logo

يفرون من الموت إلى الموت.. الأوبئة والأمراض تفتك بنازحي الموصل


بتاريخ : الثلاثاء ، 29 جمادى الآخر ، 1438 الموافق 28 مارس 2017
يفرون من الموت إلى الموت.. الأوبئة والأمراض تفتك بنازحي الموصل

حذر حقوقيون وأطباء من الأوضاع الكارثية التي يعيشها النازحون الفارون من ساحل مدينة الموصل الأيمن إلى مخيمات الإيواء البدائية، في ظل تفشي الأمراض والأوبئة بينهم، نتيجة المياه الملوثة وقلة العناية الطبية وشح الأدوية، فضلا عن فساد بعض المسؤولين الذين يتلاعبون بمساعدات النازحين.

ووفقًا للأرقام الحكومية فإن أكثر من 214 ألف شخص، معظمهم أطفال ونساء، نزحوا من الجانب الأيمن للمدينة بعد تصاعد الاشتباكات والمعارك، وقطع معظمهم مسافات طويلة سيرًا للوصول إلى المخيمات التسعة المخصصة للنازحين.

واضطر عشرات الآلاف منهم إلى المبيت في هياكل ودور فارغة أو معسكرات قديمة للجيش، وسكن بعضهم وديان الموصل، وسط عجز الحكومة والأمم المتحدة عن إنقاذهم أو توفير حياة كريمة لهم.

وتشير تقارير حكومية عراقية، إلى أن نحو 60% من النازحين بحاجة إلى علاج وتغذية سريعة، حيث أصيب ما لا يقل عن 20 ألفا منهم بجروح خلال رحلة الفرار، بجانب معاناة أكثر من 100 ألف شخص من سوء التغذية الحادة نتيجة المجاعة التي تعرضوا لها، خلال الأسابيع الأربعة التي سبقت الهجوم على المدينة نتيجة حصارها من قبل الميليشيات الشيعية والقوات الحكومية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

ونقلت صحيفة "العربي الجديد" عن رئيس منظمة السلام لحقوق الإنسان "محمد علي"، قوله إن وضع النازحين كارثي في محيط الموصل، "حيث تنتشر الأمراض الجلدية والتنفسية بين الأطفال، وينتظر الجرحى والمرضى نتيجة عدم كفاية عدد الأطباء"، موضحًا أنه "بمعدل عام، فإن بين كل ألف نازح طبيبا واحدا، مشيرًا إلى إطلاق حملة لحث الأطباء على زيارة المخيمات وتقديم المساعدة للنازحين.

وكشف "علي" أن مأساة النازحين لم تتوقف عند العجز في عدد الأطباء بل وصلت إلى "سرقة بعض أدوية النازحين، والتلاعب بالطعام المقدم إليهم، رغم أن أموال الطعام والأدوية جاءت كمساعدات دولية وعربية، وأصابع الاتهام تشير إلى مسئولين في وزارتي الصحة والهجرة".

وأكدت مصادر من دائرة صحة "نينوي" تفشي "أمراض الجرب والكوليرا والتيفوئيد والتهاب الكبد الفيروسي في المخيمات"، وأرجعت مصادر طبية عراقية تفشي هذه الأوبئة والأمراض بين النازحين إلى تلوث المياه وانتهاء مفعول بعض الأطعمة المعلبة وشح الأدوية وقلة العناية الطبية وسوء الخيام الموزعة عليهم.

واعتبر النائب في البرلمان العراقي، علي المتيوتي، أن مخيمات النزوح "وصمة عار في جبين الأمم المتحدة"، متهمًا دائرة صحة نينوى بالغياب التام عن أداء واجباتها.

وشدد بدوره على وضع النازحين المأساوي قائلا في تصريح لمحطة تلفزيون محلي: إن "الجانب الأيمن من الموصل لا يوجد فيه ماء للشرب، والمناطق المحررة في المدينة لم تصلها الخدمات حتى الآن".

وحمل حقوقيون، الحكومة العراقية، مسئولية هذه الأوضاع الكارثية لعدم وضعها خطة للتعامل مع مأساة النازحين خلال معركة استعادة الموصل، ما سبب اكتظاظاً في المخيمات وانتشاراً للأوبئة والأمراض.

ورأى الحقوقي فاضل جمعة، أن "خطورة انتشار الأوبئة والأمراض بين الأهالي، سواء المحاصرون في الجانب الأيمن أو في المناطق المحررة، أو النازحون في المخيمات، كارثة يجب أن توضع لها حلول عاجلة، وأن ترسل فرق طبية متخصصة لمعالجة المصابين".

وندد جمعة بالحكومة العراقية مؤكدًا أنها "ليست لديها خطة لإغاثة النازحين، فلا يوجد دواء ولا طعام ولا مياه صالحة للشرب ولا مخيمات للإيواء، والناشطون لا يملكون تقديم المساعدات، لعدم وجود أي دعم حكومي أو دولي".

من جانبهم، أكد نازحون من الموصل أنهم اضطروا إلى شرب مياه الأمطار من البرك، بعد أن أجبروا على المبيت عدة ليال في العراء، لعدم وجود ما يكفي من المخيمات لإيوائهم، ما سبب انتشار الأمراض، خاصة بين الأطفال.

وكالات