"مجازر صيدنايا" .. صحيفة بريطانية تسخر من إنكار الأسد و"أمنستي" تطالبه بفتح السجون
سخرت صحيفة بريطانية، من إنكار الرئيس السوري، بشار الأسد، للمجازر التي شهدها سجن صيديانا. فيما طالبته منظمة العفو الدولية بفتح أبواب سجونه أمام المراقبين الدوليين إن كان يشكك في صدقية تقريرها.
وأصدرت منظمة العفو الدولية " أمنستي"، منذ أيام تقريراً بعنوان "مسلخ صيدنايا البشري"، حفل بالشهادات المروعة والصادمة لما يحدث في السجن سيئ السمعة، من شنق وتعذيب، وأفاد بأن 13 ألف سوري قتلوا منذ اندلاع الثورة عام 2011 حتى عام 2015.
وفي مقابلة مع موقع "ياهو نيوز"، وصف الأسد تقرير "أمنيستي" بـ"المزور" و"غير ذي مصداقية".
وعلقت صحيفة “ميل أون صاندي” في تحقيق مطول لها، قائلة إن بشار الأسد هو آخر من “يلوح بورقة الأخبار الزائفة”.
ونقل تحقيق الصحيفة عن الأسد قوله في مقابلته: “تستطيع نسيان كل شيء هذه الأيام”، مبينة أن الأسد أشار في حديثه مع “ياهو نيوز” إلى أن المعلومات التي حصلت عليها المنظمة تمت عبر رشوة مسؤولين، مشيرة إلى أن تقرير “أمنستي”، يعد من أقوى التقارير حول حالات الاختفاء في سجون النظام السوري، حيث اقتيد السجناء للموت بعد محاكمات هزلية، لم تستمر سوى دقائق، وقامت في العادة على اعترافات انتزعها المحققون من السجناء بالقوة، وأمر بها مسؤولون في المناصب العليا من الدولة.
وتورد الصحيفة أن الأسد قام أثناء المقابلة قام الأسد بالالتفاف على أسئلة الصحافي، قائلا إن الولايات المتحدة ليست في وضع للحديث عن حقوق الإنسان بسبب علاقتها مع السعودية، ورد إسيكيوف قائلا إنه لا يقوم بمقابلة ملك المملكة العربية السعودية لكن رئيس سوريا، فرد الأسد قائلا: “أنت صاحب السؤال، وأنا أملك الجواب، وهذا هو ردي”، مشيرة إلى أنه أجاب لاحقا عن السؤال، حيث وصف تقارير “أمنستي” بأنها متحيزة وذات دوافع سياسية، وهو ما نفاه المتحدث باسم المنظمة جملة وتفصيلا.
وينقل التحقيق عن الأسد، قوله: “من العار أنهم نشروا التقرير دون أي دليل”، وعندما رد الصحافي الأمريكي قائلا: “ماذا عن الوثائق والأدلة القاطعة؟”، رد الأسد مشيرا إلى أن “أمنستي” ربما قدمت رشاوى للمسؤولين والحراس مع ثلاثة قضاة وأطباء بارزين، وقال الأسد: “لا يعني (التقرير) أي شيء، تستطيع إعداد تقارير، وتدفع المال لأي شخص، ليقول لك ما شئت”.
وتفيد الصحيفة البريطانية، بأن الأسد ضحك ساخرا من التقرير، واعترف بأنه لم يزر السجن، وأنه يقضي وقته في القصر الجمهوري، ورفض فتح تحقيق في الملف، لافتة إلى أن منظمة “أمنستي” رفضت مزاعم الأسد، وقال مدير مكتب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فيليب لوثر: “في مقابلته، حاول رئيس النظام السوري بشار الأسد مرارا التقليل من مصداقية ما توصلت إليه (أمنستي)”، وأضاف أنه “اعترف بعدم زيارته سجن صديانا العسكري، ولم يقدم أي معلومة حقيقية حول الوضع (الحقيقي) هناك”، وتابع لوثر قائلا: “اعترف الأسد بحدوث الإعدامات هناك، لكنه فشل في تقديم أدلة حول عدد من تم تنفيذ الإعدام بحقه في صديانا أو أي مكان آخر في البلاد”.
وقال لوثر: “لو لم يكن لدى الأسد أي شيء يخفيه فإن عليه السماح للمراقبين الدوليين بمراقبة صديانا ومراكز الاعتقال في سوريا كلها، ويجب عليه كشف الحقيقة حول عدد الإعدامات”، وطالب لوثر روسيا، التي رفضت التقرير بشكل علني، بـ”استخدام تأثيرها على السلطات السورية لتحقيق هذا الأمر”.
ويلفت التحقيق إلى أن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون عبر عن شعوره بالمرض من التقارير التي كشفت عن سياسة إبادة منظمة للأسد، وبأنه شنق 13 ألف معتقل، وهو ما يؤكد أن “لا مستقبل له في سوريا”.
وتبين الصحيفة أن تقرير “أمنستي” كشف عن أن النظام استهدف المدنيين الذين اعتبرهم تهديدا عليه، مثل الأطباء وعمال الإغاثة، حيث كان يعدم وبشكل جماعي 50 شخصا في اليوم، وهي ممارسة استمرت لمدة أربعة أعوام، حيث أجبرت المنظمة الدولية على التوقف عن جمع المعلومات في عام 2015، مشيرة إلى أنه من لم يمت بالشنق في سجن صديانا، الذي يتسع 20 ألف معتقل، فإنه مات جوعا أو من الأمراض.
ويورد التحقيق أن تقرير “أمنستي” نقل عن مسؤولين سابقين في السجن شهاداتهم، وكان أحدهم الضابط السابق حميد، الذي اعتقل عام 2011، وقال إنه كان يسمع صوت التعذيب والقتل من الطابق الواقع تحت زنزانته، وأضاف: “ولو وضعت أذنيك على الأرض كان بإمكانك سماع صوت الشهقات الأخيرة للسجين، التي كانت تستمر لمدة عشر دقائق.. وكنا ننام فوق صوت الذين يلفظون أنفاسهم”، وبعد موتهم كانت الأجساد تنقل وتدفن في مقبرة جماعية على أرض عسكرية خارج العاصمة.
وتكشف الصحيفة عن أنه جاء في التقرير أن عمليات القتل لابد أن تكون جهات عليا في الحكومة صادقت عليها، وتعلق قائلة إن “التقرير يقدم أول دليل على قيام الأسد بإصدار الأوامر للتعذيب والقتل”.
وينوه التحقيق إلى أنه جاء في التقرير، الذي حمل عنوان “مسلخ بشري”، أن المعتقلين لم يقتلوا في محاكم وإعدامات فقط، لكن عبر الحرمان من الطعام والشراب والدواء، لافتا إلى أن السجون امتلأت منذ بداية الثورة بمعارضي النظام، أو الذين شاركوا في التظاهرات المعادية له، والجنود الذي هربوا من الخدمة، حيث كانوا عندما يصلون إلى السجن يتعرضون لعملية إهانة تعرف بحفلة الترحيب.
وبحسب الصحيفة، فإن شهودا عانوا من التعذيب قالوا إن حرس السجن كانوا يجمعون السجناء في المساء ويخبرونهم أنهم سيحولون إلى سجون مدنية، وبدلا من ذلك كانوا ينقلون إلى بناية تعرف بـ”البناية الحمراء”، حيث يضربون ويعذبون لساعات طويلة، وعند منتصف الليل إلى الساعة 3 صباحا كانوا ينقلون في حافلات صغيرة معصوبي العينين إلى بناية أخرى “البناية البيضاء”، وبعدها إلى الغرف الأرضية فيها، حيث تلف الحبال حول رقابهم ويشنقون.
وتختم “ميل أون صاندي” بالإشارة إلى أنه بعد ذلك تحول جثث الموتى إلى مستشفى تشرين العسكري، حيث تصدر شهادات وفاتهم، بأنهم ماتوا لأسباب طبيعية، إما لضيق التنفس أو السكتة القلبية.
وبعد حديث الأسد مع موقع "ياهو نيوز"، طالبت منظمة العفو الدولية، الأسد بأن يشرع أبواب سجونه في وجه المراقبين الدوليين للاطلاع على أوضاع المعتقلين، إن كان لا يخشى شيئاً وليس لديه ما يخفيه.
وقال مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة، فليب لوثر، في رد نشر على موقع المنظمة: إذا لم يكن لدى الأسد ما يخفيه، فيجب عليه أن يسمح فورا للمراقبين بزيارة سجن صيدنايا وسائر أماكن الاحتجاز الأخرى في سوريا".
وكالات