علماء واكاديميون : نقل سفارة أمريكا للقدس تهويد للمدينة
حذر علماء وأكاديميون من عواقب القرارات التي تحاول السلطات الأمريكية اتخاذها بنقل السفارة الأمريكية من "تل أبيب" إلى القدس المحتلة، مؤكدين أن ذلك يأتي في سياق العمل على تهويد المدينة المقدسة.
وشدد هؤلاء خلال ندوة علمية بمدينة غزة، أمس الاثنين، تحت عنوان "المخاطر والتحديات التي تواجه المدينة المقدسة"، ونظمتها جمعية دار البر للأعمال الخيرية، على ضرورة مواجهة محاولات الاحتلال لتغيير ديموغرافيا البلدة القديمة.
وقال الوزير السابق يوسف سلامة : إن القدس المحتلة تتعرض لهجمة صهيونية شرسة، وإن الشخصيات الدينية تُلاحق، والبيوت الإسلامية تهدم، ومواطنو المدينة يتعرضون للضرائب الباهظة، كالأرنونا وغيرها.
وأوضح رئيس مجلس إدارة الجمعية أن المقدسات الإسلامية تتعرض للتهويد من خلال بناء مئات الوحدات الاستيطانية، واستمرار تشريع القرارات الاستيطانية في سباق مع الزمن في محاولة لفرض سلطات الاحتلال سيطرتها على القدس، وإحداث تغيير ديموغرافي في البلدة القديمة لفصل المدينة عن بعدها العربي، وفق قوله.
وعن تأثير القرار الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية للقدس، بيّن رياض الأسطل أستاذ التاريخ بجامعة الأزهر بغزة أن عملية نقل السفارة ليست مهمة سهلة لجملة حسابات سياسية وأمنية واقتصادية، مشدداً على أن الولايات المتحدة حريصة على مصالحها، و"أن القرار ليس من السهل تطبيقه؛ لأنه قرار استبدادي".
من جانبه، قال الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس وخطيب المسجد الأقصى : إن القدس المحتلة تمر في واقع صعب؛ "فسلطات الاحتلال تضع يدها على مدينة القدس، وتحتلها زوراً وعدواناً".
وأضاف أن سلطات الاحتلال تبذل كل جهودها لتغيير الواقع في المسجد الأقصى بفرض سيطرتها عليه، وإحداث تغيير ديموغرافي في المدينة المقدسة، كان آخرها زيادة فترة الاقتحامات مدة 45 ودقيقة، وزيادة عدد المقتحمين وإقامة صلوات تلمودية.
وشدد خطيب الأقصى أن ما تقوم به سلطات الاحتلال هي أعمال غير قانونية وغير إنسانية، ولا نعترف بها؛ لأن الأقصى جزء من عقيدة المسلمين، ولن يتمكن اليهود من تحقيق مآربهم بهذه التجاوزات التي لن تكسبهم شيئًا في المدينة المقدسة.
بدوره استعرض الأكاديمي خالد صافي أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة الأقصى بغزة قرارات مجلس الأمن رقم 242، 250، 251، 252، وقرارات أخرى تحمل رقم 267، 271، ثم قرارات الجمعية العمومية الأخرى مثل قراري 181، 194، التي أكدت على أن القدس محتلة.
وبين خلال كلمته التي حملت عنوان "القدس وقرارات هيئة الأمم المتحدة"، أن القانون الدولي كفل المقاومة بأشكالها كافة ضد الاحتلال الصهيوني، مشيرا إلى أن سلطات الاحتلال عملت على نقض تلك القرارات.