logo

اغتصاب وحرق الأحياء.. أطفال الروهينجا يروون أهوالا عن الاضطهاد بميانمار


بتاريخ : الأربعاء ، 27 ربيع الآخر ، 1438 الموافق 25 يناير 2017
اغتصاب وحرق الأحياء.. أطفال الروهينجا يروون أهوالا عن الاضطهاد بميانمار

لا يكاد يمر يوم دون أن تتكشف المزيد من الفظائع وعمليات الاضطهاد التي يتعرض لها المسلمون الروهينجا على أيدي السلطات في ميانمار، والتي طالت الجميع أطفالا وكبارًا، رجالا ونساء.

أطفال لا تتجاوز أعمارهم 12 عاما رأوا ذويهم يحرقون وهم أحياء وآخرون شاهدوا عمليات اغتصاب النساء، كانت هذه أبرز شهادات عدد من الفتيان والفتيات الروهينجا الذين قابلتهم صحيفة BenarNews في مخيمات اللاجئين في كوكس بازار جنوب شرق بنجلاديش.

ونقلت الصحيفة عن "تازمين خاتون" (11 عاما) قولها: "الجيش نقل أخي بعيدا وقتلوه، وأضرموا النار في منزلنا، وعذبوا النساء"، مستخدمة مصطلحا يشير إلى اغتصاب النساء.

وأضافت الفتاة التي تقيم الآن في مخيم "كوتوبالونج" للاجئين غير المسجلين في أوكيا: "اختبأنا في الغابة القريبة. ما زلت أرتعد خوفا عندما أفكر في ذلك. لا أستطيع النوم في الليل".

مأساة أخرى يرويها "زهور علي" (12 عاما) وهو لاجئ في مخيم كوتوبالونج، حيث قام أفراد الأمن بانتزاع شقيقيه الصغيرين من حضن والدته وألقوا بهم في ألسنة النار التي أشعلوها في منزلهم.

وتلتقط والدة زهور "رحيمة خاتون" (35 عاما) طرف الحديث قائلة: إن "زهور يبكي حتى أثناء النوم . أنا لا أعرف متى هو يشفى من هذا".

ونفس المأساة تعرض لها الشاب عبد الملك من مخيم يدا للاجئين في تيكناف، حيث يؤكد أن قوات الأمن رمت شقيقه التوأم في النار المشتعلة في منزل الأسرة "، مشيرًا إلى أنه تمكن من الفرار مع بقية أفراد أسرته بعد القفز إلى النهر عندما أطلقت قوات الأمن النار عليهم.

ولا تختلف كثيرًا مأساة "نظيم الدين" (12 عاما)، والذي توفيت أمه قبل عدة أشهر أثناء الولادة، يقول نظيم الدين، وهو يحتضن أخته الصغرى وأخوه محمد البالغ من العمر سنتين، إنه رأى والده يضرب ويعتقل من قبل أفراد الأمن في ميانمار منذ بضعة أيام، قبل أن يفر مع أربعة من أشقائه وأحد أعمامه عبر الحدود.

وقال مراسل الصحيفة إنه أجرى مقابلات مع 19 طفلاً على الأقل جميعهم كانوا شهداء على فظائع وانتهاكات لا يحتملها سنهم الصغير، قبل أن ينجحوا مع من تبقى من ذويهم من الفرار وعبور الحدود إلى بنجلاديش.

وتشير تقارير الأمم المتحدة، إلى أن عمليات الاضطهاد التي تمارسها حكومة ميانمار بحق مسلمي الروهينجا في إقليم أراكان غربي البلاد، أدت إلى تشريد أكثر من 87 ألف منهم (66 ألف شخص عبروا الحدود إلى بنجلاديش، فيما نزح 21 ألف شخص آخرين داخليًا في الجزء الشمالي من ولاية أراكان).

وتحدث آلاف الروهينجا الفارين من ولاية أراكان إلى بنجلاديش، عن تجاوزات ارتكبها الجيش تتضمن الاغتصاب الجماعي والقتل والتعذيب.

وكشف تحقيق استقصائي أجرته صحيفة "BenarNews" الأسبوع الجاري عن تفاصيل مروعة لمأساة نساء الروهينجا، وأظهر أن واحدة من بين كل ثلاث نساء فارين من ميانمار (بورما)، قابلتهم الصحيفة، في مخيمات اللاجئين في بنجلاديش تعرضت للاغتصاب من قبل قوات الأمن البورمية.

وكشف اللاجئون عن مجموعة واسعة من الانتهاكات، بما في ذلك إحراق منازلهم ومواشيهم، والضرب، وقتل أسرهم، وقالوا إن الجناة غالبا ما كانوا يأتون ليلا، سواء كانوا أعضاء في الجيش أو في "ناتالا"، وهي قوة عسكرية شبه نظامية.

ويعيش نحو مليون من مسلمي الروهينجا في مخيمات أراكان، بعد أن حُرموا من حق المواطنة بموجب قانون أقرته ميانمار عام 1982، إذ تعتبرهم الحكومة مهاجرين غير نظاميين من بنجلاديش، في وقت تصنفهم الأمم المتحدة "الأقلية الدينية الأكثر اضطهادا في العالم".

ويوم الخميس الماضي، طالب رئيس الوزراء الماليزي، نجيب عبد الرزاق، بالوقف الفوري للقتل وعمليات الاغتصاب التي تتم بحق النساء والفتيات الروهينجا، معتبرًا أن ميانمار تضطهد أقلية الروهينجا فقط لأنهم مسلمون.