logo

هل أنتِ أم غاضبة؟


بتاريخ : الخميس ، 2 جمادى الآخر ، 1440 الموافق 07 فبراير 2019
بقلم : رسالة الإسلام
هل أنتِ أم غاضبة؟

إليك الأسباب والحلول

الأمومة هي أصعب وظيفة في العالم وأمتعها في نفس الوقت، الأم تعمل بدون توقف، حتى وهي نائمة يبقى عقلها مشغولًا؛ بل إن نومها نفسه كثيرًا ما يكون متقطعًا وقليلًا.

ومن الشائع أن تقع الأم تحت سيطرة الغضب، والغضب انفعال مُرهِق ومؤذٍ لصاحبه ولمن حوله؛ لذا من المفيد جدًا أن تتحكم الأم في الغضب، وليس المقصود ألا تنفعل نهائيًا، أو تسيطر على أعصابها طوال الوقت، فهذا غير واقعي، ولكن ألا يخرجها الغضب عن استقرارها وسلامتها النفسية، وألا يكون متكررًا وطويلًا.

وتفيدنا معرفة الأسباب في السيطرة على الغضب، وإليكِ أهم أسبابه:

 

1- أخذ الأمور بصورة شخصية:

أسرع طريق للغضب من الأطفال والمراهقين هو أن نفسر أفعالهم وأقوالهم على أنها استهانة بنا كآباء وأمهات، وعناد شخصي، وتعمد لمضايقتنا.

هذا التفسير المثير للغضب نادرًا ما يكون صحيحًا، فقد تكون رغبة الطفل في تحقيق هدف له مسيطر عليه، أو كونه ببساطة لا يعرف أو يدرك رغبة والديه، أو اندفاع المراهق لإثبات شخصيته أو حيرته في خياراته هي السبب الحقيقي، بعيدًا عن كل التفسيرات الشخصية المستفزة.

عندما تشعرين بالغضب من أطفالك خذي دقيقة في هدوء للتفكير، هل أنت غاضبة لشعورك بأنهم يقللون احترامك؟ اهدئي وتذكري أن التدريب والصبر والتدريج هي الوسائل الفعالة للتربية، بينما لا يؤدي الصراخ والعنف إلى أي نتيجة جيدة.

 

2- التوقعات العالية:

- إذا توقعت من طفلك ذي الثلاث سنوات أن يتصرف كطفل في السادسة فستغضبين.

- إذا توقعت أن يكون بيتك مرتبًا وأنيقًا ولديكِ أطفال صغار فستغضبين.

- إذا توقعتِ أن أطفالك لن يتشاجروا فستغضبين.

- إذا توقعتِ من أطفالك الطاعة دومًا فستغضبين.

القائمة تطول لكل التوقعات العالية، أو غير المناسبة التي تؤدي في النهاية للإحباط والغضب.

كلما فهمتِ طبيعة الطفل، وأحببتها، وتقبلتِ كونه طفلًا، فسيخف غضبك كثيرًا.

 

3- أنت فارغة وتحتاجين إلى إعادة شحن:

الأمومة تتطلب الكثير من التضحية، ولكن هذا لا يعني أن تلغي الأم كيانها، وأن تنسى هواياتها ورغباتها الشخصية.

من أكثر الأمور التي تساعد الأم على أداء مهمتها بنجاح وهدوء أن تخصص وقتًا لنفسها، سواء بمعاونة الزوج أو أي فرد من العائلة، اجعلي لك وقتًا خاصًا كل يوم، ووقتًا أسبوعيًا، وآخر شهريًا.

تأكدي أن استرخاءك وإعادتك لشحن عقلك وقلبك سيجعلانك أكثر سعادة وعقلانية واستعدادًا، سيفيد هذا أطفالك كثيرًا.

 

4- تحتاجين إعادة ضبط:

جربي إعادة ضبط الأمور، تغيير بعض الأوضاع، وستلاحظين فرقًا.

الأطفال في الأماكن الصغيرة، وبعيدًا عن الهواء الطلق واللعب المفتوح يتحولون لكائنات مزعجة، يشعرون بالضيق دومًا، ويسبب هذا غضب الآباء.

تغيير السكن، أو الحرص على التنزه معهم، أو توفير فرص للعب المفتوح لهم سيعالج الأمر بدون كثرة تنبيهات.

هل يقلدك طفلك في الأمور التي تضايقك؟

راجعي طريقتك وطريقة الأب، فقد يكون هذا الطفل ببساطة يقلدكما!

 

5- هل تفرغي غضبك على أطفالك؟

من المهم أن تجدي طرقًا لتفريغ غضبك وإحباطك بعيدًا عن الصغار.

مشكلاتك في العمل، أو مع الزوج، أو أي توتر يصيبك يجب أن تجدي له منفذًا بعيدًا عن الأطفال، فإفراغ الغضب عليهم سيزيدك ضيقًا ويعقد مشكلاتك.

قد لا تتمكنين من التحكم في الظروف التي تسبب لك الإجهاد سريعًا، ولكن يجب ألا يعاني أطفالك من ذلك، أعيدي ترتيب أولوياتك، وحاولي تقليص التزاماتك، وأعيدي التفكير والتقييم لمشكلاتك، ولكن دعي أمومتك بعيدًا عن هذا التوتر.

 

وختامًا:

احرصي على إصلاح علاقتك بأطفالك باستمرار، داوي الجروح سريعًا، أتبعي الصراخ بهدوء وحب وابتسام، إذا ساء يوم فأزيلي تأثيره بأيام جيدة.

 

موقع: رسالة الإسلام