السنة الميلادية
* التقويم الميلادي هو التقويم المستعمل مدنيًا في أكثر دول العالم، ويسمى بهذا الاسم لأن عَدّ السنين فيه يبدأ من سنة ميلاد المسيح كما كان يعتقد.
* واضع عَدّ السنين هو الراهب الأرمني دنيسيوس الصغير، ويسمى بالتقويم الغريغوري نسبة إلى البابا غريغوريوس الثالث عشر؛ بابا روما، وهو الذي قام بتعديل التقويم اليولياني ليصبح على النظام المتعارف عليه حاليًا.
* السنة الميلادية سنة شمسية أي تمثل دورة كاملة للشمس في منازلها.
* سمى الرومان (يناير) بهذا الاسم نسبة إلى جانوس إله الشمس عندهم الذي يحرس أبواب السماء إله البدايات والنهايات إله الحرب والسلم، وتصوروه على هيئة إنسان ذو وجهين متعاكسين فيلقون في أول أيامه نظرة إلى الماضي مودعين ونظرة إلى العام الجديد مستبشرين، وكان لجانوس هذا معبد تُفتح أبوابه أيام الحرب وتُغلق أيام السلم، وله اثنا عشر بابًا بعدد شهور السنة، وفي أول يوم منه كانوا يحتفلون به ويقدمون له العسل والتمر والحلوى؛ فهذا العيد الوثني صار فيما بعد عيد رأس السنة.
* واشتقوا (فبراير) من الفعل (فبروار) ومعناها يتطهر، وكان الرومان يقيمون عيدًا يتطهرون فيه روحيًا من الذنوب في اليوم الخامس عشر من هذا الشهر، وقيل سمي على اسم فيبروس إله النقاء عند الرومان، وكان هذا الشهر مخصصًا عندهم لإلههم نبتون إله البحر عندهم لأن الأمطار تكون فيه غزيرة.
* وسمي (مارس) على اسم ماريتيوس إله الحرب عند الرومان وهو حاميهم وناصرهم، وكان يُعتقد أنه يجلب الحظ إذا بُدئت الحروب فيه.
*وسمي (أبريل) بهذا الاسم نسبة إلى معبودتهم (أبريل) وهي التي تتولى في زعمهم تفتح الأزهار، وفتح أبواب السماء لتضيء الشمس بعد احتجابها في فصل الشتاء، وقيل نسبة إلى فينوس أو أفروديت آلهة الحب والجمال عند الإغريق، وهو عندهم بداية الربيع فصل الخضرة والنسيم العليل.
* سمي (مايو) بهذا الاسم نسبة إلى (مايا) آلهة الخصوبة والنمو والتكاثر عند الرومان، وهي ابنة الإله أطلس حامل الأرض وأم الإله عطارد خادم الآلهة عندهم.
* (يونيو) سمي بهذا الاسم نسبة لجونو آلهة القمر وزوجة المشترى في الأساطير الرومانية، (ويوليو) نسبة إلى يوليوس قيصر الإمبراطور الروماني لأنه ولد فيه.
* (أغسطس) سمي بهذا الاسم نسبة إلى أوكتافيوس، ولقبه أغسطس الإمبراطور الروماني، وهو ابن يوليوس قيصر بالتبني؛ لأنه حقق فيه أعظم انتصاراته، وجعلوا أيامه 31 يومًا على حساب شهر فبراير لكيلا ينقص عن أيام شهر يوليو الذي يحمل اسم يوليوس قيصر، ثم عدلوا أيام الشهور بعد أغسطس لئلا تتوالى ثلاثة أشهر بنفس الطول (يوليو-أغسطس- سبتمبر) فعكسوا القاعدة فصار سبتمبر30 أكتوبر31 نوفمبر30 ديسمبر31.
* لاحظ غريغوريوس الثالث عشر بابا روما أن يوم الاعتدال الربيعي وقع في 11 مارس بدلًا من 21 مارس بفارق عشرة أيام، فكلف الراهب اليسيوس ليليوس ليقوم بتعديل التقويم اليولياني فتم الاتفاق على حذف ثلاثة أيام كل 400 سنة، واتفقوا على أن تكون السنة القرنية (التي هي من مضاعفات100) سنة بسيطة إلا إذا قبلت القسمة على (400) بدون باقٍ، وهكذا نام الناس يوم الخميس 4 أكتوبر 1582 واستيقظوا يوم الجمعة 15 أكتوبر 1582 ولولا مكانة البابا الدينية ما كان هذا الأمر ليقبل عند الناس.
* ولذلك قاومت الدول غير الكاثوليكية هذا التقويم حتى استقر الأمر عليه في القرن العشرين، فقبلته كل الدول مدنيًا؛ لكن كثيرًا من القيادات الدينية لم تقبل، ففي الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والرومية استمروا على استعمال التقويم اليولياني الذي أصبح الفرق بينه وبين الغريغوري حاليًا 13 يومًا، لذلك فحسب التقويم الغريغوري المستعمل يُعيّد النصارى الشرقيون في 7 يناير مع أن الجميع يعيد في 25 ديسمبر؛ ولكن كل حسب تقويمه.
* وهكذا تلاعب الباباوات والأباطرة بأعداد أيام الشهور حسب أهوائهم؛ أما نحن فحِساَبنا بكتاب الله {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ} [البقرة: 189]، {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} [التوبة: 36].
* ذلك الدين القيم أي: هذا الذي أخبرتكم به من أن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرًا في كتاب الله، وأن منها أربعة حرمًا هو الدين المستقيم. الطبري
*قال صلى الله عليه وسلم: «لتتبعن سنن من قبلكم شبرًا بشبر وذراعًا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه»، قالوا: يا رسول الله اليهود والنصارى، قال: «فمن؟».
* وهكذا يمضي بعض ضعاف المسلمين قُدمًا خلف هؤلاء الذين حرفوا دينهم وكفروا برسول ربهم، يتشبهون بهم، ويفرحون بأعيادهم أعظم من فرحهم بأعياد المسلمين، يقول طه حسين: علينا أن نسير سير الأوربيين ونسلك طريقتهم لنكون لهم أندادًا، ونكون لهم شركاء في الحضارة خيرها وشرها حلوها ومرها ما يُحب منها وما يعاب.
ويقول أيضًا: نريد أن نتصل بأروبا اتصالًا يزداد قوة من يوم إلى يوم، حتى نصبح جزءًا منها لفظًا ومعنى، حقيقة وشكلًا، ويقول: نريد أن نشعر الأوربي بأننا نرى الأشياء كما يراها، ونقوّم الأمور كما يقومها، ونحكم على الأشياء كما يحكم عليها.
*لقد وصل الحال إلى أن قام بعضهم بإذاعة وفاة نصراني داخل المسجد، ثم أقاموا لهذا الميت سرادقًا كبيرًا وأتوا فيه بقساوسة النصارى ووعاظ المسلمين.
* بل حدث أن زار بعض هؤلاء المشايخ الكنيسة فخلع عمامته وألبسها القس ولبس هو عمامة القس، وأنشأ يقول: الشيخ والقسيس قسيسانِ وإن تشأ فقل هما شيخان.
* لما أراد علي أن يسافر لقتال الخوارج عرض له منجم، فقال يا أمير المؤمنين: لا تسافر فإن القمر في العقرب، فإنك إن سافرت والقمر في العقرب هزم أصحابك؛ فقال له علي: بل نسافر ثقة بالله وتوكلًا على الله وتكذيبًا لك، فسافر فبورك له في ذلك السفر حتى قتل عامة الخوارج.
* يجب أن يتخلى المسلم عن كل ما يخالف شريعة الله.
قال أبو حازم الأعرج: اعملوا ما تكرهون إذا أحب الله، واتركوا ما تحبون إذا كره الله.
{فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)} [النازعات: 37 - 41].
اللهم اجعلنا من الواقفين عند حدودك.
المصدر: موقع فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد