logo

الثقة بين زملاء العمل كيف تكسبها؟


بتاريخ : الخميس ، 28 جمادى الأول ، 1441 الموافق 23 يناير 2020
الثقة بين زملاء العمل كيف تكسبها؟

عزيزي القارئ

بيئة العمل المثالية توفر للموظفين القدرة على التفاعل مع بعضهم البعض بشكل إيجابي، بدون وجود مشاكل تعيق الجميع عن القيام بأعمالهم، هذا الأمر يتطلب الكثير من الجهد من ناحية المديرين؛ لوضع القوانين التي تنظم علاقة الموظفين ببعضهم البعض، لكن، في نفس الوقت، يحتاج الموظفون إلى التمتع ببعض الصفات التي تساعد على إنجاز العمل بأفضل صورة ممكنة، وفي جو من الراحة النفسية، التي يدعمها الاحترام المتبادل.

أعزائي، تقول المدربة المهنية (ريتا فريدمان): «قلما تجتمع مجموعة مؤلفة من 10 أشخاص ويتبادل أفرادها جميعًا المحبة بصدق، فما بالك إذًا ببيئة العمل التي يعتمد فيها الموظفون على بعضهم البعض في إنجاز المهام وتسليمها حسب الموعد المحدد، لا بد أن يحدث هناك بعض التوترات، والضغائن أحيانًا».

وتضيف (فريدمان): «رغم أنك لست مضطرًا لمنافقة زملائك أو مجاملتهم بإطراءات لا يستحقونها، إلا أن من الضروري أن تحافظ على جو من التهذيب والاحترام واللطف؛ كي تنجح في خَلق بيئة يتحلى فيها الأشخاص بسلوك حسن، فمن الصعب أن يكون المرء منتجًا إذا كان يكره المكان الذي يعمل فيه أو رفاقه في العمل».

بالطبع لا يريد أحد منا أن يصبح منبوذًا داخل بيئة العمل، والجميع يفضل أن يكون ذلك الشخص الذي يحبه الزملاء في العمل، فإليك هذه الخطوات التي تساعدك على كسب ثقة زملائك في العمل.

- إذا كنت قد التحقت بمكان عملك منذ وقت قريب؛ فأنت إذًا زميل جديد على بيئة العمل، فخذ وقتًا كافيًا كي تتعرف على زملائك، وعلى أساليب العمل، ومواطِن التنافس، ولمحة عن الشخصيات التي تعمل معها؛ فلا شك أن التعامل في مكان عمل جديد قد يسبب للموظف الجديد بعض المشكلات والحساسية في العمل، فكن حريصًا على أن تكتسب ثقة زملائك ومن يعملون معك، وأن تشعر الآخرين بأنك شخص مسئول، وتستحق العمل في ذلك المكان.

- ابدأ الجميع بالسلام والتحية، واحرص على معرفة كل شخص باسمه وتخصصه، واحترام الزملاء الأكبر سنًا أصحاب الأقدمية والخبرة، فهذا هو خلق المسلم، فعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا، ويأمر بالمعروف وينه عن المنكر» [رواه الترمذي]، كما يجب عليك الإسراع دائمًا في تهنئة زملائك بالعمل في الأعياد والمناسبات العامة، والتغاضي عن أي إساءة (سخرية لفظية مستترة) توجه إليك باعتبارك جديدًا بالعمل، ما لم تكن مباشرة وصريحة.

- من المتوقع أن تقابل أشخاصًا متعبين في التعامل، وهؤلاء موجودون تقريبًا في محيط كل بيئة عمل، فضع في اعتبارك كيف ستتعامل معهم.

لا تكن كثير النقد لما يقوم به زملاؤك:

إذا كنت ذا ضمير يقظ فغالبًا سيلح عليك النقد إذا ما رأيت شيئًا مخالفًا لمقاييس العمل الصحيح، خاصة إذا كانت الأعمال التي قام بها الزملاء تحتاج بالفعل إلى نقد، وكان هذا في صالح العمل، وهنا يتعين عليك أن تكون لبقًا وذكيًا في توصيل النقد لزملائك، بأن تمهد لهذا النقد ببعض كلمات الشكر والتقدير، ولا مانع أن توجه بعض الشكر والتقدير لزملائك على الأمور العادية، التي يقومون بها كل يوم، وعندما تقوم بانتقاد أحدهم حاول أن تقدم حلولًا تساعده على تجاوز القصور الحاصل، والحصول على نتائج أفضل.

لا تبخل على أحد بخبرتك:

صحيح أن بيئة العمل تنتشر فيها الكثير من التنافسية، لكن في نفس الوقت تحتاج، من حين لآخر، أن تعلِّم أحد زملائك، خاصة هؤلاء الذين وصلوا حديثًا إلى العمل؛ بعضًا من خبرتك، هذا الأمر يعطي انطباعًا أنك لا تلتفت كثيرًا إلى المنافسة بقدر ما تلتفت إلى أهمية أن يخرج العمل بالصورة المثالية، وهو من أكثر الأشياء التي تضيف إليك، وتزيد من ثقة زملائك بما تقوم به.

تعرف على بعض الجوانب الشخصية لزملائك:

- هناك مساحة ضئيلة للغاية تفصل بين أن تتدخل في أمور الآخرين الشخصية، وهو ما لا تريد عمله بالفعل؛ وبين أن تعرف القليل عن الحياة الشخصية لزملائك في العمل.

طبيعة العلاقات في العمل أنها جافة كثيرًا إذا ما قورنت بالعلاقات الإنسانية، وبالتالي حاول دائمًا أن تحافظ على علاقة إنسانية بينك وبين زملائك في العمل؛ من خلال السؤال الدائم عن الأسرة، وآخر المشاريع التي يقومون بها في حياتهم، وحاول دائمًا أن تقدم لهم النصائح.

- دعهم يكونون عنك فكرة راسخة بأنك عفيف اللسان، لا تتدخل في شئون الآخرين أو تتداول الإساءة إليهم، فإن التحدث بأمور سلبية عن زملائك، في المكتب أو عبر الإنترنت، يعتبر من أسرع الطرق لإثارة الضغائن.

تحدث عن إنجازات الفريق بدلًا من الحديث عن إنجازاتك الشخصية:

إذا قمت بعمل إنجاز في عملك؛ كالانتهاء من مشروع مهم وتسليمه في موعده، حاول دائمًا أن ترجع الفضل إلى الزملاء، لا بأس بالطبع من أن تحتفظ ببعض الفضل لنفسك، خاصة إذا كنت أنت صاحب الفكرة أو مدير المشروع، لكن في نفس الوقت حاول أن تستخدم كلمة الفريق كثيرًا في حديثك عن الإنجازات، هذا الأمر يجعل الفريق يحب العمل معك مرة أخرى، حين يشعر أنه يحصل على بعض الفضل، ولا يعود الفضل كله إليك.

حاول أن تتعرف على رأيهم فيك دائمًا:

وذلك من أجل الاستفادة والتغيير للأفضل، ففي كثير من الأحيان نقوم ببعض الأمور دون أن نعرف أنها تؤثر بالسلب على الآخرين، عليك سؤال زملائك، من حين لآخر، إذا كان هناك ما تقوم به ويؤثر عليهم سلبًا، إذا كانوا يثقون بك بالفعل فسيخبرونك بالأمور التي تضايقهم، وبعدها مباشرة يجب عليك العمل على تحسين تلك الجوانب في شخصيتك.

لا تتوقع أن تحصل منهم على الثقة في كل مرة؛ لذا عليك سؤالهم من حين لآخر عن الأمور التي لا يفضلونها في تعاملك معهم.

لا تهرب من المشاكل، وحاول مواجهتها:

عندما تحدث مشكلة بينك وبين أحد الزملاء في العمل، أو حتى مشكلة في العمل بشكل عام ولا ترتبط بك مباشرة، حاول أن تكون جزءًا فاعلًا في حل المشكلة وليس في تعقيدها، هذا الأمر يعطي انطباعًا جيدًا عن قدرتك على المساهمة في حل المشاكل في مجتمع الشركة.

الهروب من المشكلة يعطي انطباعًا أنك ضعيف، وغير قادر على مواجهة الصعوبات؛ وبالتالي يكون من الصعب أن تحصل على ثقة زملائك في العمل.

قم بتشجيع إنجازات المنافسين:

كن سعيدًا بإنجازات الزملاء، واجعل ذلك حافزًا لك، فتلك هي المنافسة الشريفة، وإذا قام أحد الزملاء المسئولين عن مشروع آخر بتحقيق إنجاز لم تستطع أنت القيام به في مشروعك، فكن أول المبادرين بالتهنئة والتشجيع، هذا الأمر مهم للغاية في بناء الثقة؛ فالموظفون الغيورون، الذين لا يحبون النجاح للآخرين ويريدون أن يكونوا وحدهم محط الاهتمام والتقدير، دائمًا ما يكونون منبوذين من زملائهم في العمل؛ لذلك قم بتهنئة أي شخص على إنجازه، حتى ولو كان منافسًا لك.

- الحفاظ على هدوء أعصابك من أهم الأسباب التي تكسبك علاقة طيبة مع الجميع، فكثير من الموظفين، على سبيل المثال، خسروا ثقة زملائهم بسبب مناقشتهم لآرائهم الشخصية، سواء في السياسة أو كرة القدم أو غيرها مع زملاء العمل، وقد يتطور النقاش ويحتد ويصير عراكًا لفظيًا يتخلله سباب أو ما شابه؛ لذلك اجعل القاعدة:

(لا لمناقشة آرائك الشخصية مع زملاءك داخل العمل، يمكنك مناقشة ذلك خارجه، ولكن داخل العمل حاول الالتزام بالحيادية).

- عامل زملاءك دائمًا بالحب وبالتي هي أحسن، فذلك من أحسن وسائل اكتساب الثقة، ولا تلتفت كثيرًا إلى الإساءات أو الوشايات التي قد تقال بسبب جهدك ونجاحك؛ لأن التفاتك إلى تلك المهاترات سيشغلك عن تحقيق هدفك في النجاح والتقدم في عملك، ولكن تعامل مع الآخرين بإحسان الظن بهم إلى أن يثبت عكس ذلك.

- اهتم دائمًا بتطوير أدائك في العمل، اطلع دائمًا على أحدث الدورات والكورسات، التي من شأنها أن ترفع مستوى أدائك في عملك، ومتابعة ما هو جديد، ومحاولة تطبيقه في عملك، ولا بأس من الإشادة بمجهود زملائك في العمل أمام الآخرين، حتى إذا كنت على خلاف معهم، كما يجب أن تعتبر نفسك مسئولًا عن إنجاح المؤسسة التي تعمل بها.

ــــــــــــ

المراجع:

- كيف تكسب محبة زملائك؟ جاكلين سميث.

- كيف تكسب ثقة من حولك في العمل؟ نجلاء أحمد.