logo

دروس المساجد بين المنهجية والعفوية


بتاريخ : الأحد ، 27 محرّم ، 1440 الموافق 07 أكتوبر 2018
دروس المساجد بين المنهجية والعفوية

إن مكانة المسجد في المجتمع الإسلامي تجعله مصدر التوجيه الروحي والمادي، فهو ساحة للعبادة، ومدرسة للعلم، وندوة للأدب، وهو، أيضًا، بوتقة تنصهر فيها النفوس، وتتجرد من علائق الدنيا وفوارق الرتب والمناصب، وحواجز الكبر والأنانية، وسكرة الشهوات والأهواء، ثم تتلاقى في ساحة العبودية الصادقة لله عز وجل.

ولا يخفى على أحد ما للدروس في بيوت الله من أثر بالغ على المستمعين، خاصةً إذا أحسن الداعي أو إمام المسجد إلقاءها، وقام بإعدادها إعدادًا جيدًا، وخرجت من قلبه لا من لسانه فحسب، فإنه سيجد لها أثرًا طيبًا في نفسه، وعلى من يدعوهم، وستتعمق الصلة بينه وبينهم.

فوائد الدروس المسجدية:

1- ربط حياة الحاضرين بالمسجد، والعيش في أجوائه؛ حيث نزول السكينة، وغشيان الرحمة على الجالسين؛ كما جاء في الحديث.

2- فرصة للداعي أن يوطد علاقته مع الجميع دون استثناء، والتعرف على أحوالهم ودعوتهم للهدى، والالتزام بمعاني الدين الحنيف، خاصةً في بلاد يخفت فيها نور الإسلام.

3- يمَكِّن الدرسُ الداعيةَ في أن يتدرج مع من يدعوهم، ويعلمهم أحكام الدين وآداب الشريعة؛ حتى يرتقي بهم إلى التقوى والاستقامة على الطاعة، فيكونوا أداة خير في صلاح المجتمع(1).

قد يعمد بعض الأئمة إلى الدروس المنهجية المنظمة، والتي تؤدي نتائج إيجابية طيبة، وثمرة علمية قيمة؛ كما هو حال السلف في تدريس العلوم الشرعية.

وهناك رؤية أخرى لبعض الأئمة، وهو الدرس الارتجالي العفوي، الذي لم يسبق له إعداد أو تحضير، وبرغم كونه مؤثرًا في بعض الحالات، إلا أنه في أحيان كثيرة يفتقد إلى الرؤية الصحيحة والمعلومة المنضبطة.

وعلى الرغم من أن الارتجالية في الدرس كانت لدى بعض الدعاة السابقين لها أسبابها ومبرراتها، فهم كانوا على درجة عالية من العلم والفهم، وكانت البديهة لديهم حاضرة، إلا أنهم لم يعتمدوا على ذلك في تعليم الناس وتوجيههم.

فالعفوية في الدرس لحاجة الناس قد يضطر إليها الإمام؛ لحادث مفاجئ، أو مشكلة وقعت، أو غير ذلك، ولكن لا ينبغي أن تكون هي السائدة في مساجدنا، وإلا أصبحنا ندور في ساقية لا ندري متى نصل وماذا نريد.

إن المنهجية العلمية مطلب هام في دروس المساجد، يعرف المرء من خلالها ماذا يريد أن يقول، وماذا يريد أن يفعل؛ بل وماذا يريد من الناس أن يفعلوا اليوم، وماذا يريد منهم بعد مدة من الزمان.

والمنهجية العلمية هي أقوى أسباب نجاح الداعية وجذب الناس إليه، وعامل هام في النهوض بالأمة من حملة التجهيل المتعمدة لأبنائها، وهي حائط السد في وجه الدجالين والكذابين الذين يدعون زورًا وبهتانًا أنهم دعاة إلى الله وهم من حزب الشيطان، وعملاء للغرب الكافر والشرق المنحل، تفتح أمامهم القنوات، وتذلل لهم الصعاب لينشروا سمومهم في جسد الأمة المكلوم.

فلا يصد هؤلاء الدجالين إلا العلم المنهجي الرزين، وتأصيل العلوم في عقول أبناء الأمة؛ ليستطيعوا تمييز الغث من السمين، والخبيث من الطيب.

ودروس المساجد في العلم والتزكية منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فعن أبي سعيد الخدري أن معاوية رضي الله عنه خرج على حلقة في المسجد فقال: «ما أجلسكم؟»، قالوا: «جلسنا نذكر الله»، قال: «آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟»، قالوا: «والله، ما أجلسنا إلا ذاك»، قال: «أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، وما كان أحد بمنزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم أقل عنه حديثًا مني، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال: (ما أجلسكم؟) قالوا: (جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام، ومَنَّ به علينا)، قال: (آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟) قالوا: (والله، ما أجلسنا إلا ذاك)، قال: (أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة)»(2).

وعن عقبة بن عامر قال: «خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصُّفَّة، فقال: (أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان، أو إلى العقيق، فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطع رحم؟)، فقلنا: (يا رسول الله، نحب ذلك)، قال: (أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم، أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل، خير له من ناقتين، وثلاث خير له من ثلاث، وأربع خير له من أربع، ومن أعدادهن من الإبل)»(3).

وقد قام المسجد بدوره التعليمي منذ أيامه الأولى، هذا الدور الذي أوضحه وبينه رسول الله في حديثه ليفرق بينه وبين البعد الشعائري، من إقامة الصلوات في المساجد.

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده»(4).

ويؤكد ابن باديس هذا المعنى بقوله: «المسجد والتعليم صنوان في الإسلام من يوم ظهر الإسلام، فما بنى النبي صلى الله عليه وسلم يوم استقر في دار الإسلام بيته حتى بنى المسجد، ولما بنى المسجد كان يقيم الصلاة فيه، ويجلس لتعليم أصحابه، فارتبط المسجد بالتعليم كارتباطه بالصلاة، فكما لا مسجد بدون صلاة كذلك لا مسجد بدون تعليم، وحاجة الإسلام إليه كحاجته إلى الصلاة، فلا إسلام بدون تعليم، ولهذه الحاجة مضى النبي صلى الله عليه وسلم على عمارة المسجد بهما، فما انقطع عمره كله عن الصلاة وعن التعليم في مسجده، حتى في مرضه الذي توفي فيه، ثم مضى المسلمون على هذه السُّنّة في أمصار الإسلام يقفون الأوقاف على المساجد للصلاة والتعليم، ومن أظهر ذلك وأشهره اليوم: الجامع الأزهر، وجامع الزيتونة، وجامع القرويين»(5).

قال ابن القيم رحمه الله: «الواجب على كل عبد أن يعرف ما يخصـه من الأحـكام، ولا يجب عليه أن يعرف ما لا تدعـوه الحاجـة إلى معرفته، وليس في ذلك إضاعة لمصلحة الخلق، ولا تعطيل لمعاشهم؛ فقد كان الصحابة رضي الله عنهم قائمين بمصالحهم ومعاشهم، وعمارة حروثهم، والقيام على مواشيهم، والضرب في الأرض لمتاجرهم، والصفق بالأسواق، وهم أهدى العلماء الذين لا يُشق في العلم غبارهم»(6).

وقوله تعالى: {وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ} فهو تحديد دقيق لرسالة بيوت الله التي أُنيطت بها، وأقيمت من أجلها؛ بحيث لا يسوغ التخلي عنها بحال، وكل ما يتصل بها يجب استعباده في جميع الأحوال، ولذلك نهي عن التحدث فيها باللغو والرفث والخنى، ونهى عن إنشاد الشعر في جنباتها إذا كان لا يتضمن ثناءً على الله ورسوله، ولا يؤدي غرضًا شرعيًا ملائمًا لأغراضها، ونهى عن البيع والشراء داخلها، ونهى عن مباشرة الخصومات والمحاكمات والمشاجرات ورفع الأصوات بين جدرانها، ونهى عن المبيت والنوم بها إلا عند الضرورة القصوى لغريب أو عابر سبيل، وقد كان عمر رضي الله عنه يفتش المسجد بعد العشاء فلا يترك فيه أحدًا، كل ذلك حرصًا على أن تظل بيوت الله مقصورة على ما أنشئت من أجله، ألا وهو ذكر الله وتمجيده وتنزيهه، والتعريف بمظاهر قدرته وحكمته، وتبليغ الرسالة الإلهية المتضمنة لهدايته، والدعوة إلى عبادته وطاعته، وتمكين النوع الإنساني من بلوغ سعادته.

وواضح أن الأمور التي نهى عنها الشرع في هذا المقام كلها منافية لذكر الله، لأنها تشوش على الذاكرين والذاكرات ذكرهم، فلا يطمئن لهم بال، وتصرف فكرهم عن الاستغراق والتأمل فيما لله من نعوت الجلال والجمال(7).

ورغم انتشار التعليم النظامي اليوم إلا أنه لا يزال للمسجد دوره المهم في التعليم الشرعي، وينبغي أن يبقى كذلك؛ بل يطوّر ويتوسع فيه.

وقد استمر المسجد في التطور والنمو وأداء دوره جيلًا بعد جيل؛ ليؤدي مهامه في صناعة الحياة، وليصبح أحد أهم الجامعات والمنارات العلمية والفكرية الرائدة, والأمثلة كثيرة نذكر منها جوامع الألف، والتي سميت كذلك لأنه مضى على تأسيسها أكثر من ألف عام؛ مثل جامع عمرو بن العاص في قلب الفسطاط، وهو مهد الحركة العلمية في مصر، وقد شهد مئات الزوايا العلمية, وهناك جامع المنصور ببغداد, وجامع القرويين في فاس بالمغرب، والذي امتاز بالنظام التعليمي الجامعي وطرق التدريس فيه، فكان له شروط دقيقة للتعيين، ووظائف التدريس وتخصيص كراسي الأستاذية، والإجازات الفخرية, وكان له مساكن جامعية خاصة للطلبة والأساتذة، فضلًا عن المكتبات المتخصصة للدارسين الجامعيين، والتي كانت مقصد المسلمين وغير المسلمين من شتى أنحاء العالم، وخاصة من أوروبا؛ أمثال القس غربرت دورياق الذي أصبح بابا روما.

أما في جامع الزيتونة بتونس، والذي أبدع في شتى مجالات العلوم النقلية والعقلية، وكانت مكتبته العامرة تضم ما يزيد عن مائتي ألف مجلد, وكذلك كان حال الجامع الأزهر، الذي بدأ كغيره من المساجد لإقامة الشعائر التعبدية، ولكنه سرعان ما أصبح جامعة يدرس فيها العلوم المختلفة، وتخرج فيها علماء عمالقة في كل مجالات الحياة(8).

لقد ارتبطت بالتعليم في المساجد مشكلات عدة، أثّرت سلبًا على دوره في التعليم، ومنها:

1- غياب التجانس بين المتعلمين:

المتعلمون في درس المسجد متفاوتون في سنهم، وتحصيلهم الدراسي، ومستواهم العلمي؛ مما ينبغي للإمام أن يراعي هذه الفروق الفردية والاختلاف الواضح بين رواد المسجد.

2- ضعف التخطيط للمناهج:

تتمثل مناهج التعليم في المسجد في الأغلب في أحد كتب التراث المتخصصة في مجال من مجالات العلوم الشرعية، وهى في الأغلب كتب معتمدة عند أهل التخصص، لكن المشكلة تكمن في أن معظم المتعلمين تدفعهم لحضور هذا الدرس أو ذاك عوامل أخرى؛ كقرب المكان من مقر إقامتهم، أو مصاحبة بعض زملائهم، أو سمعة الشيخ الملقي للدرس ومكانته، وقلما توجد برامج يُخطط لها بصورة متكاملة، تلبي احتياجات المتعلمين في التخصص.

ولهذا يقع العبء الأكبر على الإمام، مستعينًا بأهل الخبرة والعلم في وضع خطط منهجية للارتقاء العلمي والديني والثقافي بمستمعيه.

3- طول مدة الدرس:

يكثر في التعـليم في المسـاجد استمـرار الدرس في موضوع واحد أو كتاب محدد لعدة سنوات؛ نتيجة لقلة الوقت المتاح، الذي يمثّل ساعة في الأسبوع في الغالب، ولتوسع الشيخ واستطراده في التفاصيل.

وطول مدة الدرس لها آثار عدة، منها:

- عدم إكمال عدد كبير من المتعلمين للدرس.

- الملل واليأس لدى كثير من المتعلمين، وبالأخص مَن لا يملكون دافعية عالية.

- ضعـف الترابط في المعرفة والنسيان نتيجة امتداد الدرس على سنوات عديدة.

- الخلل في انتظام كثير من المتعلمين.

وثمة تجارب جيدة بدأت في عدد من المساجد تُعنَى بالتركيز، وتُقدّم معالجات لهذه المشكلة، وتشهد إقبالًا جيدًا من المتعلمين، وهي بحاجة للتوسع والتعميم.

4- ضعف تقويم المتعلمين:

تقتصر الدروس في المساجد في الأغلب على التلقي، وربما يتضمن بعضها قدرًا من النقاش والحوار مع المتعلمين، لكنها تفتقد إلى التقويم، الذي يدفع المتعلم إلى العودة إلى ما تعلمه لمراجعته، ويعطي كلًا من المتعلم والشيخ نتيجة عما تم تحقيقه.

ويقتصر التقويـم في الأغلب على انطباعات الملقي أو المتعلمين، وتتمثل أساليبه في عدد الحضور، وأسئلتهم، وإجابة بعضهم ومشاركتهم أثناء الدرس.

وعلى الرغـم مما حقّقه التعـليم في المساجـد فهو بحاجـة إلى مزيد من التقويم، وحتى يحقق هـذا التقويم أهدافه لا بد أن يتم من خلال أدوات ووسـائل علمية موضـوعية، ولن يكفي في ذلك الاقتصار على الآراء الشخصية، فهي، مهما علا شأن أصحابـها، لا يمكن أن ترقى إلى منـزلة التقويم العلمي.

ويحتاج التعليم في المساجد إلى تطوير أدوات ووسائل وبدائل عديدة، وإلى مزيد من التأهيل التربوي للمشرفين عليه والقائمين على برامجه، وإلى تخطيط علمي(9).

ما ينبغي لإمام المسجد أن يتبعه في دروسه:

بعض الأمور الهامة التي يجب على المدرس أن يراعيها في درسه ومواعظه؛ ليكون ناجحًا في إلقائه وأسلوبه، أشرنا إليها في بحوث سابقة ليتم الكلام والفائدة:

1- ألا يسرع في حديثه؛ بل يتأنى ويتمهل، وألا يرفع صوته؛ لأن موضع ذلك الخطبة لا الدرس، وقد كان من هديه صلى الله عليه وسلم أنه إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثًا حتى تفهم عنه(10)، وهذا الأسلوب النبوي له فوائد؛ حيث يعطي فرصةً للداعي في أن يتذكر بقية الحديث، أو تظهر له فائدة، وفيه فائدة للسامع ليستوعب ما يلقى إليه.

2- أن يستعمل من الشواهد ما يحتاج إليه بالقدر المطلوب، ولا يكثر حتى لا يحتاج إلى التكرار في مواعظه اللاحقة.

3- الوضوح وتمام البيان هو الغاية من الدروس ليتمكن السامع من العمل والتطبيق؛ ولذلك يحذر الداعية من الأحاديث المتشابهة دون تسليط الضوء عليها، وبيان ما يفسرها من أحاديث أخرى؛ ومثاله حديث: «من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة»(11)، فيظن السامع أن قولها كاف، والحقيقة أن كلمة التوحيد لها شروط جاء تفسيرها في أحاديث عدة.

4- يفضل ألا يتجاوز الدرس في المقدار الزمني نصف الساعة؛ لأن إطالة الدرس يورث الملل والسآمة، إلا إذا أضفى عليه ما يشوق، ورأى في الحاضرين رغبةً إلى ذلك، المهم أن تكون الدروس هادفةً غير طويلة مملة، ولا قصيرة مخلة، إذا سمعها الجالس جنى منها الفائدة بسهولة.

5- الارتجالية في إلقاء الدرس وجاهزية المادة وقعه على النفس كبير، وليتمكن من مراقبة أحوال المستمعين، ولا يشغله عما يحدثهم شاغل.

6- المبادرة إلى التطبيق والعمل أفضل وسيلة للتأثير وحمل المدعوين إلى العمل، وهذه آفة دعاتنا اليوم، إلا من عصم الله، فترى بعضهم يحذر من الغيبة والنميمة وهو على رأس من يقعد في مجالس اللغو، وينهاهم عن البخل وجمع المال واكتنازه وهو يخاصم ويعادي على الدرهم والدينار، وفي تلك الحالة لن تجد له آذانًا صاغية؛ بل يكون سببًا للنفور والبعد عن الدين، والله المستعان.

7- التلطف والرأفة بمن يدعوهم، وألا تكون عنده روح الاستعلاء والتفضل على من يدعوهم، وكأنه مسلط عليهم، أما هو فمبرأ من العيوب، ومن شأن ذلك أن يجعله في معزل عن محيطه، وربما سبب فعله هذا هجر المساجد بسبب أفعاله وتصرفاته السيئة(12).

إن المسجد الذي خرج أطفال الصحابة والسلف الصالح لقادر اليوم على أن يخرج أمثالهم، إذا وجه الآباء والأمهات أطفالهم نحو المسجد، ترغيبًا وتشجيعًا لا تنفيرًا أو إرغامًا، حتى يتمكن المسجد من أداء رسالته، هذا إذا أراد المسلمون تربية صحيحة لأبنائهم، وغرس الإيمان في نفوسهم، وإذا أرادوا حقًا معالجة أي انحراف لا بد من إحياء رسالة المسجد ودوره التعليمي التربوي، فمنه المبتدأ وإليه المنتهى، قال تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلّا اللهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ} [التوبة:18].

إن ضعف دور المسجد هو انعكاس لضعف الأمة الإسلامية، ولن تكون الصحوة الإسلامية إلا عندما يقوم المسجد بدوره الشامل، ويرتقي بأساليبه ووسائله التربوية والتعليمية بما يتناسب مع احتياجات العصر ومقتضياته؛ ليعود للمسجد دوره في نشر العلوم؛ بل ويعود منارة ومقصدًا علميًا.

***

_______________

(1) كيفية صناعة الدروس، شبكة الألوكة.

(2) أخرجه مسلم (2701).

(3) أخرجه مسلم (803).

(4) أخرجه أبو داود (1455).

(5) آثار ابن باديس (3/ 325).

(6) إعلام الموقعين (2/ 182).

(7) التيسير في أحاديث التفسير (4/ 279).

(8) المساجد ودورها التعليمي عبر العصور، شبكة الأخبار العربية.

(9) المنهجية في التعليم الشرعي، الشبكة الإسلامية.

(10) أخرجه البخاري (95).

(11) أخرجه الترمذي (2638).

(12) كيفية صناعة الدروس، شبكة الألوكة.