مدارس وجامعات "مالاوي" تصر على حظر الحجاب
تصر المدارس والجامعات في جمهورية مالاوي الواقعة شرقي القارة الأفريقية على الاستمرار في حظر ارتداء الحجاب للمعلمات والطالبات المسلمات في المدارس المسيحية المدعومة من قِبل الدولة رغم سماح الحكومة لهن بارتداء الحجاب في المدارس بشكل عام .
ويصل عدد سكان مالاوي إلى 19 مليون نسمة، أغلبيتهم من المسيحيين (68%)، فيما يشكّل المسلمون فيها 25% من إجمال التعداد السكاني.
ومنذ أن نالت مالاوي استقلالها عن الاحتلال البريطاني في 6 يوليو عام 1964، والقيادة السياسية والمدارس المسيحية لم تمنح الحرية الدينية للمدرسات والطالبات المسلمات.
ولا يُسمح للمدرسات العاملات في المدارس المسيحية، والطالبات اللواتي يواصلن مسيرتهن التعليمية في هذه المدارس، بدخول مبنى المدرسة وهن محجبات، رغم أنّ المدرّسات يتم تعيينهن من قِبل الدولة، ويقبضن أجور عملهن منها.
ورغم سماح الحكومة المالاوية للمدرسات والطالبات المسلمات بارتداء الحجاب في المدارس بشكل عام، غير أنّ اجتماعاً جرى الشهر الماضي بين مؤتمر الأساقفة الملاويين ومجلس كنائس ملاوي، انتهى بقرار يؤكد استمرار حظر ارتداء الحجاب في المدارس المسيحية بالبلاد.
وكانت الحكومة المالاوية وجهت نداء العام الماضي إلى المدارس المدعومة من قِبلها، دعتها فيه إلى السماح للمدرسات والطالبات المسلمات بارتداء الحجاب.
وعلى الرغم من ذلك، فإنّ المدارس الابتدائية والإعدادية والجامعات المسيحية في هذا البلد، تصر على عدم الاستجابة لطلب الحكومة، الأمر الذي أدّى إلى انفعال كبير داخل المجتمع الإسلامي في مالاوي.
وفي حديث مع "الأناضول" قالت المدرسة هاتا محمدي: إنّ حظر الحجاب في المدارس المسيحية يعدّ اعتداءً على حقوق ملايين المسلمين الذين يعيشون في مالاوي، رغم أنّ المدرسات لا يفرّقنا بين مسلم ومسيحي.
وأضافت محمدي أنّ المدرسات والطالبات المسلمات يعانين منذ زمن طويل من هذا الحظر، ويطالبن بممارسة عملهن بحرية ووقف تعاليم معتقداتهن الدينية.
وتابعت قائلة: المدارس المسيحية تدعمها الدولة، صحيح أنّ أبنية المدارس تابعة للكنائس، لكننا نتقاضى أجور عملنا من الدولة، وبالتالي فإنّ إصرار الكنائس على مواصلة حظر الحجاب، يشكل أزمة بالنسبة للمدرسات والطالبات المسلمات، ويحد من حقوقنا وحرياتنا.
بدوره قال شريف أبو بكر كايسي، المسؤول الإداري في جامعة سكيواي: إنّ على المسلمين والمسيحيين في مالاوي السعي لإيجاد حلول مشتركة ودائمة لمسألة الحجاب في المدارس.
واستطرد كايسي قائلاً: "هناك العديد من الأمثلة لأزمات وخلافات اجتماعية كبيرة حصلت بسبب أمور كهذه، ونطلب من الحكومة بذل المزيد من الجهود، لحل هذه المشكلة".
يُذكر أنّ في مالاوي يوجد 3 أصناف من المدارس، هي مدارس حكومية، ومدارس مسيحية مدعومة من الحكومة، ومدارس خاصة.
ولقلة عدد المدارس التابعة للحكومة المالاوية، يضطر الكثير من المسلمين في هذا البلد، لإرسال أبنائهم إلى المدارس المسيحية .
وكالة الأناضول