logo

على طريق الإصلاح بعد مائة عام


بتاريخ : السبت ، 15 صفر ، 1439 الموافق 04 نوفمبر 2017
بقلم : د. محمد العبدة
على طريق الإصلاح بعد مائة عام

هل صحيح أننا، وبعد مائة عام من الحديث عن النهضة وعن التقدم، ما زلنا نراوح مكاننا، وكأننا لم نبدأ، وكأننا لم نكتب ولم نحاضر، ولا أقمنا المؤسسات، ولا أسسنا الصحف والمجلات، ولا نظمنا الجمعيات والجماعات، وأن ما كان يعانيه رشيد رضا من تفرق المسلمين وضعفهم ما زال هو هو، وما كان يقاسيه الكواكبي من الاستبداد زادت حدته، وإذا كان المقصود من كتاباته السلطان عبد الحميد، فأين نحن الآن من عبد الحميد؟ وفي أسلوب الدعوة لم يحصل التجديد المطلوب في نوعية الخطاب أو طريقة الخطاب.

وقد كانت بعض البلدان العربية دائنة لقوة اقتصادها، فأصبحت مدينة من كثرة ما تستورد من مأكول وملبوس، وكانت الأمية متفشية قبل الحديث عن النهضة وما زالت، أي أن المطالب الكبرى التي كانت تطلب ما زالت هي المطالب اليوم، سواء مطلب تطبيق الشريعة، أو الحديث عن الحرية السياسية، أو التحرر من التسلط الأجنبي.

«وإذا نحن نرى أنفسنا وكأننا لم نتقدم خطوة في فهم البلاء الذي ينزل بنا ولا يزال ينزل، وأشد النكبات التي يصاب بها البشر نكبة الغفلة»(1).

منذ سقوط الدولة العثمانية، وواقعة الاتصال بالغرب، والتعرف على حضارته وعلومه لم يهدأ التوتر الثقافي، وأدى إلى بروز الصراع بين تيارين رئيسيين:

تيار التغريب والالتحاق بالحضارة الغربية، وتيار التشبث بالهوية الحضارية للأمة الإسلامية؛ ليكون لهذه الأمة انتماء ووجهة توليها وبوصلة ترشدها.

فشلت في هذا الصراع كل محاولات القطيعة مع الهوية والابتعاد عن الجذور؛ فشلت القومية العربية وكل أشكال اليسار، والذين استبعدوا الإسلام كعقيدة وثقافة، ما لبث بعضهم أن عاد مادحًا للإسلام وفَضْله على المجتمع وعلى الناس جميعًا.

ولكن السؤال الذي تردد سابقًا بقي كما هو:

لماذا هذا التأخر في الاقلاع، وهذا البطء في طريق النهضة الشاملة، ولماذا هذه المراوحة التي تعيق أي جهد يبذل للنقد والبناء؟، ولماذا تأخر المسلمون، ولماذا تقدم غيرهم؟(2) ولماذا لم يدرس هذا الموضوع دراسة علمية منهجية؟

كانت الإجابة عن هذه الأسئلة أن قامت محاولات جادة ومشاريع نهضوية، ولكنها كانت جزئية، هي خطوات على طريق الإصلاح نجح بعضها أو نجح في فترة معينة، وتوقف آخر، وكل مشروع ركز على بعض عوامل التحضر وأهمل العوامل الأخرى، أو غفل عنها، قامت جمعيات وجماعات، وظهرت أعمال فردية قوية، ولكن لم يقم مشروع كبير، يستثير طاقات الأمة كلها.

والذين يؤرخون لبدايات النهضة يذكرون أسماءً معينةً ومشاريع معينة، وقد نختلف معهم في هذه الرؤية، ولكننا سنتابع الترتيب الزمني الذي يذكرونه:

- كانت محاولة رفاعة الطهطاوي (1801-1873م) هي تلفيق مع الحضارة الغربية، تركيب بين تقدم أوروبي مع تقدم (روحي) إسلامي، إذا صح التعبير، كان خليطًا هجينًا على غير نظام؛ كقوله: «إن الحرية عندهم هي ما يسمى في الإسلام بالعدل والإنصاف»، كان انبهارًا بالغرب وإلحاقًا بمشروع محمد علي باشا التحديثي غير الأصيل، ولم يكن مشروعًا لدراسة ما عند الغرب وأخذ ما هو مفيد، ولكن كان الهدف إدخال الغرب في المعادلة.

- كان خير الدين التونسي (1810-1890م) أوضح من الطهطاوي، حين ركز على التنظيمات الإدارية والمؤسسات السياسية في الغرب، القائمة على العدل؛ الذي أدى إلى القوة العسكرية والاقتصادية؛ ولذلك كان يخشى من تدفق السيل الأوروبي على العالم الإسلامي، ويحاول، ما أمكنه، الإصلاح السياسي والإداري، من خلال مناصبه العليا في تونس والدولة العثمانية، ولم يكن وطنيًا ضيقًا، كالطهطاوي الذي ركز على مصر فقط؛ بل كان الهدف إصلاح الدولة العثمانية، ولكن مشروعه كان ناقصًا، يشبه محاولة الطهطاوي من ناحية الجمع بين التقدم الأوروبي وشيء من القيم والأخلاق الإسلامية، ولم يتنبه إلى أن التنظيمات الأوروبية لها جذور فكرية وثقافية معينة، يخالف بعضها ثوابت الشريعة الإسلامية، ودون الرجوع إلى أصل المشكلة؛ وهي تكيف الفرد مع إسلامه وعقيدته.

- وظهر جمال الدين الأفغاني أو الأسد أبادي الإيراني (1838-1897م)، وهو سياسي غامض، أثار الزوابع في كل مكان حلّ فيه، وهناك جدل كثير حول أصوله الفكرية وانتمائه الجغرافي، أسس في باريس جريدة العروة الوثقى مع تلميذه الشيخ محمد عبده، ورفع شعار (الجامعة الإسلامية)؛ أي توحد الدول الإسلامية للوقوف أمام المد الاستعماري الأوروبي، وقد كانت مقالات (العروة الوثقى) حول هذه الموضوعات وغيرها، مما يتعلق بنهضة المسلمين، كان لها أثر في تنشيط الوعي الإسلامي، ولكن هذه الجهود لم تكن تحمل مشروعًا ممنهجًا ضمن خطة معينة، إنما هي نظرات في الواقع ولم يتحقق أثرها.

- وأما تلميذه الشيخ محمد عبده فقد كان ميله الى الأمور التربوية والعلمية أكثر من اهتمامه بالسياسة، خاصة بعد أن اكتوى بنارها في تأييده لثورة أحمد عرابي.

ثار الشيخ على الجمود والخرافات، وظن أن التجديد في علم الكلام يفيد في نهضة المسلمين، فألف (رسالة التوحيد)، والحقيقة أن علم الكلام لا يبني الأمم، ولا يجدد ثقافة المسلم، وللشيخ أقوال واجتهادات في التفسير لا يوافق عليها، وطابعها انهزامي أمام هجوم المستشرقين، لقد كان همه الدفاع عن الإسلام أمام هؤلاء أكثر من همه الدفاع عن المسلمين، لقد شغلته الردود على (رينان) الفرنسي وعلى (فرح انطون) عن مشكلة المسلمين الحضارية.

ولا جرم أن الجدل مع المخالفين والرد ورد الرد يشغل رجال الإصلاح عمّا هم بسبيله من الإصلاح وتعبيد طرقه(3).

- جدّد رشيد رضا في تفسيره وفي مجلته (المنار)، وكذلك الآلوسي في بغداد، والقاسمي في الشام، جدد هؤلاء في بعث السلفية والرجوع إلى النبع الصافي، وتكلم رشيد رضا عن الشورى وعن الجمعيات الأهلية وأهميتها، وتحدّث طويلًا عن سنن الله سبحانه في المجتمعات والأفراد، وهو من العلماء القلائل، في العصر الحديث، الذين جمعوا بين الرواية والدراية، وكان على اطلاع واسع بأحوال العالم الإسلامي وأحوال الغرب، وما يدبر ويخطط لاحتلال بلاد المسلمين، وزعزعة ثقافتهم وعقيدتهم، وأظن أن الذين جاءوا بعده لم يستفيدوا كثيرًا منه، كان لهؤلاء الأعلام الأثر المحمود في نشر العلم والوعي، ولكن لم يكن وراء ذلك أعمال جماعية وجهود سياسية تنتج الثمر المطلوب، وتستخدم الينابيع السلفية في خدمة الواقع.

- وفي عام 1927م أنشأ الشيخ حسن البنا حركة الإخوان المسلمين، وكان لها جهود كبيرة في مصارعة التغريب، الذي غزا المجتمعات الإسلامية، وأحيت الفهم الشمولي للإسلام نظريًا وعمليًا، وذلك حين أسسوا الشركات والمدارس، وقاوموا الاحتلال الصهيوني في فلسطين، كما نقدوا الحضارة الغربية والاتجاه المادي فيها، ولكن الخطاب بشكل عام، سواء التربوي الدعوي أو النهضوي، كان مجملًا عامًا، يميل إلى العاطفة واستنفارها أكثر مما يميل إلى التأمل الاستدلالي والتحليل والنقد والتأصيل العلمي والتعمق في دراسة المشكلات(4)، وانشغلوا مبكرًا بالسياسة وأحابيلها، وخاضوها قبل أوانها(5)؛ بل تورطوا بها، وذلك قبل الرسوخ في الدعوة ونشر العلم بين صفوف الجماهير.

- التجربة التي كانت أقرب للنجاح هي ما قامت به جمعية العلماء الجزائريين، التي أسست عام 1931م بقيادة الشيخين: عبد الحميد بن باديس والبشير الابراهيمي، لقد كانت عامة وشاملة، وأحيت الهوية الإسلامية العربية للجزائر، وهي التي مهدت للثورة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي، ولكن سُرِقت جهودها من قبل السياسيين الانتهازيين، وهذا الأمر الأخير تكرر في أكثر من بلد، تكرر في المغرب ومصر وباكستان وإندونيسيا؛ ولذلك هو بحاجة إلى تأمل ودراسة، لماذا تسرق جهود العاملين المخلصين وكيف؟(6).

- عاد الحديث في السنوات الأخيرة حول الرجوع للتأصيل العلمي، وتنقية التراث مما علق به من أغاليط وأوهام وأحاديث موضوعة، وهو منهج صحيح وسليم، وجاء خطوة على الطريق مهمة، وقد كُتب لهذا المنهج الانتشار والقبول، ولكن المطلوب كان أكثر من هذا بكثير، كان المطلوب: كيف نستمد من النصوص استمدادًا رشيدًا مما تقتضيه الأوضاع الحالية، والاجتهاد والاستنباط من خلال السياسة الشرعية ومقاصد الشريعة.

- والذين طرحوا شعار استيراد التقنية، ونتائج العلوم الطبيعية من الغرب، مع الاحتفاظ بالنقاء الإسلامي، إن هؤلاء مع حسن نيتهم وصدق طرحهم إلا أن مالك بن نبي يقول لهم: لا يصح استيراد منتجات حضارة دون أن نعيش نحن في أجواء حضارة نستعيدها وهي الحضارة الإسلامية، وهي الحضارة التي تحتضن العلم وتشجعه، فاستيراد سيارة أو طائرة لا يعني أننا متحضرون، وتكديس الأشياء المادية لا يشكل حضارة، فالتكديس والمظاهر الحضارية كانت في العصر العباسي أكثر مما كانت زمن الخلافة الراشدة، ولكن قوة الصعود، وقابلية الإنشاء، وحرارة الإيمان الذي يساعد على النهوض كان زمن الراشدين.

كل هذه المشاريع والأطروحات وغيرها مما لم تذكر؛ لأننا لم نقصد الاستقصاء الشامل، كانت خطوات على الطريق، يجب أن يستفاد منها، ولكن الأزمة التي يواجهها المسلمون أزمة كبيرة، لا ينفع معها الحلول التوفيقية والتلفيقية، فالبرامج لم تكن برامج عملية ذات محتوى تفصيلي جاهزة للتطبيق؛ بل كانت تحوم حول العموميات، وقد آلت بعض الشعارات التي تدعو إلى النهضة إلى الضد من أهدافها.

فالشيخ محمد عبده انتهى إلى القول بمبدأ (المستبد العادل)، والحرية قد تئول إلى التفلت، والطهطاوي تحدث عن باريس ومراقصة الرجال النساء بإعجاب، واصفًا إياها بالنظافة والخلو من أي معنى من معاني الفحش.

والكواكبي، الذي تحدث طويلًا عن الاستبداد وآثاره المدمرة، وصل إلى التفريق بين الدين والدنيا، يقول: «دعونا ندبر حياتنا الدنيا، ونجعل الأديان تحكم في الآخرة»(7).

نحن بحاجة إلى تشخيص الواقع، والنفاذ إلى أعماق المشكلة، والوصول إلى أصل الداء، فإذا قلنا أن من أسباب التخلف الاستبداد، فإن السؤال يعود: ما هو سبب قبول الاستبداد من الفرد أو المجموع؟ وأين التكيف بين الإيمان والإرادة، فكرًا وعملًا، حتى لا يقبل الفرد الاستبداد؟، كما وضع مالك بن نبي مصطلح (القابلية للاستعمار)، لماذا تقبل الشعوب الاستعمار؟، وإذا رفع شعار الحرية، ولكن الإشكال يبقى: ما هي عناصرها التي تغطي مجالات الحياة المختلفة؟ وأين الضوابط التي تضبط تلك العناصر؟ لأن الحرية إذا أطلقت هكذا، دون تفصيل وضوابط، تصبح خطيرة على المجتمع والدولة، كان الشيخ محمد عبده يرى أن العلة الأساسية هي الجمود، ولكن هذا عَرَضٌ للمرض، والسؤال: ما هي العوامل التي أدت للجمود؟ كان أصحاب الغيرة من المصلحين يترنمون بمجد الإسلام، ويتحرقون شوقًا لإحيائه، ولكن لم يبحثوا عن العزائم التي خارت؛ لماذا خارت؟.

لا بد إذن أن نرجع إلى النفسية الفردية للمسلم، وما الذي أصابه من داخله(8) حتى أصبح غير فعال في أعماله، فقد يكون صالحًا في شخصه، ولكنه غير مصلح اجتماعيًا وحضاريًا.

لا بد أن نرجع إلى الحضارة الإسلامية كيف قامت وعلى أي الأسس؟ لا شك أنها قامت على أساس الدين والعقيدة الايمانية، وإن العامل الذي ولّد تلك الحضارة في عصورها الذهبية هو العامل التربوي الذي كون الفرد في تفاعل وتكامل ما بين هذه العقيدة وأمور الواقع في الحياة الدنيا، والعقيدة السليمة تنتج آثارها في الخلق والسلوك.

فعندما يتكون الفرد إيمانيًا يسري ذلك على كل مظاهر العمران والحضارة، فلما حصل الابتعاد عن آثار هذه العقيدة؛ بسبب الإغراق في حب الدنيا، والانحراف عن مسلك الإخلاص والاستقامة، وأصبح المسلم مقسم الشخصية؛ فمن جهة هو يحب هذا الدين ويريده، ومن جهة أخرى غلب عليه حب المال أو الرئاسة أو العصبية الجاهلية والتقلب في الشهوات والملاذ كما يعبر ابن خلدون، عندئذ خارت الإرادات الاعتقادية البناءة، وظهر الانفصال بين العلم والعمل، بين العقيدة والسلوك، وضعف الوازع الديني عن التأثير في السلوك، وابتعد عن أن يخلع من روحه على النهضة(9).

المطلوب هو مشروع متكامل، يجمع أهل العلم وأهل المال وأهل الإدارة والاختصاص، ويقوم بتفعيل دور مؤسسات الأمة، وعلى رأسها مؤسسة العلماء، فالأمة الإسلامية أمة متدينة، والعلماء هم القادة الذين يرجع الناس إليهم، وخاصة العلماء الربانيين الذين يلون أمور الناس، ويصلحون أحوالهم، ويجمعون إلى العلم البصر بالسياسة، يؤازرهم في ذلك طلبة العلم والمشايخ، فهؤلاء هم المكلفون بنشر العلم على جميع طبقات الأمة، ومن واجبهم حماية الأمن الثقافي للمجتمعات الإسلامية.

وقد قصرت في هذا المضمار الجمعيات والمشاريع الإحيائية في إبراز هذا الدور الكبير للعلماء، كما أن الدور الأكبر لإزاحة العلماء عن التأثير كان مما قامت به الدولة الحديثة، التي جاءت بعد الدولة العثمانية، وبتأثير من الغرب، وتم إضعاف الأزهر في مصر والزيتونة في تونس.

المشروع المتكامل يشمل كل مناحي الحياة التي لا بد منها للإنسان، يشارك فيه الجميع ويستفيد من كل الطاقات، ويلتف حوله المخلصون، فهناك شرائح كبيرة من المتعلمين، ذوي الكفاءات العالية ومن أهل الذكاء والخبرة، يجب أن يستفاد منهم، وهم جاهزون تواقون للمساهمة في مشروع كبير للخروج من هذا المأزق، ويشارك فيه أيضًا رجل الشعب الذي يتمتع بالبداهة الصادقة، ويرى الأشياء بنور قلبه، فالجماهير غير ميالة كثيرًا للتأمل والمحاكمات العقلية، ولكنها مؤهلة للانخراط في الممارسة والعمل، لقد افتقدوا القيادة منذ زمن، وعندهم استعداد للتضحية إذا وجدوها.

الرجوع إلى الماضي هو المهماز الذي يساعد على النهضة ويدفع للمستقبل، «فالذي يتملك الماضي يتملك المستقبل، أما الذي يمسك بالحاضر فحسب فهو من أهل الماضي»(10) نستفيد مما سبق من الخبرات والتجارب المتراكمة، وهي كثيرة على المستوى الفردي أو الجماعي، وندرس، بحيادية وموضوعية، الأخطاء التي وقع فيها السابقون، ونقوّم ونسدد ونقترح الطرق الصحيحة، لقد استوعب القرآن الوحي السابق، وأضاف وأكمل الدين وختم الرسالات، قال تعالى : {يُرِيدُ اللهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [النساء:26]، واستوعب الإسلام الأشياء الحسنة والأعراف الحسنة التي كانت قبل، ولم يقصها أو يبترها، ووضعها ضمن منظومة أخلاقية واحدة.

في الأمة مخزون حضاري، يملك من المقومات ما يساعد على النهوض، هذا المخزون قد لا يراه الناظر لأول وهلة، فالذي يطفو على السطح لا يشير إلى هذه المقومات، ولكن في العمق هو إيجابي، الأمة تنتظر مشروعًا رياديًا تنتعش به الآمال، وتعود الروح قوية، والعزيمة بناءة.

________________

(1) محمود محمد شاكر، تقديم لكتاب: في مهب المعركة، لمالك بن نبي، ص10.

(2) أجاب عن هذا السؤال الأمير شكيب أرسلان في كتاب صدر بهذا العنوان.

(3) عبد القادر المغربي، جمال الدين الأفغاني، ص8.

(4) انظر: عبد المجيد النجار، مشاريع الإشهاد الحضاري، وهو الجزء الثالث من كتابه عن النهضة، وذلك حين تحدث عن الإحياء الإيماني.

(5) نصحهم الشيخ أبو الحسن الندوي أن يؤجلوا موضوع السياسة قليلًا.

(6) انظر بحث: حتى لا تستلب الجهود الإسلامية للكاتب، دار الصفوة، القاهرة.

(7) عبد المجيد النجار، مشاريع الإشهاد الحضاري.

(8) وقد أشار المفكر الجزائري مالك بن نبي إلى هذا الموضوع في كثير من كتبه.

(9) انظر: الفاضل بن عاشور، روح الحضارة الإسلامية.

(10) أحميدة النيفر، لماذا أخفقت النهضة العربية، ص74.

موقع: المسلم