logo

استراتيجية الولايات المتحدة تجاه إيران تتآكل أمام واقع جديد يتشكل في الشرق الأوسط


بتاريخ : الاثنين ، 26 جمادى الأول ، 1447 الموافق 17 نوفمبر 2025
 استراتيجية الولايات المتحدة تجاه إيران تتآكل أمام واقع جديد يتشكل في الشرق الأوسط

أكدت صحيفة واشنطن بوست أن الولايات المتحدة ما تزال تفتقر إلى استراتيجية شاملة في التعامل مع إيران، رغم الضربات التي نفذتها إدارة الرئيس دونالد ترامب ضد مواقع نووية إيرانية خلال الصيف الماضي، والتي يصرّ ترامب على أنها

 أكدت صحيفة واشنطن بوست أن الولايات المتحدة ما تزال تفتقر إلى استراتيجية شاملة في التعامل مع إيران، رغم الضربات التي نفذتها إدارة الرئيس دونالد ترامب ضد مواقع نووية إيرانية خلال الصيف الماضي، والتي يصرّ ترامب على أنها "دمرت البرنامج النووي بالكامل". وترى الصحيفة، في مقال رأي موسّع، أن هذه الضربات لم تمنح واشنطن سوى "وقت إضافي" دون تحقيق اختراق حقيقي.

وتشير الصحيفة إلى أن المسار الأمثل لاحتواء إيران يقوم على ثلاثة عناصر مترابطة: الإبقاء على تهديد عسكري موثوق، مواصلة الضغط الاقتصادي، والإعلان عن استعداد حقيقي للتفاوض. كما تدعو الإدارة الأمريكية إلى توجيه تحذير صريح للصين بشأن بيع الأسلحة المتطورة لطهران، لما قد يحمله ذلك من تداعيات سلبية على علاقاتها مع الولايات المتحدة والدولة العبرية والدول الخليجية.

وتحذّر واشنطن بوست من أن حربًا ثانية مع إيران ليست حتمية، لكنها تبقى احتمالًا قائمًا ما لم تُدعَم الدبلوماسية بقدرة ردع فعلية. وتلفت إلى أن التقارير الأخيرة للوكالة الدولية للطاقة الذرية تظهر منع إيران لمفتشي الأمم المتحدة من دخول مواقع استهدفتها الولايات المتحدة والدولة العبرية قبل خمسة أشهر، إضافة إلى امتناعها عن الكشف عن بيانات تخص كميات اليورانيوم المخصب بنسبة ٦٠٪. كما تُظهر صور الأقمار الصناعية أعمال بناء جديدة قرب منشأة "ناتانز"، ما يعزز المخاوف من استمرار طهران في تطوير برنامجها النووي.

وتضيف الصحيفة أن إيران تستغل انشغال روسيا في أوكرانيا لتعميق تعاونها العسكري مع الصين، في إطار صفقات تشمل أنظمة دفاع جوي ورادارات وطائرات مقاتلة، معتبرة أن هذا التعاون قد يمنح طهران قوة إضافية ويزيد من زعزعة استقرار المنطقة.

وترى الصحيفة أن إيران تخلت تدريجيًا عن التزاماتها النووية بعد إعادة فرض العقوبات الأمريكية، وأصبحت أكثر تشددًا في المفاوضات، خصوصًا بعد فشل خمس جولات من المحادثات وتدخلها العسكري الأخير إلى جانب الدولة العبرية. كما تشير إلى أن الرهان على الغضب الشعبي داخل إيران قد لا يكون استراتيجية فعالة، رغم الأزمة الاقتصادية الحادة وأزمة المياه، لأن السلطات تبذل جهودًا لامتصاص التوتر عبر تخفيف القيود على النساء في ما يتعلق بالحجاب وقيادة الدراجات النارية.

وتخلص واشنطن بوست إلى أن الأزمة مع إيران ما تزال قائمة، وأن تجنب صراع جديد يتطلب استراتيجية أمريكية أكثر وضوحًا، تجمع بين الدبلوماسية الصارمة والردع الجاد.