الكيان الصهيوني يفرّغ القدس من سكانها.. ومحلل: الاحتلال ينتقم في صمت!
فرض الكيان الصهيوني مزيدا من القيود على المقدسيين، محاولا تقليل الوجود الفلسطيني في مدينة القدس المحتلة عبر طردهم، وهدم منازلهم ومنشآتهم، وصولًا لإخلاء مناطق بأكملها من سكانها الفلسطينيين، فيما حذر محلل سياسي من عمليات انتقامية يقوم بها الاحتلال مستغلا الضعف العربي.
وأكدت مؤسسة القدس الدولية، في تقرير لها، أن ذلك يتزامن مع محاولات الاحتلال زيادة وجوده الاستيطاني عبر البؤر والعطاءات الاستيطانية، وهي إجراءات فشلت في تغيير الميزان الديموغرافي في المدينة رغم تضافر جهود أذرع الاحتلال المختلفة.
وأشارت المؤسسة، إلى أن آلة الاحتلال التهويدية لا تتوقف عن محاولات تقليص الوجود الفلسطيني في القدس لمصلحة تعزيز الوجود الاستيطاني.
وأوضحت، أنه بالإضافة لعائلة شماسنة -التي طردتها قوات الاحتلال الثلاثاء الماضي- سلمت سلطات الاحتلال في عيد الأضحى المبارك 6 إخطارات بالإخلاء لعائلات فلسطينيّة في الشيخ جراح، طالبتهم فيها بإخلاء منازلهم خلال 30 يومًا، ما يرفع عدد العائلات المهددة بالطرد إلى 45 عائلة تسكن في المنطقة.
وفي سياق عمل الاحتلال على طرد الفلسطينيين من مناطقهم، ذكرت صحف عبرية أن وزير الحرب أفيغدور ليبرمان أمر بإخلاء تجمعيْ "سوسيا" الواقع جنوب بلدة يطا، و"الخان الأحمر" شرقي القدس، بحجة عدم امتلاك سكانهما تراخيص بناء قانونية، على أن يبدأ الإخلاء خلال الأشهر القادمة.
ومن ناحيته، قال المختص في الشأن المقدسي الدكتور جمال عمرو، إن تصاعد انتهاكات الاحتلال مؤخراً في القدس، على صعيد الاستيطان والاعتقالات والتنكيل بالمقدسيين، يأتي ضمن سياسة عقابية يفرضها الاحتلال على أهالي القدس منذ هبّة الأقصى خلال شهر يوليو الماضي.
وشدد عمرو في تصريح صحفي للمركز الفلسطيني للإعلام، على أن الاحتلال يسعى اليوم من خلال إجراءاته في المدينة المقدسة لتنفيذ تهديداته بـ"تلقين المقدسيين درساً قاسياً"، عبر ملاحقة الرموز والنشطاء بشكل فردي وبصمت، بعيداً عن ضجيج الإعلام.
وأشار إلى أن الاحتلال قام بسجن الشيخ رائد صلاح، ويقوم باعتقال المقدسيين بالعشرات من النساء والرجال، ويخضعهم لظروف صعبة، فيما يطلق العنان لحاخامات يهود يمثلون عنوان الإجرام والتطرف لاقتحام الأقصى وتدنيسه.
وأوضح "عمرو" أن الاحتلال تلقف حالة التردي في منظومة السياسة العربية والفوضى الفلسطينية الرسمية غير المسبوقة، بالانتقال إلى مرحلة تهويد واستيطان بشكل علني.
ويرى "عمرو" أن ما يجرى اليوم في القدس من تشريع للاستيطان، وطرد عائلات مقدسية من منازلها، والاعتقالات المستمرة، يشكل هجوماً منقطع النظير في استهدافه كل معالم القدس لتعزيز وجود واقع احتلالي جديد.
ويأتي ذلك بالتزامن مع كشف صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الخميس، عن اتجاه ما تسمى "لجنة التخطيط والبناء في بلدية القدس" المصادقة على توسع كبير لمستوطنة "نوف تسيون" في جبل المكبر، يشمل إقامة 176 وحدة استيطانية لليهود.
صحف