تصاعد حملات الكراهية تثير مخاوف مسلمي أمريكا

يخشى المسلمون في الولايات المتحدة من تصاعد حملات الكراهية، خصوصا بعد انتخاب دونالد ترامب صاحب الخطاب المعادي للإسلام، والذي يصر على استخدام مصطلح "الإرهاب الإسلامي"، وهو ما ساعد على ارتفاع عدد الجماعات اليمينية المتطرفة. 

ونشر موقع قناة "الجزيرة" القطرية تقريرا، أوضح أن المسلمين في نيو أورليانز بولاية لويزيانا ينعمون بأوضاع مستقرة نسبيا لا ينغصها سوى القلق من المجهول؛ فباستثناء الهجوم اللفظي على بعض المسلمين في الأماكن العامة، فإن أفراد الجالية ومؤسساتهم الدينية سلموا من أعمال عنف مباشرة، بل فوجئوا بحملة تعاطف واسعة النطاق من جيرانهم.

وأضاف أن الأخبار المتواترة من ولايات أمريكية أخرى عن إطلاق النار على مسلمين أو حرق مسجد حملت المسلمين في نيو أورليانز على اتخاذ إجراءات احتياطية خوفا من المجهول، لدرجة أن بعض المسلمين أصبحوا يخشون الذهاب إلى المسجد.

وأثار قرار ترامب بحظر سفر مواطني 6 دول مسلمة من دخول الولايات المتحدة، غضب المسلمين، وأنه يضر بالقيم الأمريكية التي تقوم على المساواة دون التمييز بسبب العرق أو الدين والمعتقد، وقال أحمد رحاب، مدير فرع مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية في شيكاغو، أمام مؤتمر حاشد عقد مؤخرا: “عندما تنظر إلى هؤلاء الذين يحاولون منع الأشخاص الجيدين من القدوم إلى هذا البلد، الأشخاص الذين لم يرتكبوا أي جريمة مطلقا باستثناء أنه بالنسبة لهم (الإدارة الأمريكية) فإن جريمتهم هي أنهم مسلمون، فلن نقبل بذلك”.

بدورها، ذكرت لويس كينكار رئيسة رابطة الدراسات العربية الأميركية ومؤلفة كتاب يبحث في تأثيرات السياسات التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر على المسلمين الأمريكيين أن هناك خوفا حقيقيا بشأن ما يمكن أن يحدث مستقبلا، ومن الذي سيستهدف”.

وأضافت: “هناك شعور بأنهم سيعودون إلى استهداف المنظمات المدنية وربما مراقبة المساجد وهي الأمور التي حدثت في الماضي”.

ولكنها تؤكد أن ما يختلف الآن هو أن الجماعات المسلمة والعربية أقامت علاقات مع مجموعات أخرى من المجتمع كما أن التظاهرات المعادية لخطاب ترامب تجتذب أشخاصا من مختلف المعتقدات والخلفيات.

وفي السياق ذاته، نشرت وكالة الأنباء الفرنسية استطلاعًا للرأي، أظهر أن أكثر من واحد من بين كل ثلاثة مسلمين أمريكيين يخشون من أن يكونوا عرضة للاستهداف من جانب جماعات عنصرية، بعد انتخاب ترامب، وأن 42% يقولون إن أطفالهم تعرضوا للترهيب في المدارس بسبب ديانتهم.

وقال الاستطلاع، الذي أجراه معهد السياسة الاجتماعية والتفاهم، ونشرت نتائجه، الاثنين 20 مارس الجاري، إن هذه المخاوف تسهم في تراجع معدل تصويت الناخبين البالغين المسلمين إلى أقل من المعدل المتوسط.

ويشكل التصدي لمن يصفهم ترامب بـ"الإرهابيين الإسلاميين المتطرفين"، وفرض قيود على سفر رعايا دول شرق أوسطية معينة إلى الولايات المتحدة عنصرين أساسيين لرئاسته.

وكشف الاستطلاع أن 38% من المسلمين الأمريكيين يخشون أن يتعرضوا للاستهداف من جماعات عنصرية، وهي نسبة أعلى من أي أصحاب ديانة أخرى.

وكالات