تشكيل حكومة انتقالية في جنوب السودان وإعلان "نهاية رسمية" للحرب
أدى زعيم المعارضة في جنوب السودان رياك مشار اليمين الدستورية كنائب أول للرئيس خلال مراسم استضافتها جوبا (السبت 22 شباط/ فبراير 2020)، إلى جانب ثلاثة نواب آخرين للرئيس بينهم ريبيكا نياندينق دي مابيور، أرملة جون قرنق النائب الأول السابق الراحل لرئيس الجمهورية في السودان قبل الانفصال ورئيس حكومة جنوب السودان، حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء، ليسدل الستار على فصل دام من حرب أهلية استمرت 7 سنوات.
وقال مشار أمام جمع من الدبلوماسيين وممثلين لدول الجوار، بينهم رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، "أقسم أن أكون وفيا (...) لجمهورية جنوب السودان". وصافح مشار الرئيس سالفا كير، غريمه القديم الذي سيسعى لحكم جنوب السودان معه للمرة الثالثة.
وقال سالفا كير خلال الحدث: "هذا العمل يدل على النهاية الرسمية للحرب.. لقد أوفينا بهدف الاتحاد الأفريقي فيما يتعلق بإسكات البنادق في أفريقيا هذا العام". وأضاف: "شقيقي الدكتور رياك مشار وأنا، شريكان الآن في اتفاق السلام".
وفي ظل الضغط الدولي، اتفق الزعيمان على تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل حجر الزاوية في اتفاق السلام الموقع في أيلول/ سبتمبر 2018.
وحلّ سالفا كير الحكومة الجمعة من أجل تشكيل الحكومة الجديدة. وقال مشار إنّ "تشكيل هذه الحكومة يمنحنا الأمل بأنّ ثمة زخما جديدا لإنهاء معاناة الشعب وبأنّ ثمة سبيلا لسلام مستدام".
وستضم هذه الحكومة جماعات معارضة أخرى، وستتشكل من 35 وزيرا.
ولم تنجح المحاولتان الأخيرتان في تشكيل حكومة وحدة في ظل تواصل الخلافات حول إنشاء جيش موحد وعدد الولايات بالإضافة إلى الضمانات التي ستمنح لمشار بشأن أمنه الشخصي.
وكان الرئيس سالفا كير، قد عرض العودة إلى نظام فدرالي يضم 10 ولايات بدلاً من 32 بالإضافة إلى إنشاء ثلاث "مناطق إدارية" هي روينق وبيبور وأبيي، وهو ما ساهم في الخروج من المأزق.
وكان مشار قد رفض بدايةً هذا العرض بسبب وضعية روينق ضمنه، وهي المنطقة الرئيسة لإنتاج النفط. ولكن ذلك لم يمنع الاتفاق بشأن الحكومة.
وأشاد مشار السبت بالقفزة التي حظي بها الجنيه في جنوب السودان، من 320 جنيها مقابل الدولار الأميركي الواحد إلى 220 جنيها، على خلفية العمل على تشكيل الحكومة الجديدة. وقال "إّنها ثمار السلام".
وكانت جنوب السودان قد انزلقت في حرب أهلية عام 2013 بعدما وجه سالفا كير الاتهام لمشار الذي كان حينها نائبا له، بتدبير انقلاب. وأدى النزاع المستمر منذ خمسة أعوام نتيجة لذلك، إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو أربعة ملايين شخص.
وكالات