logo

المرأة المسلمة ومحرقة الاختلاط


بتاريخ : الجمعة ، 8 جمادى الأول ، 1436 الموافق 27 فبراير 2015
بقلم : أحمد عمرو
المرأة المسلمة ومحرقة الاختلاط

تستحوذ المرأة على النصيب الأوفر من أجندة المشاريع التغريبية للمجتمعاتالإسلامية، وتعد قضاياها هي محور الاهتمام لدى العلمانيين الذين يسعون لزجالمجتمع للسير في راكب الغرب، وذلك لعلمهم أن المرأة هي مفتاح كل

تغيير،وركيزة كل تطوير، وأن أي محاولات أو مخططات لن تنجح أبدًا إلا إذا كانللمرأة بها الدور الأساس.

من هذاالمنطلق سعى الغرب وأذنابه من بني جلدتنا  في التركيز على المرأة المسلمةومحاولة إفسادها، وكان خروج المرأة من بيتها من أولى الخطوات نحو ذلك، لذلكسعوا إلى تطبيقه بكل وسيلة؛ تارة بعقد المؤتمرات وإصدار التوصيات، وأخرىبالتهديد بفرض العقوبات، وأحيانًا بل دائمًا عبر التشهير بالدول التي تدعمالتزام المرأة المسلمة بدينها وأخلاقها أو تسكت عن ذلك.

ولستأقول ذلك من قبيل المبالغة أو اعتمادًا على نظرية المؤامرة، فلك أن تتخيلرئيس أقوى دولة في العالم وهو يتحدث إلى أبناء شعبه في خطاب يسمى "حالةالاتحاد" عن الفتاة الأفغانية التي ستخرج يومًا من بيتها متبرجة وذلك بفضلالولايات المتحدة التي ضحت من أجل ذلك بأرواح جنودها والمليارات منأموالها، يقول جورج دبليو بوش في خطاب حالة الاتحاد في 29 يناير 2002 : (أود أن أبلغكم أن النساء الأفغانيات تخلين عن البرقع إلى الأبد، وأنالفتيات الأفغانيات رجعن إلى المدرسة، ليطالعن كيف ظفر الغرب الأمريكي؟،ولقد حان الوقت لنعيد تشكيل العالم من الجنس الأبيض والمتحضر بفرضمعتقداتنا الرزينة الودودة والتحريرية على عالم عربي  مسلم، جائع لأموالناورسالتنا، ولن تخضع النساء فيه لشرط تغطية أجسادهن ..... ).

 

دعاوى الاختلاط:
لاقتالدعوة للاختلاط في المجتمعات الإسلامية في بدايتها  معارضة شديدة من قبلالمجتمع المسلم بعلمائه ومثقفيه، لذلك كان دعاة تغريب المرأة في حاجة إلىإلقاء الشبهات والدفع بالأباطيل لتزيين دعواهم، وتمريرها بين الناس.
ومن أبرز تلك الشبهات:
قولهم:إن عزل الرجال عن النساء سبَّبَ سُعارًا جنسيًا في المجتمعات المنغلقةفأصبح الرجل لا يرى في المرأة إلا المعاني الجنسية، بخلاف المجتمعاتالمنفتحة المتحررة التي يختلط فيها الرجال بالنساء، لا يوجد فيها هذاالسُعَارُ لأن الرجل قد تعود على المرأة وألفها. هكذا يقولون!
والجوابأنه إذا كان الأمر كذلك ، فلماذا تكثر حوداث الاغتصاب في تلك البلاد التياعتادت التبرج والاختلاط، ولماذا تفشى بينهم الشذوذ، حتى أن بعض الدولأبحات توثيق حالات الشذوذ في قوانينها؟
وأذكر هنا مثالاً واضحًا على كذبما يقولون أورده الكاتب (عبد الله بن محمد الداوود) يقول: إنّ العالمبأسره تناقل في إعلامه واهتمامه (قضية الرئيس الأمريكي كلينتون ومونيكالوينسكي)؛ تلك الحادثة التي أوضحت أن أسباب المشكلة الجنسية، تتلخص فياختلاط مونيكا بالرئيس الأمريكي كلينتون، ذلك الرجل الذي تتوفر فيه صفاتتنسف (حجج المطالبين) بالتحرير، من تلك الصفات في الرئيس الأمريكي:
ـأنه تربي في مجتمع تحررت فيه المرأة، وتكشفت فيه منذ نعومة أظافرها، وهو ـأيضاً ـ يراها منذ نعومة أظافره، يراها بلا حجاب، أو ستر كاف، ويخالطها منذطفولته، فالقول بأنّ الوقت كفيل باعتياد الناس على رؤية المرأة، قول يحطمهالرئيس (كلينتون)، بممارسة الزنا مع (مونيكا) مرات عديدة في مقر العمل.
ـ لم يكن الرئيس الأمريكي (كلينتون) مراهقاً طائشاً عابثاً، بل عمره تجاوز سن النضج.
ـ منصبه الحكومي لا يغفر له مثل هذه الزلات في مقر وظيفته.
الرئيس (غير أعزب)؛ بل هو متزوج بامرأة تحوي جميع المؤهلات، فمنصب الرئيس يجعلزوجته تراعي أمور الجمال والكمال اللائق بزوجة رئيس أكبر دولة في عصره، حيثإنّ عدسات الكاميرا، ونشوة الإعلام تسلب تفكير زوجته، وتجعلها تبالغ فيإبداء الجمال وإظهار المحاسن والإفراط في الزينة التي تملأ عين زوجها،فتجعله لا يطمح في غيرها، وهذا طبع الأنثى.
ـ مارس الرئيس (كلينتون)الخطيئة مرات عديدة مع المرأة نفسها، والسؤال الجوهري هنا: هل هذه المرأةالوحيدة التي وقع معها في الجريمة، أم أنّ هذه هي (القصة الوحيدة) التيتبعتها (الفضيحة)، وانكشفت أوراقها (برياح الصحافة الصفراء) أو ما يسمى(بصحافة الفضائح)؟ ودفن غيرها الكثير من قصص الرئيس الجنسية تحت (ركامالتراضي بين الطرفين)؟!


لم يتضجر الشعب الأمريكي أو يبدي استياءه منتلك الحادثة، فالأمر عندهم في (منتهى الاعتياد)، وهذا فيه دلالة على انتشارهذه الظاهرة في مجتمعهم، فمن فلسفتهم في الحياة أنهم لا يعارضون هذهالفاحشة ما دام الرضا متبادلاً بين الطرفين؛ بل وليست ظاهرة قبيحة تخسفبمكانة الرئيس في المجتمع، بدليل انتخابهم للرئيس كلينتون (لفترة رئاسيةثانية) تلت تلك الحادثة.

 

الغرب وثمار الاختلاط:
وإذاكان الحق هو ما شهدت به الأعداء، فإن عقلاء الغرب يحذرون من الاختلاطويشيرون إلى ثماره الخبيثة فكثيرًا من الدراسات والبحوث الميدانية أثبتت أنالاختلاط جاء بنتائج عكسية على كافة الأصعدة الاجتماعية والاقتصاديةوالعلمية.
ـ ففي دراسة أجرتها النقابة القومية للمدرسين البريطانيينأكدت فيها أن التعليم المختلط أدى إلى انتشار ظاهرة التلميذات الحواملسفاحًا (بالحرام) وأعمارهن أقل من ستة عشر عامًا، كما أثبتت الدراسة تزايدمعدل الجرائم الجنسية (الزنا) والاعتداء على الفتيات بنسب كبيرة.
وتقولالكاتبة الإنجليزية الليدي كوك: .. وعلى قدر كثرة الاختلاط تكون كثرةأولاد الزنا، وهاهنا البلاء العظيم على المرأة.... علِّموهن الابتعاد عنالرجال أخبروهن بعاقبة الكيد الكامن لهن بالمرصاد.
ـ وفي أمريكابلغت نسبة التلميذات الحوامل سفاحاً (48%) من تلميذات إحدى المدارسالثانوية، وتقول راشيل بريتشرد: "التعليم المختلط يشجع على العلاقات بينالأولاد والبنات، وإذا أُحصي عدد المراهقات الحوامل من مدارس مختلطة ومنمدارس بدون اختلاط (خصوصاً المدارس الإسلامية) لوجدنا في الغالب أن النسبةفي المدارس المختلطة تكون 57 % على الأقل مقارنة بالمدارس التي تطبق الفصلبين الجنسين بنسبة لعلها قرب من 5% (في حين ستجد أن النسبة في المدارسالإسلامية هي الصفر)، كما أنني أعتقد أن اختلاط الجنسين يؤدي إلى عدمتركيزهم من الناحية الدراسية؛ لأن اهـتمامهم سيكون موجهاً للجنس الآخر".
ـوفي مسح أجري على عاملات مدنيات أمريكيات تبين أن (42%) من النساء، ادعينأنهن تعرضن للتحرش الجنسي في أعمالهن، وخلصت نتيجة مسح آخر إلى أن مشكلةالتحرش الجنسي تعد من أهم المشكلات التي تواجه المرأة العاملة.
ـ وفيدراسة للمؤسسة الوطنية البريطانية للبحث التعليمي، نشرت في 8 يوليو 2002،وأجريت على 2954 مدرسة ثانوية في إنجلترا، لدراسة مدى تأثير حجم المدرسةونوعها (مختلطة أو غير مختلطة) على أدائها التعليمي، تبين أن أداء الطلبةالذكور والإناث كان أفضل دراسيا في المدارس غير المختلطة و أن الفتيات كنأكثر استفادة من الفصل بين الجنسين في تنمية أدائهن . كذلك وجد من تحليلنتائج الامتحانات البريطانية العامة أن المدارس غير المختلطة تحقق أفضلالنتائج وأعلاها بشكل روتيني. ففي سنة 2001 كان العشرون الأوائل فيامتحانات البريطانية من طلاب المدارس غير المختلطة، وأغلب الخمسين الأوائلمن الدارسين في تلك المدارس.
وتقول (Lin Farley): في كتابها (الابتزاز الجنسي Sexual Shakedown): ( إن الاعتداءات الجنسيةبأشكالها المختلفة منتشرة انتشاراً ذريعاً في الولايات المتحدة وأوروبا،وهي القاعدة وليست الاستثناء بالنسبة للمرأة العاملة في أي نوع من الأعمالتمارس مع الرجل... ) وتقول: (... إنّ تاريخ ابتزاز المرأة العاملة جنسياًقد بدأ منذ ظهور الرأسمالية، ومنذ التحاق المرأة بالعمل).  ما حدا ببعضمؤسسات المجتمع المدني و على رأسها مؤسسة (Single Sex Education ) إلىالسعي إلى توعية المجتمع الأمريكي بخطر الاختلاط، وقد نجحت و بعد سجال دامما يقارب 10 سنوات مع بعض المعارضين في إقناع الحكومة، فكان أن أصدر الرئيسجورج بوش في عام 2006 قانونًا يسمح بفتح مدارس حكومية غير مختلطة.
وهذاأحد أستاذة الغرب وهو الأستاذ الجامعي إميليو فيانو يؤكد أن دراسات عديدةأثبتت تأثير الاختلاط سلبًا على المردود الدراسي للبنين و البنات في مراحلمعينة.
لقد عاد الحديث في المنظومة التربوية الأمريكية إلى التخلص منالاختلاط بين الجنسين في المدارس، أو تشجيع الفصل بينهما في المدارسالابتدائية و الثانوية إلى الواجهة بعدما ذكرت الجريدة الرسمية الأمريكية (المذكرة الفدرالية) الأسبوع الماضي بأن إدارة بوش تعتزم تشجيع العودة إلىنظام الفصل في إطار مخطط الإصلاح التربوي.
وعلى عكس توجه الإصلاحات فيالولايات المتحدة، اندفعت معظم "الإصلاحات" في الدول العربية باتجاه تشجيعالاختلاط و فرضه على جميع مستويات التعليم تحت الضغط مجموعات العلمانيين واليساريين المسيطرين عامة على وسائل الدعاية.   


محرقة الاختلاط:
فإذا كان هذا هو واقع الاختلاط فإن ثماره في بلادنا تكاد تكون أشبه بمحرقة تأكل الأخضر واليابس:
1ـ  انتشار الزنا والفواحش:
على نحو ما أوردنا من إحصائيات غربية أكدت أن عذريته الفتاة تكاد تكون معدومة قبل الزواج في معظم المجتمعات الغربية.
2 ـ تخنث الرجال واسترجال النساء :
وهذاما لاحظة وزير التعليم الفلبيني (ريكارد جلوديا) حيث أعلن أنه يرغب فيتعيين عدد أكبر من المدرسين الذكور لتدريس التلاميذ الذكور! حتى يتحلوابصفات الرجولة بدلاً من الصفات الأنثوية التي يكتسبونها من مدرساتهم.
كماأن اختلاط الطلاب بالطالبات في المدارس يؤدي إلى استرجال النساء ففيالدراسة التي أعدتها النقابة القومية للمدرسين البريطانيين اتضح أن السلوكالعدواني يزداد لدى الفتيات اللائي يدرسن في مدارس مختلطة، وتخنث الرجاليقضي على الرجولة لديهم، فيصاب بعضهم برقة وميوعة قد تتجاوز ذلك إلى التشبهبالنساء، كما أن استرجال المرأة يجعلها تفقد حياءها الذي هو بمثابة السياجالمنيع لصيانتها وحفظها، ثم تتدرج إلى محاكاة الرجال في تصرفاتهم وأفعالهمونتيجة ذلك النهائية الشذوذ في كلا الجنسية واكتفاء الرجال بالرجالوالنساء بالنساء، كما هو الواقع في كثير من البلاد، التي كثر فيها الاختلاطوالمسترجلات من النساء المتشبهات بالرجال، والمخنثون من الرجال المتشبهونبالنساء ملعونون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ففي الحديث أنهعليه الصلاة والسلام قال: (لعن المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين منالرجال بالنساء) وفي حديث آخر (لعن صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجالوالمترجلات من النساء).
3-أن الاختلاط سبب للعزوف عن الزواج؛ لأن الرجلإذا قدر على إرواء غريزته بغير زواج ولا نفقة ولا بيت ولا مسئوليات فلماذايتزوج؟! وعزوف الشباب عن الزواج في المجتمعات المختلطة من أَبْيَنِالدلائل على ذلك، وفي البلاد الغربية أرقام مخيفة في ذلك.
4-أنالاختلاط من أكبر أسباب الخيانات الزوجية، وهو يوقد نار الخصام والجدال بينالزوجين؛ فلا الرجل يقنع بزوجته وهو في كل صباح يجالس الجميلات ويمازحهن.ولا المرأة تقنع بزوجها وهي ترى من زملائها من هم أجمل خِلقة، وأرقىتعاملاً من زوجها، ولا بد أن تقع المقارنة من الزوجين، كل واحد منهما يقارنالآخر بما يراه في عمله.
5-أن الاختلاط سبب لكساد المرأة، وعزوفالرجال عنها، وعدم رغبتهم فيها؛ لأن غيرتهم تمنعهم من قبول امرأة تعاملالرجال وتحادثهم وتجالسهم، فالرجل السَّوِي يريدها له وحده ولا يريد أنيشاركه فيها أحد.

على المستوى العلمى
1 ـ انخفاض مستوى الذكاء:
تبينمن خلال مجموعة من الدراسات والأبحاث الميدانية التي أجريت في كل من مدراسألمانيا الغربية وبريطانيا انخفاض مستوى ذكاء الطلاب في المدارس المختلطة،واستمرار تدهور هذا المستوى وعلى العكس من ذلك تبين أن مدارس الجنس الواحد(غير المختلطة) يرتفع الذكاء بين طلابها.
2ـ إعاقة التفوق الدراسي :
لاحظالمختصون التربويون أن الاختلاط بين الطلاب والطالبات في المدارس يعوقالتفوق الدراسي! فعمدوا إلى فصلهم في عد من المدارس كتجربة فماذا كانتالنتيجة؟ كشفت النتيجة أن البنين عندما يتم فصلهم عن البنات .. يحققوننتائج أفضل في شهادة الثانوية العامة وأثبتت التجربة الفعلية والنتائج التيأسفرت عنها: أن عدد البنين الذين نالوا درجات مرتفعة تزايد أربع مرات علىما كان سيكون عليه الحال لو أن الفصل كان مختلطًا.
وقد أظهرت دراسة بمعهد (كيل) بألمانيا أنه عندما حدث انفصال .. كانت البنات أكثر انتباهًا، وأصبحت درجاتهن أفضل كثيرًا .
وذكرتالدكتورة (كارلس شوستر) خبيرة التربية الألمانية أن توحد نوع الجنس فيالمدارس (البنين في مدارس البنين والبنات في مدارس البنات) يؤدي إلىاستعلاء روح المنافسة بين التلاميذ أما الاختلاط فيلغي هذا الدافع.


3-أنالاختلاط سبب لانشغال كل جنس بالآخر عن العمل أو الدراسة؛ فهو أبدًا يفكرفيه، ويكرس عقله وجهده في كيفية الوصول إليه، وقد أثبتت كثير من الدراساتالحديثة أن من أهم أسباب ضعف التحصيل الدراسي في المدارس المختلطة انشغالكل جنس بالجنس الآخر.
يقول أحد الأطباء الغربيين: "عندما تتحرك الغريزةالجنسية لدى الإنسان تُفرز بعض الغدد هرمونات تتسرب في الدم إلى أن تصل إلىالدماغ فتخدره فلا يصبح قادرًا على التفكير والتركيز الصافي".
إنهاخطوات مدروسة  الهدف منها تحطيم هذه الأمة ووأد أي محاولة للنهوض بها، إنمحاولة تغريب المرأة المسلمة  ليست فصلاً واحدًا، لكنها فصول متتابعةوخطوات محسوبة من البداية وحتى النهاية، ومن أراد أن يعرف ما هو الفصلالتالي له، فلْيراقب ذلك في بلدٍ مجاور سبقه في فصول تغريب المرأة، ومنأراد أن يعرف ثمار ذلك كله، فيطالع الدراسات التي أجراها الغرب حول المرأةليتبين له أي محرقة تُراد فتياتنا.

مفكرة الإسلام