روسيا تبدأ في "تهجير أتراك القرم" بعد حادثة إسقاط الطائرة
بدأت روسيا حملة شرسة ضد أتراك القرم، بعد إسقاط تركيا طائرة روسية من طراز "سوخوي 24" بعد انتهاكها المجال الجوي التركي، نهاية الشهر الماضي،حسبما قال النائب في البرلمان الأوكراني "مصطفى عبد الجميل قرم أوغلو" أحد الزعماء البارزين لتتار القرم.
جاء ذلك في اجتماع حضره ممثلو عدد من السفارات في أوكرانيا، وممثلون عن منظمات دولية، مساء أمس الثلاثاء 16 ديسمبر/ كانون الأول 2015 لاستعراض الانتهاكات الروسية التي تمارسها في شبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو من جانب واحد.
وأضاف "تقوم روسيا بإرسال العوائل التي يتكون أحد الزوجين من الأتراك في شبه جزيرة القرم إلى المنفى، وتمارس الضغوط على رجال الأعمال، وتتهم الطلبة الذين درسوا في تركيا بالعمالة للاستخبارات التركية".
وأكد "قرم أوغلو" أن "روسيا من خلال احتلالها لشبه جزيرة القرم بدأت باتّباع سياسية كارثية فيها"، مشيراً إلى أن "السلطات الروسية تعمل كل ما بوسعها لتهجير تتار القرم من وطنهم"، وشدد على ضرورة أن يواصل المجتمع الدولي عقوباته وضغوطاته على موسكو.
وأكد "قرم أوغلو" أن "هذه المشكلة يجب أن تُحل عبر الطرق الديمقراطية والدبلوماسية، بالتأكيد نحن لا نفكر بالحرب، ولسنا متكافئين في القوة أصلاً، ولذلك نأمل أن تأتي العقوبات على روسيا بنتائج".
من جانبه أشار رئيس المجلس الوطني لتتار القرم، والنائب في البرلمان الأوكراني "رفعت تشوباروف" أن الحكومة الأوكرانية، والدول الأوروبية قامت بتحركات إيجابية من أجل حماية حقوق شعب تتار القرم.
وبيّن أن تقارير منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تُشير إلى الانتهاكات الروسية بحق التتار في شبه الجزيرة، مستغرباً عدم إدراج الانتهاكات الروسية في القرم ضمن اتفاقية مينسك.
وينتمي تتار القرم إلى مجموعة عرقية تركية، تعتبر شبه جزيرة القرم موطنها الأصلي، وتعرضت إلى عمليات تهجير قسرية، باتجاه وسط روسيا، وسيبيريا، ودول آسيا الوسطى الناطقة بالتركية، التي كانت تحت الحكم السوفييتي آنذاك، حيث صودرت منازلهم، وأراضيهم في عهد الزعيم السوفييتي، "جوزيف ستالين"، بتهمة الخيانة عام (1944)، لتوزع على العمال الروس، الذين جُلبوا، ووُطِّنوا في شبه الجزيرة، ذات الموقع الاستراتيجي الهام في شمال البحر الأسود.
وتسببت عملية الترحيل تلك في مقتل أكثر من 200 ألف من تتار القرم، بسبب الجوع وسوء التهوية في عربات القطارات التي نقلوا بها، ولمدة عشر سنوات لم يسمح للتتار المهجرين بالابتعاد ولو لعدة كيلو مترات عن المناطق التي نفوا إليها، وتم التفريق بين أبناء العائلة الواحدة، وتعرضوا لمعاملة قاسية غير إنسانية.
ويقول نشطاء تتار القرم إن 46% من التتار لقوا مصرعهم في تلك الفترة