logo

لنتعلم من أطفالنا


بتاريخ : الخميس ، 3 ربيع الأول ، 1441 الموافق 31 أكتوبر 2019
بقلم : مصلح بن زويد العتيبي
لنتعلم من أطفالنا

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فليس عيبًا أن نتعلم من أطفالنا، ومن تأمل في تصرفات الأطفال وجد أن الطفل يملك من مهارات الحياة ما لا يملكه الكبير، ويستمتع بحياته استمتاعًا لا يحلم كثير من الكبار أن يعيش جزءًا منه فقط.

فتعال أخي الكريم لنتعلم من مهارات الأطفال:

فالأطفال رغم كثرة البكاء لا يتوقفون عن المحاولة، والعجيب أنهم يحققون أهدافهم دائمًا؛ فهم يركزون فقط على ما يريدون، وليس على ما يحول بينهم وبين تحقيق أهدافهم.

هم يتجاهلون حجم الصعوبات التي تعترضهم، فتجاهل حجم الصعوبات التي تقابلك، قد يكون مفيدًا لك أحيانًا في جعلك تستطيع تجاوزها.

وتكرار المحاولة يجعل نسبة النجاح في كل محاولة جديدة ترتفع إلى الأعلى.

كثير من الناس يتوقفون عن المحاولة، ويستسلمون عندما لا يكون بينهم وبين تحقيق أهدافهم إلا محاولة واحدة فقط.

والطفل ينسى إخفاقاته السابقة؛ بل وينسى أحيانًا كل الآلام التي أصابته بسبب محاولته.

فتعلم منه هذه الميزة الإيجابية؛ لأن كثيرًا من الكبار يصبح ويمسي على ذكرى إخفاقاته وفشله.

والطفل ينسيه إحسانُك له إساءتَك السابقة له، وبعض الكبار يكفي ليشطب تاريخك معه إساءةٌ واحدة فقط.

والطفل عندما يسامح يسامح حقيقة، فلا يبقى في قلبه غل ولا حقد، وبعضهم يصافحك ويقابلك بابتسامة وقلبه يغلي عليك حقدًا.

والطفل يحاول أن يتأقلم حسب المكان الذي يكون فيه، وأنت أيضًا حاول أن تتأقلم مع كافة ظروف حياتك.

والطفل يمتلك ابتسامة ساحرة تملك القلوب وهو لم يحسن الكلام بعد؛ فما رأيك أن ترسم على محياك مثل تلك الابتسامة الرائعة.

والطفل لا يتكلف في حياته؛ بل يعيش بطبيعته؛ فما أجمل أن ننبذ التكلف ونعيش البساطة.

والطفل يحاول أن يكتشف الحياة من حوله، ونحن بحاجة لاكتشاف الحياة من حولنا وتعلم الجديد والمفيد وتطوير أنفسنا.

والطفل يثق فيمن حوله ثقة عمياء، ونحن بحاجة أن نعطي من حولنا المزيد من الثقة.

والطفل يرى أنه الأفضل دائمًا، ونحن بحاجة إلى الرضا بما نحن فيه، والتطلع للأفضل والسعي إليه.

والطفل أجبن ما يكون عندما يتيقن أن الأمور لا تسير في صالحة، ونحن بحاجة للإحجام عندما تكون الأمور لا تسير وفق تطلعاتنا.

فليست الشجاعة الإقدام دائمًا، حتى قيل لمعاوية: «إنا نراك تُقدم حتى نقول: يقبل، وتتأخر حتى نقول: لا يرجع»، فقال: «أتقدَّم ما كان التقدم غُنمًا، وأتأخر ما كان التأخر حزمًا»

والطفل يلح على والديه ويبكي رجاء تحقيق ما يريد، ونحن، ولله المثل الأعلى، بحاجة إلى أن نبكي بين يدي الله سبحانه ونلح عليه فيما نريد.

والحق يقال: إن المهارات الحياتية التي يحسنها الأطفال كثيرة، لكن أكتفي بما ذكرت، وأسأل الله أن يكون نافعًا لي ولكم ولجميع المسلمين.