logo

نازحو الموصل.. تلاحقهم المعاناة أينما حلوا ويدفعون ثمن الحرب مضاعفًا


بتاريخ : الأحد ، 6 جمادى الآخر ، 1438 الموافق 05 مارس 2017
نازحو الموصل.. تلاحقهم المعاناة أينما حلوا ويدفعون ثمن الحرب مضاعفًا

تفرق أهالي الموصل شمالي العراق بين نازحين يكابدون معاناة المخيمات، وآخرين ظلوا في المدينة تحت القنابل وخطر الطائرات المسيرة في الجانب الشرقي المستعاد حديثا من قبل القوات العراقية.

وهنا، يدفع أهالي الموصل ثمن الحرب على "تنظيم الدولة" مرتين، فمن بقي منهم بالمدينة تنهال على رؤوسهم القذائف والقنابل، ومن نجح في الخروج منها يعاني الأمرَّيْن؛ فلا خيام تقيهم قسوة البرد ولا طعام يسد جوعهم.

ولا يختلف الأمران كثيرا، فالمخيمات المنتشرة في شرق الموصل على الأطراف تحوي أكثر من 14 ألف عائلة -حسب مصدر رسمي- يعانون نقصا في الخدمات الأساسية ومنعا من الخروج إلا للضرورة.

ويقطع الفارون من غربي الموصل إلى جنوبها -وهم بالألوف- مسافة عشرة كيلومترات سيرا على الأقدام تحت المطر، رغبة في الوصول إلى مناطق تخضع لسيطرة القوات العراقية، أو الوصول إلى المخيمات الآمنة.

وينتظر من دفعتهم ظروف الحرب إلى الفرار من ديارهم نقلهم إلى مخيمات اللاجئين في جنوبي الموصل المكتظة أصلا.

وعلى أمل العودة، يحرص ساكنو المخيمات على تسجيل أسمائهم لدى إدارة المخيم طلبا للعودة إلى شرق الموصل رغم الخروقات الأمنية والخدمات الهزيلة فيها، إذ يتوجب على النازح أن يسجل اسمه وينتظر عشرة أيام على الأقل حتى يسمح له بالعودة، حسب مقيم بمخيم الخازر (40 كلم شرق الموصل) يدعى سالم.

من جهة أخرى، اختار العديد من النازحين التريث في العودة إما لفقدان منازلهم جراء الحرب وإما لحاجتهم لخدمات طبية لا تتوفر شرقي المدينة.

ومنذ أن بدأت القوات العراقية حملتها العسكرية لاسترداد المدينة من قبضة تنظيم "داعش" في 19 فبراير الماضي، لاذ عشرات الألوف من المدنيين بالفرار من غرب الموصل.

وانضم إلى هؤلاء ثلاثة آلاف آخرون في أحدث موجة نزوح من حيي المأمون وتل الرمان (غربي المدينة).

من جانبه، يرى الصحفي أحمد الدباغ المقيم في الموصل أن الوضع الأمني هو العائق الأكبر أمام استقرار الوضع في المدينة.

ويوضح الدباغ أن المدنيين قلقون جدا من الطائرات المسيرة التابعة لتنظيم "داعش" والتي تصل إلى عمق خمسة كيلومترات داخل الجانب الشرقي وتلقي قنابل صغيرة توقع ضحايا من المدنيين بشكل شبه يومي، فضلا عن قنابل الهاون التي يطلقها التنظيم من الجانب الغربي وهجمات انتحارية تحصل بين الحين والآخر.

وما بين تقاعس حكومة بغداد وعجز المنظمات المحلية منها والدولية، تزداد أحوال النازحين في المخيمات سوءًا يوما بعد يوم.

ووسط هذه الأجواء، لم يجد وزير الهجرة العراقية جاسم محمد الجاف بُدّا من توجيه سهام النقد إلى الأمم المتحدة؛ بسبب ما يراه تقصيرا من جانبها في مساعدة مواطني بلده.

ولم يشر الوزير العراقي إلى دور حكومته -وهي المعنية الأولى بالأزمة- في إغاثة رعاياها على الرغم من أن التحضير للمعركة بدأ قبل نحو عام.

فيما يرصد ناشطون مدنيون ضعف الجهود الخدمية والأمنية المقدمة من قبل الحكومة المحلية والمركزية تجاه المناطق المستعادة، ووصفوها بالترقيعية، مشيرين إلى قصور واضح للدوائر الخدمية في مقابل الوضع الذي يطغى عليه الدمار.

من جهتها، أكدت المنظمة الدولية أن تقديم المساعدات في طليعة أولوياتها، وأنها تعمل بأسرع ما يمكن لمساعدة النازحين.

وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، فإن أكثر من 190 ألف مدني نزحوا من الموصل حتى الآن.

وكانت القوات العراقية استردت الجزء الشرقي من الموصل في يناير الماضي بعد مئة يوم من القتال الضاري، قبل أن تشن هجومها على الأحياء الواقعة على الضفة الغربية من نهر دجلة في 19 فبراير.

وكان الجانب الشرقي من الموصل شهد إعادة افتتاح المدارس و الأسواق والمطاعم والمقاهي بعد أيام من استعادتها، إلا أن انتشار عمليات السرقة ووجود خلايا مسلحة هاجمت مطاعم ومناطق تجمع لعناصر أمن أربك الوضع ووضع المواطن في خانة الخوف من المستقبل.

وحتى ذلك الحين، ليست ثمة بارقة أمل تلوح في الأفق، ويبدو أن على هؤلاء الانتظار أسابيع وربما شهورا قادمة.

وكالات