورة تطوير العاملين تحت قيادتهم فإنهم يقفون عاجزين؛ لأنهم يفتقرون إلى المعرفة والخصال الشخصية والمهارات الإدارية اللازمة لتنفيذ ذلك.

القائد الفاشل عربة معطّلة تتقدّم قافلةً من العربات تصطف وراءها، ومحرّكاتها تدور وتحرق الموارد والزمن والأعصاب دون نتيجة.

(1) الإحالة والتبديل في المهمات بين أفراد المجموعة لإنجاز المطلوب بأي ثمن، وذلك على حساب التوزيع السليم لأعباء العمل، قد يبدو تصرفهم هذا تفويضًا وإدارةً للعناصر البشرية لديهم، ولكنه في الحقيقة إخلالٌ بتوازن العمل، وهكذا نرى بعض الأفراد يعملون وقتًا إضافيًا غير مبرّر أصلًا، بينما يمضي آخرون وقت العمل دون إنتاج حقيقي.

إن المدير الجيد هو الذي يدرك بعمق مجموعات المهارات المختلفة لدى كلٍّ من تابعيه، ومع قيامه بتوزيع الأعمال، تبعًا لتلك المهارات، فإنه يسعى إلى تعزيز مهارات الجميع؛ حتى يكونوا أكثر إنتاجية.

(2) اقتصار تفسيراتهم وإجاباتهم على نعم أو لا، بدلًا من توضيح أفكارهم التي تستند عليها قراراتهم.

إن هذا التصرف ضيقَ الأفق هو التصرف النموذجي للمدير (الإطفائي)؛ الذي لا يستطيع التفكير لأبعد من ساعات أو أيام قليلة قادمة.

نموذج المدير الإطفائي هذا يعتبر التوصل إلى إجاباتٍ حقيقية جذرية عبر المناقشة العقلية مضيعةً للوقت.

إن فكره منصرف إلى كيفية إطفاء الحريق التالي، وأمّا البحث في منع الحريق فهذا لا يعنيه؛ بل هو يفضل اندلاع الحرائق (الأزمات والمخاطر) بين الفينة والأخرى؛ حتى يبقى مسوّغ الوجود في موقعه!

(3) يخلط المدراء الفاشلون بين الحياة الشخصية وحياة العمل، إن العمل لدى أمثال هؤلاء لمأساة حقيقية! يتدخل اضطرابهم العاطفي في إدارتهم للبشر، ويضعف تركيزهم، وإذًا من أين لأحدهم أن يمنحك الاهتمام والتوجيه اللذين تحتاجهما للنجاح؟

(4) يستنزفون الموارد وينصرف اهتمامهم إلى إدارة الأزمات.

إذا كان في شركتك الكثير من مدراء الأزمات الإطفائيين فقل وداعًا للإبداع والتطوير.

إن التفكير الاستباقي الفاعل، وليس الاستجابي المتفاعل، هو المطلب الأساسي لنجاح أية منظمة، وخصوصًا في أجواء العمل الحديثة، وإذا لم يكن اهتمامك منصرفًا نحو تقليص عدد المخاطر والأزمات، التي ينبغي التعامل معها، فإن المنافسين سوف يتجاوزونك حتمًا.

القائد الناجح هو من يفتتح بتفكيره آفاقًا جديدة، إنه يسعى إلى التغيير، ويصنعه ويديره ولا ينتظره، إنه لا يعالج الأزمة؛ بل يمنعها.

(5) القادة الفاشلون يكوّنون بيئةً لا تتقبل الأخطاء.

إن تحمل مسئولية القرارات الخاطئة كابوس لا يستطيعون التفكير فيه، وكأنهم لم يحضروا في حياتهم مباراةً بكرة السلة، هل رأيت طريقة اللعب؟ ألم تلاحظ أن الطريقة الوحيدة للتأكد من عدم تسجيل أيّ خطأ على اللاعب هي الإحجام عن أخذ الكرة، والانتظار في موقع المدافع؟

في دنيا الأعمال تحمُّل المسئولية عن الخطأ وسام الشجاعة! فمن يحاول النجاح لا بد من أن يخطئ، ومن لا يحاول لن ينجح أبدًا.

(6) القائد الفاشل يجرّح أو يوبخ تابعيه على الملأ، وأما القائد الناجح فليس بحاجة إلى من يذكره بضرورة أخذ مشكلاته مع تابعيه إلى غرفةٍ مغلقة، وإذا كنت مبتلىً بقائدٍ يتمسّك بتوبيخ تابعيه أمام الناس فإن عليك التفكير مليًا في مستقبل العمل معه، أو في الإجراءات الممكنة لجعله يقلع عن هذه الطبيعة السيئة.

(7) القائد الفاشل ينكص عن مؤازرة تابعيه عندما يتعثّرون، وأما القائد الموفق فإنه ينصر تابعه ظالمًا كان أو مظلومًا، بالمعنى الصحيح للنصرة طبعًا، وعندما يبذل الموظف جهده في إحدى المهمات ثم لا يكون من وراء ذلك إلا الفشل - فإن تقدير الجهد المبذول يجب أن يسبق التفكير في المعاقبة على التقصير والفشل.

(8) القائد الفاشل يشجع ويقدّر العضلات قبل الأدمغة، إنه لا يعرف أو يتجاهل، لسببٍ ما، متطلبات النجاح الحقيقية.

النجاح الحقيقي لا يقوم على بذل الجهد بقدر قيامه على توفير الجهد وتوجيهه بذكاء، والموظفون الأذكياء، قبل أن يكونوا مجتهدين، هم أعمدة النجاح الحقيقية، إنهم أولئك المستوعبون لمفاهيم إدارة الوقت، وتشغيل المهمات العديدة على التوازي، وأمثال هؤلاء الموظفين هم الذين ينبغي تقديرهم والتمسك بهم، وعند إسناد المسئوليات والأعمال ينبغي أخذ هذا التمييز المهم بين الاجتهاد وحسن التدبير بعين الاعتبار.

(9) القائد الفاشل يحاسب ويقدّر تابعيه بناءً على عقارب الساعة وليس على الأداء، وهو في هذا المسلك يتابع المنطق ذاته الذي يقدّم العضلات على الأدمغة.

إن هذا المنطق لا يهتمُّ باختلال حياة الموظفين وتضييعهم حقوق أنفسهم وعائلاتهم، كما أنه لا ينظر إلى المستقبل البعيد، الذي تُحجز فيه المرتبة الأولى لكفاءة الأداء ونوعيته، وليس لبذل الموارد والكمية الأكبر من الزمن والجهد.

(10) القائد الفاشل يتغير أسلوب تصرفه بحضور رؤسائه.

إن هذا التبديل المصطنع، بالوعي أو باللاوعي، هو مؤشر على ضعف الثقة بالنفس.

إنه يشك في مقدرته على القيادة، وهكذا يتصرف كما يتصرف الأطفال عندما يحضر مدير المدرسة وبيده العصا، وأمّا القائد الناجح، الواثق بنفسه، فيتصرف بالطريقة ذاتها بحضور أية جهةٍ كانت، ولا يعني هذا الكلام التهاون في احترام الرؤساء، ولكنه يعني ضرورة احترام المرء نفسَه أولًا.

المصدر: موقع كنانة أُن لاين