مباحث في أصول التفسير
تاريخ النشر: الطبعة الأولى (1429هـ - 2008م).
عدد الصفحات: 334 صفحة من القطع الكبير.
الناشر: دار الصفوة.
مميزات الكتاب:
لقد جمع المؤلف بين دفتي هذا الكتاب مباحث ذات أهمية، وذلك مع وضوح المعنى، وسلاسة العبارة.
إضافة إلى ضرب الأمثلة، وذكر القواعد، سواء أثناء الشرح، أو ما ذيل به البحث من نماذج التفسير لأصحاب الكتب المشهورة، التي كتب الله لها قبولًا وانتشارًا في الأمة.
وقد راعى المؤلف في كتابه الاختصار وعدم الإطالة، وذلك من غير إخلال بالمعنى أو المضمون؛ فتجنب الإسهاب الممل، والاختصار المخل، مع الإكثار من الأمثلة كشاهد للأصل أو القاعدة لتقريبها لذهن القارئ، وقد حاول في هذه المباحث أن يستوفي أهم قواعد وأصول التفسير.
وقد أكثر من النقل عن شيخ الإسلام، ابن تيمية؛ لأن ما كتبه من قواعد وأصول للتفسير، يعتبر من أهم ما كُتب في هذه المادة؛ وأيضًا ليكون قد بيَّن ما في مقدمة التفسير لشيخ الإسلام من غموض.
محتوى الكتاب:
بدأ المؤلف كتابه بالحديث عن أحسن طرق التفسير، وهو التفسير بالمأثور، وبين أنواعه، وتحدث عن طرقه، وهي:
الطريق الأول: تفسير القرآن بالقرآن.
الطريق الثاني: تفسير القرآن بالسنة.
الطريق الثالث: تفسير القرآن بأقوال الصحابة.
الطريق الرابع: تفسير القرآن بأقوال التابعين.
ثم تحدث المؤلف عن حكم التفسير بالمأثور، ثم قام بالتعريف عن بعض كبار المفسرين من التابعين، كسعيد بن جبير، عكرمة، عطاء بن أبي رباح، أبو العالية، مسروق بن الأجدع، الحسن البصري، قتادة، مجاهد بن جبر، طاووس، محمد بن كعب القرظي، زيد بن أسلم، الضحاك بن مزاحم.
ثم تكلم المؤلف في المبحث الثاني عن التفسير بالرأي، وبين مفهومه، وأنواع الرأي وموقف السلف منه، وتحدث عما يحتاجه المفسر من العلوم، ثم ذكر شروط قبول التفسير بالرأي.
أما في المبحث الثالث والرابع فقد تحدث المؤلف عن أسباب اختلاف المفسرين، وبين أن أسباب الاختلاف نوعان، اختلاف تنوع واختلاف تضاد، وذكر لكل منهما دوافعه.
وفي المبحث الخامس بين المؤلف أنواع الاختلاف، وبين أن الاختلاف في التفسير يرجع إما للنقل أو للاستدلال، ثم بين كيفية التعامل مع الإسرائيليات، ثم قام بالتعريف ببعض من اشتهر رواية الإسرائيليات: كعبد الله بن سلام، وكعب الأحبار، ووهب بن منبه، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج.
أما في المبحث السادس فقد تكلم المؤلف عن التعارض والترجيح، وبين مفهوم قواعد الترجيح وأهميتها في التفسير، ثم أخذ في بيان هذه القواعد.
ثم في المبحث السابع تكلم عن قواعد لا غنى للمفسر عنها:
- التضمين.
- النكرة في سياق النفي، أو النهي، أو الشرط، أو الاستفهام، تدل على العموم.
- المفرد المضاف، واسم الجمع، يفيدان العموم.
- صيغة الأمر إذا جاءت بعد حظر دلّت على الإباحة.
- مراعاة ما دلت عليه الألفاظ وما دخل في ضمنها.
ثم في المبحث الأخير، قام المؤلف بالتعريف ببعض كتب المفسرين، مبتدئًا بكتاب (تفسير القرآن العظيم) للحافظ ابن كثير، رحمه الله، ثم كتاب (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان) للشيخ عبد الرحمن السعدي، رحمه الله، ثم كتاب (في ظلال القرآن) للشيخ سيد قطب، رحمه الله.
ومما جاء في الكتاب:
«قد كان السلف الصالح، رضوان الله عليهم، من الصحابة فمن بعدهم، يعتنون كثيرًا بتفسير كلام الله، جل وعلا، وبفهم معانيه؛ لأنه هو الحجة على الخلق؛ ولأن التعبد وقع به وبتلاوته وبفهم معانيه، والناس يحتاجون في الاطلاع على الشرائع والأحكام إلى معرفة معاني القرآن التي لا يمكن معرفتها كما ينبغي إلا بعلم أصول التفسير.
فهو من أشرف العلوم التي ينبغي أن ينبّه إليها طالب العلم، فإن أحق علم تصرف له العناية هو كتاب الله.
وقد نبه الإمام أبو جعفر الطبري، رحمه الله، إلى هذا فقال في مقدمة تفسيره: (اعلموا عباد الله، رحمكم الله، أن أحق ما صرفت إلى علمه العناية، وبلغت في معرفته الغاية، ما كان لله في العلم به رضا، وللعالم به إلى سبيل الرشاد هدى، وأن أجمع ذلك لباغيه كتاب الله، الذي لا ريب فيه، وتنزيله الذي لا مرية فيه، الفائز بجزيل الذخر وسني الأجر تاليه، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد)([1]).
فإن امتلأت نفس طالب العلم بجلالة علم التفسير وعلو مكانته، دفعه ذلك إلى مضاعفة جهده على مواصلة ليله بنهاره في البحث والدرس والتنقيب، وكان التعب لديه راحة، وتحوّل ألم الحرمان من النوم والطعام والمسرات إلى لذة، فلا غرابة إذن في اعتناء السلف الصالح بهذا العلم؛ لحاجة المؤمن ثم لحاجة الأمة له.
وهذه المباحث في أصول التفسير مما يُعين على فهم كتاب الله، جل وعلا، وحسن التعامل مع كتب التفسير، خاصة مع أقوال السلف الصالح المتنوعة في تفسير الآيات ومعرفة الاستفادة منها».
____________________________________________
(1) تفسير الطبري (1/6).