بَوحُ الخواطر في الاستعداد للعشر الأواخر
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
بين يديك خواطر مبعثرة دارت في نفسي، وأثارت تساؤلات ملحة أشغلت ذهني، وَلَكَم يشرفني أن أبوح لك بشذرات منها، لعلها تعينني وإياك على الاستعداد اللائق بالعشر الأواخر من شهر رمضان المبارك.
هل أنا مستعد للعشر الأواخر من رمضان؟
لا ريب أن كل واحد منا أعرف بحاله وأدرى بنفسه من ناحية الاستعداد، فله علامات ربما لاحظتها على نفسك مع الأيام الجليلة الماضية التي قضيتها من شهر رمضان الفضيل، فإن كنت لا زلت مستعدًا، فطوبى لك أنت في نعمة عظيمة، وإن كنت ترغب الاستعداد، فهذه بشرى سارة حتى نجلس سويًا ونهيئ أنفسنا جيدًا لاستقبال العشر الأواخر من رمضان.
ولعل بعضنا يتساءل:
لماذا أستعد للعشر الأواخر من رمضان؟
هناك أسباب عديدة تحثك على الاستعداد للعشر الأواخر من رمضان، من أهمها:
1- أن فيها أعظم ليالي العام، وهي ليلة القدر، وإحياؤها بالعبادة خير من عبادة ألف شهر بنص القرآن الكريم، قال الله عز وجل: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) [القدر:3]، يعني أنك عبدت الله سبحانه بما يزيد عن (83 سنة و4 أشهر تقريباً) عبادة متصلة، صلاة وصيامًا، صدقة وقيامًا، ذكرًا وقرآنًا، ومن أجل ذلك حذر النبي صلى الله عليه وآله وسلم من تفويت هذه الليلة النفيسة عندما دخل رمضان، فقال: (إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرمها فقد حرُم الخير كلَّه، ولا يُحرمُ خيرَها إلا محروم) (1).
2- أن القرآن الكريم نزل في هذه الليالي العظيمة لا سيما ليلة القدر، قال الله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) [القدر:1].
3- أنها من المواسم الشرعية التي تكثر فيها البركة، قال الله سبحانه: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ) [الدخان:3]، والملائكة تتنزل في ليلة القدر ومعهم جبريل عليه السلام، قال الله تعالى: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) [القدر:4]، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى) (2)، فتتنزل معهم البركة والرحمة، وهذا يعني أيضاً أن الدعاء فيها مستجاب، والملائكة تؤمن على دعائك.
4- أن فيها ليلة تكثر فيها السلامة من العقاب والعذاب لما يقوم به المسلم من طاعة الله، ولا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءً أو أذى، قال الله عز وجل: (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) [القدر:5].
5- أن من قام هذه الليالي المباركة تصديقاً بالله وبوعده وطلباً للأجر والثواب غُفرت له الذنوب السابقة، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه) (3).
6- أن الله سبحانه يعتق من النار في كل ليالي رمضان المبارك، والعتق في العشر الأواخر منه أعظم وأكبر وأجل، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة) (4).
7- أن هذه العشر الأواخر تتيح للمسلم فرصة ثمينة ليتدارك ما فاته، ويختم له بخير، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (إنما الأعمال بالخواتيم) (5).
متى أستعد للعشر الأواخر من رمضان ؟
استعد لها من الآن، وخطط لها من هذه اللحظة، واجعلها خطة معقولة متقنة، فقليل دائم خير من كثير منقطع، واعتمد فيها على الهدي النبوي في العشر الأواخر من رمضان، علمًا بأن تحري ليلة القدر يبدأ من ليلة الحادي والعشرين من رمضان، وينتهي بغروب شمس آخر يوم منه (6)، وإن أردت حقًا أن تصادف ليلة القدر، وتأخذ خيرها، فاحرص على الاجتهاد في سائر الأيام العشر الأخيرة، وكأنهن جميعًا ليلة القدر، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان) (7).
نعم هذه الليلة في السبع الأواخر أقرب، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها، فليتحرها في السبع الأواخر) (8).
وهي في أوتار العشر الأواخر أرجى، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان) (9).
وعند الجمهور أنها في ليلة سبع وعشرين أرجى ما تكون (10)، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من كان متحريها، فليتحرها ليلة سبع وعشرين، تحروها ليلة سبع وعشرين) (11)، وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا نبي الله، إني شيخ كبير عليل، يشق علي القيام، فأمرني بليلة لعل الله يوفقني فيها لليلة القدر، قال: (عليك بالسابعة) (12)، وعن معاوية رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ليلة القدر قال: (ليلة سبع وعشرين) (13)، ولما صلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالناس ليلة سبع وعشرين دعا أهله ونساءه ليلتها خاصَّةً وقام بهم إلى آخر الليل حتى خشوا أن يفوتهم السحور (14)، وكان أبي بن كعب رضي الله عنه يقول: والله الذي لا إله إلا هو، إنها لفي رمضان، يحلف ما يستثني، ووالله إني لأعلم أي ليلة هي، هي الليلة التي أمرنا بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقيامها، هي ليلة صبيحة سبع وعشرين (15)، وسُئل التابعي المخضرم زر بن حبيش عن ليلة القدر فقال: كان عمر، وحذيفة، وناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يشكُّون أنها ليلة سبع وعشرين (16).
وهذا في الغالب، وليس دائمًا، فقد تكون أحيانًا ليلة إحدى وعشرين، كما جاء في حديث أبي سعيد رضي الله عنه (17)، وقد تكون ليلة ثلاث وعشرين كما جاء في رواية عبد الله بن أُنيس رضي الله عنه (18).
وإنما أخفى الله تعالى (هذه الليلة لوجوهٍ:
أحدها: أنه تعالى أخفاها، كما أخفى سائر الأشياء، فإنه أخفى رضاه في الطاعات، حتى يرغبوا في الكل، وأخفى غضبه في المعاصي ليحترزوا عن الكل، وأخفى وليه فيما بين الناس حتى يعظموا الكل، وأخفى الإجابة في الدعاء ليبالغوا في كل الدعوات، وأخفى الاسم الأعظم ليعظموا كل الأسماء، وأخفى في الصلاة الوسطى ليحافظوا على الكل، وأخفى قبول التوبة ليواظب المكلف على جميع أقسام التوبة، وأخفى وقت الموت ليخاف المكلف، فكذا أخفى هذه الليلة ليعظموا جميع ليالي رمضان.
وثانيها: كأنه تعالى يقول: لو عينت ليلة القدر، وأنا عالم بتجاسركم على المعصية، فربما دعتك الشهوة في تلك الليلة إلى المعصية، فوقعت في الذنب، فكانت معصيتك مع علمك أشد من معصيتك لا مع علمك، فلهذا السبب أخفيتها عليك.. فكأنه تعالى يقول: إذا علمت ليلة القدر، فإن أطعت فيها اكتسبت ثواب ألف شهر، وإن عصيت فيها اكتسبت عقاب ألف شهر، ودفع العقاب أولى من جلب الثواب.
وثالثها: أني أخفيت هذه الليلة حتى يجتهد المكلف في طلبها، فيكتسب ثواب الاجتهاد.
ورابعها: أن العبد إذا لم يتيقن ليلة القدر، فإنه يجتهد في الطاعة في جميع ليالي رمضان، على رجاء أنه ربما كانت هذه الليلة هي ليلة القدر، فيباهي الله تعالى بهم ملائكته، ويقول: كنتم تقولون فيهم يفسدون ويسفكون الدماء، فهذا جده واجتهاده في الليلة المظنونة، فكيف لو جعلتها معلومة له، فحينئذ يظهر سر قوله: إني أعلم ما لا تعلمون) (19).
فينبغي للمؤمن أن يجتهد في جميع أيام وليالي هذه العشر طلبًا لليلة القدر، اقتداءً بنبينا صلى الله عليه وآله وسلم.
ويبقى السؤال الأهم:
كيف أستعد للعشر الأواخر من رمضان؟
يقوم الاستعداد الحقيقي المثمر على ثلاثة أركان:
الركن الأول: رغبة كالجبل: بمعنى أن تمتلك إرادة حقيقية قوية نابعة من أعماقك بضرورة الاستعداد لما أنت مقبل عليه.
الركن الثاني: تخطيط وعمل: بمعنى أن تخطط جيدًا لما تستعد له بتحديد هدف واضح معين، ثم تضع الخطوات والإجراءات الكفيلة بتحقيق الهدف، ثم تنفذ تلك الخطوات في الواقع العملي.
الركن الثالث: صبر وأمل: بمعنى أن تكون صابرًا على جميع العقبات الداخلية والخارجية التي ستواجهك في سبيل ما تستعد له، مع ضرورة التحلي بالروح الإيجابية وحياة مشرقة بالأمل.
ولذلك فإن الاستعداد للعشر الأواخر من رمضان على قسمين:
استعداد واجب: ينبغي للمسلم أن يلتزم به في شهر رمضان المبارك وغيره.
استعداد مستحب: يستحب للمسلم أن يستعد به طلبًا لمزيد من الأجر والثواب وإدراكًا لفضيلة ليلة القدر.
أولاً: الاستعداد الواجب:
1- أن تؤدي ما أوجب الله عليك من العبادات القولية والفعلية، ومن أهمها: الصلاة المفروضة، وصيام رمضان، والزكاة، وزكاة الفطر.
2- أن تجتنب جميع ما حرم الله عليك من الأقوال والأفعال، فلا يعقل أن تتقرب إلى ربك بترك المباح كالطعام والشراب، ثم لا تتقرب إليه بترك ما حُرِّم عليك في كل حال، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) (20)، وقال: (رُبَّ صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، ورُبَّ قائم حظه من قيامه السهر) (21)، والصائم مأمور بحفظ لسانه حتى وإن تعرض للأذى من غيره، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (الصيام جُنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل إني امرؤ صائم) (22).
ثانياً: الاستعداد المستحب:
ويتمثل في الهدي النبوي في العشر الأواخر من رمضان:
1- أن تخصّ جميع زمان العشر الأواخر من رمضان ليله ونهاره بمزيد من الاجتهاد والعبادة، فعن أمنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره) (23)، وقالت: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخل العشر شدّ مئزره) وفي لفظ: (وجدّ وشدّ المئزر) (24)، (وقد قال الشعبي في ليلة القدر: ليلها كنهارها، وقال الشافعي في القديم: أستحبُّ أن يكون اجتهاده في نهارها كاجتهاده في ليلها، وهذا يقتضي استحباب الاجتهاد في جميع زمان العشر الأواخر، ليله ونهاره، والله أعلم) (25).
2- أن تحيي الليل بالتراويح أو القيام، قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخل العشر شدّ مئزره، وأحيا ليله) (26)، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه ) (27)، وقال: (من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه ) (28)، واحرص بالنسبة لصلاة التراويح أو القيام ألا تفوت على نفسك ثواب قيام ليلة كاملة بأن تصليها تامة مع الإمام حتى ينتهي منها، قال نبينا صلى الله عليه وآله وسلم: (إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كُتب له قيام ليلة) (29).
3- أن تكثر من قراءة القرآن الكريم ليلاً ونهارًا، فعن ابن عباس رضي الله عنهما: (أن جبريل عليه السلام كان يلقى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن) (30)، وهكذا كان السلف الصالح يقرؤون القرآن في رمضان في الصلاة وغيرها، وكان لأبي حنيفة والشافعي في رمضان ستون ختمة في غير الصلاة، وكان بعضهم يختم القرآن كل ليلة من ليالي العشر، وربما أشكل على بعضهم ثبوت النهي عن قراءة القرآن الكريم في أقل من ثلاث، (وإنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك، فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان خصوصاً الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر، أو في الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها، فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن، اغتنامًا للزمان والمكان، وهو قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة، وعليه يدل عمل غيرهم) (31) ا.هـ.
4- أن تعتكف في المسجد، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده) (32)، وحقيقة الاعتكاف: قطع العلائق عن الخلائق للاتصال بخدمة الخالق (33)، ومذهب جمهور الفقهاء بأن الاعتكاف يتحقَّق ولو نوى المسلم مكث جزء من الزمن في المسجد، وإن كان المستحب والأكمل والأفضل لديهم ألا يقل عن يوم وليلة (34)، وقد صحّ عن الصحابي الجليل يعلى بن أمية رضي الله عنه أنه كان يقول: (إني لأمكثُ في المسجد الساعة، وما أمكثُ إلا لأعتكف) (35).
5- أن تكثر من الجود، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، فلرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة) (36)، والجود معناه الاستكثار من سائر أنواع الخير، كالإنفاق، وحسن الخلق، وبر الوالدين، وبذل الخير، ونشر العلم، والجهاد في سبيله، وقضاء حوائج الناس، وتحمل أثقالهم، ومناصرة المستضعفين ودعمهم، والعمرة في رمضان، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (فإن عمرة في رمضان تقضي حَجَّة أو حَجَّة معي) (37)، وإفطار الصائمين، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (من فطّر صائمًا كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً) (38)، وغير ذلك.
6- أن تكثر من الدعاء والاستغفار، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله، أرأيت إن علمت أي ليلةٍ ليلةٌ القدر، ما أقول فيها؟ وفي لفظ: ما أدعو؟ قال: (قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني) (39)، والدعاء مستجاب أثناء الصيام، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة لا يُرد دعاؤهم: الصائم حتى يُفطر)، وفي لفظ: (والصائم حين يُفطر) (40)، وخصوصًا قبل الإفطار، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (إن للصائم عند فطره لدعوة ما تُرد) (41)، فينبغي عليك أن تكثر من الدعاء بصلاح دينك ودنياك وآخرتك، ولا تنس أن تخصّ والدَيك وأهلك ومعارفك وإخوانك المسلمين في كل مكان بدعوات صالحات.
7- أن تشارك أهلك وأقاربك ومعارفك ومن حولك معك في العبادة، وتعينهم عليها، وتحثهم إليها، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخل العشر شدّ مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله) (42)، وفي هذا جانب تربوي عظيم، فبإصلاح الأسر تصلح المجتمعات، وبإفسادها تفسد.
وأختم بدرة ذهبية للإمام ابن رجب الحنبلي حول الهدي النبوي في العشر الأواخر من رمضان حيث قال: (قد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتهجَّد في ليالي رمضان، ويقرأ قراءة مرتلة، لا يمر بآية فيها رحمة إلا سأل، ولا بآية فيها عذاب إلا تعوَّذ، فيجمع بين الصلاة، والقراءة، والدعاء، والتفكر، وهذا أفضل الأعمال وأكملها في ليالي العشر وغيرها، والله أعلم) (43) ا.هـ
فالسعيد والله من استعد لهذه العشر، واغتنم أثمن لحظات العمر، وفاز بجائزة ليلة القدر، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من السعداء الفائزين.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
-----------------------------
(1) رواه ابن ماجه في سننه (1644)، وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع (2247).
(2) رواه أحمد في مسنده (10734)، وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع (5473).
(3) رواه البخاري في صحيحه (1901)، ومسلم في صحيحه (760).
(4) رواه الترمذي في سننه (682)، وابن ماجه في سننه (1642)، وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع (759).
(5) رواه البخاري في صحيحه (6607).
(6) الموسوعة الفقهية الكويتية (30/116).
(7) رواه البخاري في صحيحه (2020)، ومسلم في صحيحه (1169).
(8) رواه البخاري في صحيحه (2015)، ومسلم في صحيحه (1165).
(9) رواه البخاري في صحيحه (2017).
(10) فتح الباري (4/266) لابن حجر.
(11) رواه أحمد في مسنده (4808)، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (2920).
(12) رواه أحمد في مسنده (2149)، وقال ابن رجب الحنبلي في لطائف المعارف (ص 199): إسناده على شرط البخاري.
(13) رواه أبو داود في سننه (1386)، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (5474).
(14) رواه الترمذي في سننه (806) وقال: حديث حسن صحيح، وأبو داود في سننه (1275)، والنسائي في سننه (1605)، وابن ماجه (1372) في سننه، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (1615).
(15) رواه مسلم في صحيحه (762).
(16) رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/250) بسند حسن.
(17) رواه البخاري في صحيحه (2018)، ومسلم في صحيحه (1167).
(18) رواه مسلم في صحيحه (1168).
(19) مفاتيح الغيب (32/229-230) للفخر الرازي.
(20) رواه البخاري في صحيحه (1903).
(21) رواه أحمد في مسنده (8856)، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (3490).
(22) رواه البخاري في صحيحه (1904)، ومسلم في صحيحه (1151).
(23) رواه مسلم في صحيحه (1175).
(24) رواه البخاري في صحيحه (2024)، ومسلم في صحيحه (1174).
(25) لطائف المعارف (ص 204) لابن رجب الحنبلي.
(26) تقدم تخريجه برقم (24).
(27) رواه البخاري في صحيحه (2009)، ومسلم في صحيحه (759).
(28) تقدم تخريجه برقم (3).
(29) رواه أحمد في مسنده (21419)، وأبو داود في سننه (1375)، والترمذي في سننه (806)، وقال: حديث حسن صحيح، والنسائي في سننه (1364)، وابن ماجه في سننه (1327)، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (1615).
(30) رواه البخاري في صحيحه (6)، ومسلم في صحيحه (2308).
(31) لطائف المعارف (ص 171) لابن رجب الحنبلي.
(32) رواه البخاري في صحيحه (2026)، ومسلم في صحيحه (1172).
(33) لطائف المعارف (ص 191) لابن رجب الحنبلي.
(34) الموسوعة الفقهية الكويتية (5/213).
(35) رواه عبد الرزاق في مصنفه (4/345) بسند صحيح.
(36) تقدم تخريجه برقم (30).
(37) رواه البخاري في صحيحه (1863)، ومسلم في صحيحه (1256).
(38) رواه أحمد في مسنده (17033)، والترمذي في سننه (807)، وقال: حديث حسن صحيح، وابن ماجه في سننه (1746)، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (6415).
(39) رواه أحمد في مسنده (25384)، والترمذي في سننه (3513)، وقال: حديث حسن صحيح، وابن ماجه في سننه (3850)، وصحَّحه الألباني في السلسلة الصحيحة (3337).
(40) رواه أحمد في مسنده (8043)، والترمذي في سننه (3598)، وقال: حديث حسن، وابن ماجه في سننه (1752)، وابن حبان في صحيحه (7387)، وصحَّحه أحمد شاكر في تحقيقه للمسند (8030)، وشعيب الأرناؤوط في تحقيقه للمسند وغيره.
(41) رواه ابن ماجه في سننه (1753)، وحسَّنه ابن حجر كما في الفتوحات الربانية (4/342)، وشعيب الأرناؤوط في تحقيقه لسنن ابن ماجه.
(42) تقدم تخريجه برقم (24).
(43) لطائف المعارف (ص 204) لابن رجب الحنبلي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: موقع صيد الفوائد.