logo

لأول مرة


بتاريخ : الأربعاء ، 22 جمادى الأول ، 1442 الموافق 06 يناير 2021
لأول مرة

عبد العزيز كامل

* لأول مَرِّة يواجِه سكان الأرض جميعًا عدوًا خفيا؛ لا يُقاتِل مواجهةً؛ بل يقتل خُفية؛ فيعيش الجميع معه أزمةً واحدة، ذات وجوهٍ متعددة؛ بعضهم يعلمون، وأكثرهم يجهلون ألا مَلجأ فيها من الله إلا إليه.

** ولأول مرة نرى دور الفجور؛ من الملاهي الليلية، ومقاهي الغفلة الجماعية وغيرها من شباك إبليس؛ صار ينظر إليها الطيب والخبيث على أنها من مواطن الداء ومعاطن الوباء؛ بل صارت إليهم أضر وأقرب إلى الكلب الأجرب.

**ولأول مرة نرى ملايين الرجال ينتقبون، وهم والنساء لا يتصافحون، مع قبول الناس صاغرين على التعمد - بلا تعبد - للإقبال على الطهارات التي يتقرب بها المسلمون، الذين كانوا بهم بستهزئون.

*ولأول مرة نرى المساجد التي أذن الله أن تُرفع ويذكر فيها اسمه في كل البلاد - وبما فيها المساجد الثلاثة - تواجه محنة مشتركة، تخليها من القائمين والعاكفين والرُكّع السجود ، مع أذان بالصلاة، دون إذن بالصلاة!

* ولأول مرة نرى المستشفيات التي جُعلت للاستشفاء والدواء، تصير مع الأيام من أخطر مواطن تجمع الداء وانتشار الوباء، ويجري تعامل الأقرباء مع أجساد الموتى، بما يشابه الفرار من رُفات المَيْتة.

 * ولأول مرة يبدو واقعيًا أن "الحكومة العالمية" التي تواجه الوقوع فعليًا؛ تتفاجأ بمشكلات أكبر من قدراتها على المحافظة على نظمها المحلية التابعة لها، فضلًا عن "النظام الدولي" الخاضع لها.

 

 * ولأول مرة نرى طغاة العالم - بلا استثناء. - يواجهون مشكلات الانجرار إلى نزاعات اقتصادية، من شأنها التورط في صدامات عسكرية، ستزلزل عروشًا، وتُسقط دولًا على رؤوس من ظنوا أنهم مانعتُهم حصونهم من الله.

 *ولأول مرة نرى غالب البشر يلهجون بجميع اللهجات، من كل اللغات، بكلمة واحدة، وبألسنة متعدة؛ وهي كلمة "يا رب"، مع أن لأكثرهم أربابًا مدعاة معبودة من دون الله، إلا اهل الإسلام؛ فلا رب لهم سواه.

 * ولأول مرة وعلى غير توقع؛ نرى الأرض تتحول بإذن ربها، نحو وجهة جديدة لا نراها بحوله إلا صحوة دينية مجيدة، تسير في مسار الزوال للمرحلة الجبرية؛ عالمية كانت أو محلية، وفق سنة وقانون {إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}( الأعراف/١٢٨(.

* ولآخرة مرة كما نتوقع ونرجو سنرى الطغاة والغزاة المعتدين، لا يتحكمون في رقاب المسلمين؛ حيث انشغلوا وسينشغلون بهد بعضهم بعضًا، وهدم بعضهم لبعض، بما يفتح أبواب الفرج للمؤمنين (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ)(الشعراء/٢٢٧).

المصدر: موقع الإسلاميون.