logo

كيف تتغلب على مشكلاتك


بتاريخ : الثلاثاء ، 18 رجب ، 1445 الموافق 30 يناير 2024
كيف تتغلب على مشكلاتك

تمر بي بعض المشكلات، فأشعر بالعجز والضعف عن حلها، وأقول في نفسي: ماذا أفعل؟ وهل كل الناس مثلي، يعجزون عن حل مشكلاتهم؟ وكيف ذلك؟ فيراودني شعور بالإحباط واليأس، فماذا أفعل؟

المشاكل والهموم والأحزان لم ولن تنتهي بهذه الحياة الدنيا قال الله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} [البلد: 4]، أي في مشقة وأحزان، ولنا برسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فليس هناك مشكلة إلا أصيب رسول الله بما هو أكبر منها، ولكن المهم كيف نواجه مشاكلنا وهمومنا وأحزاننا؛ بالاستسلام والقنوط أم بصدق اللجوء لله، والأمل بأن يفرج كربنا ويعوضنا خيرًا مما فقدنا، والصبر على ما أصابنا؛ فذلك نهج الرسل والأنبياء والصالحين.

قصة قصيرة:

وقع حصان أحد المزارعين في بئر مياه عميقة ولكنها جافة، بدأ الحصان بالصهيل، واستمر هكذا عدة ساعات، كان المزارع خلالها يبحث الموقف ويفكر؛ كيف يستعيد الحصان؟ ولم يستغرق الأمر طويلًا كي يقنع نفسه بأن الحصان قد أصبح عجوزًا، وأن تكلفة استخراجه تقترب من تكلفة شراء حصان آخر، هذا إلى جانب أن البئر جافة منذ زمن طويل وتحتاج إلى ردمها بأي شكل.

وهكذا نادى المزارع جيرانه وطلب منهم مساعدته في ردم البئر كي يحل مشكلتين في آن واحد، التخلص من البئر الجاف ودفن الحصان، وبدأ الجميع بالمعاول والجواريف في جمع الأتربة والنفايات وإلقائها في البئر.

في بادئ الأمر، أدرك الحصان حقيقة ما يجري حيث أخذ في الصهيل بصوت عال يملؤه الألم وطلب النجدة، وبعد قليل من الوقت اندهش الجميع لانقطاع صوت الحصان فجأة، وبعد عدد قليل من الجواريف، نظر المزارع إلى داخل البئر وقد صعق لما رآه، فقد وجد الحصان مشغولًا بهز ظهره، فكلما سقطت عليه الأتربة يرميها بدوره على الأرض، ويرتفع هو بمقدار خطوة واحدة لأعلى وهكذا استمر الحال، الكل يلقي الأوساخ إلى داخل البئر فتقع على ظهر الحصان فيهز ظهره فتسقط على الأرض حيث يرتفع خطوة بخطوة إلى أعلى .

وبعد الفترة اللازمة لملء البئر اقترب الحصان للأعلى وقفز قفزة بسيطة وصل بها إلى خارج البئر بسلام.

كذلك الحياة تلقي بأوجاعها وأثقالها عليك، كلما حاولت أن تنسى همومك فهي لن تنساك، وسوف تواصل إلقاء نفسها، وكل مشكلة تواجهك في الحياة هي حفنة تراب يجب أن تنفضها عن ظهرك حتى تتغلب عليها، وترتفع بذلك خطوة للأعلى، فلا تفكر في المشكلة وإنما في حلها، فانشغالك في المشكلة لا ينقذك منها، لا تتوقف ولا تستسلم أبدًا مهما شعرت أن الآخرين يريدون دفنك حي.

كيف تتغلب على مشكلاتك؟

تعويد النفس على الصبر، والرضا بالقضاء والقدر.

عدم التفكير في هذه المشاكل أكثر من اللازم.

إشغال التفكير بما هو مفيد.

العمل على التغيير.

القرب من الله عز وجل، والدعاء.

مصاحبة الأشخاص الإيجابيين.

لا تفكر في كل شيء مرة واحدة.

تذكر أن كل مشكلة ولها حل بإذن الله.

لا تضغط على نفسك أكثر من اللازم.

تفاءل، وتذكر أن الدنيا دار اختبار.

تعلم أن تحل مشاكلك بنفسك.

فكر بعقلك لا تفكر بقلبك .

قيِّم الحلول بموضوعية لتحدد أكثرها فاعلية.

تقلِّل من التوتر .

عملية حل المشكلة تتم على خمس عمليات رئيسة، وهي:

أولًا: تمييز المشكلة وتحليلها :

يمكن أن تمر المشاكل دون أن نلحظها ما لم نستخدم أساليبًا مناسبة لاكتشافها، وعندما يتم اكتشافها فإننا نحتاج إلى إعطائها اسما أو تعريفًا مؤقتًا لمساعدتنا في تركيز بحثنا عن مزيد من المعلومات المتصلة بها، ومن خلال هذه المعلومات يمكننا أن نعد وصفًا أو تعريفًا صحيحًا لها .

ثانيًا: تحليل المشكلة:

نحتاج إلى فهم المشكلة قبل أن نبحث عن حلول لها، وما لم يتم ذلك؛ فإن الجهود اللاحقة التي سنبذلها لحلها يمكن أن تقودنا في الاتجاه الخطأ، وتتضمن عملية تحليل المشكلة جمع كل المعلومات ذات الصلة بها، وتمثيلها بطريقة ذات معنى لكي يتسنى لنا رؤية العلاقات بين المعلومات المختلفة .

ثالثًا: وضع حلول ممكنة:

يتضمن وضع الحلول الممكنة تحليل المشكلة للتأكد من فهمها تمامًا، ومن ثم وضع خطط عمل لمعالجة أية معوقات تعترض تحقيق الهدف، ويتم تطوير الحلول العملية من خلال عملية دمج وتعديل الأفكار، وهناك العديد من الأساليب المتوفرة للمساعدة في إنجاز هذه العملية، ويجب أن تتذكر أنه كلما كان لديك عدد أكبر من الأفكار لتعمل عليها كانت فرصتك لإيجاد حل فاعل أفضل.

رابعًا: تقييم الحلول:

إذا كانت هناك مجموعة من الحلول المحتملة للمشكلة؛ فعليك أن تقيِّم كلًا منها على حدة، مقارنًا بين نتائجها المحتملة، ولهذا فإنك تحتاج إلى أن:

تحدد صفات النتيجة المطلوبة بما في ذلك القيود التي يجب أن تراعيها.

تطرح الحلول التي لا تراعي القيود المفروضة.

تقيِّم الحلول المتبقية بالنسبة للنتيجة المطلوبة.

تقيِّم المخاطر المرتبطة بالحل الأفضل.

تقرر الحل الذي ستنفذه .

خامسًا: تنفيذ الحل الذي اخترته:

يتطلب تنفيذ الحل خطة تحتوي أمورًا مهمة منها:

الإجراءات المطلوبة لتحقيق الهدف .

المقاييس الزمنية .

المصادر اللازمة .

تتضمن الخطة أيضًا طرقًا للتقليل من المخاطر إلى أدنى حد ممكن ولمنع الأخطاء.

تتضمن أيضًا إجراءات علاجية في حالة عدم سير أية مرحلة على النحو المخطط لها.

وأثناء التقدم في عملية التنفيذ تفقد باستمرار الإجراءات المتخذة، وقارنها بالنتيجة المتوقعة، وأي انحراف عن المعيار المتوقع يجب أن يعالج بصورة سريعة.

وعندما يستكمل التنفيذ تتم مراجعة مدى النجاح الكلي للحل، وقد تكون هناك حاجة لمزيد من الإجراءات إذا لم يتم تحقيق الهدف[1][1].

أخيرًا:

تذكر أن المشاكل قد تقربك ممن حولك أكثر، أو تلفتانتباهك لفرص ذهبية لم تكن لتلاحظها في الظروف العادية.

 الطريقة التي تعالج بها المشكلة أهم من المشكلة ذاتها ففكر في حل إيجابي دائمًا.

 تأكد من مواجهة المشاكل تمنحك مزيدًا من القوة والحكمة على المدى البعيد فالمشاكل بالنسبة للعقل كالرياضة بالنسبة للجسد.

 تحل بالموضوعية والتفاؤل أثناء تحليلك المشكلة، وانظر إليها من جميع الجوانب حتى تجد ثغرة يمكنك النفاذ منها والخروج بأفضل الحلول وأقل الخسائر.

الجأ إلى الله كلما ضاقت بك السبل، فالصلاة والدعاء خير معين لك عند تعرضك للشدائد.