logo

الغارديان تنشر تفاصيل مجزرة أمريكية في العراق


بتاريخ : الاثنين ، 23 شوّال ، 1441 الموافق 15 يونيو 2020
الغارديان تنشر تفاصيل مجزرة أمريكية في العراق

الغارديان نشرت تقريرين لبول دايلي الأول حول توجيه الاتهام لمؤسس موقع ويكيليكس للتسريبات جوليان أسانج يعتبر فيه دايلي أنه "من العار ألا تتضمن لائحة الاتهام" التي تبني عليها واشنطن مطالبتها بريطانيا بتسلم أسانج "الفيديو المسرب الذي يظهر مروحية أباتشي أمريكية تقتل 11 مدنيا عراقيا بينهما صحفيان من رويترز".

ويوضح دايلي أن الادعاء الأمريكي رفض تقديم الشريط "الصادم" ضمن الأدلة حتى لا يفضح "جرائم الحرب" الأمريكية.ويكشف دايلي المزيد من التفاصيل المحيطة بالواقعة في تقرير آخر بعنوان "كل الأكاذيب: كيف غطى الجيش الأمريكي على قتل صحفيين عراقيين بالرصاص"؟.

يقول دايلي إن الصحفي دين ياتس كان يتولى رئاسة مكتب وكالة رويترز في العراق عندما جرى في عام 2007 قتل الصحفيين العراقيين نمر نور الدين وسعيد شماغ، اللذين كانا يعملان بالوكالة، خلال الحادث الذي صنفته وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) "حادث قتل عرضي".

يوضح دايلي أن "كل الكلمات التي صدرت عن الجيش الأمريكي بخصوص عملية القتل كانت بالنسبة لرئيسهما في العمل مجرد أكاذيب".كشف الفيديو أن المروحية التقطت صورة سعيد، الذي كان لايزال حيا بعد الضربة الأولى، يزحف بيأس ويتمسك بالحياة رغم إصابته الجسيمة لكن المروحية دارت حول الموقع وعادت لتصوب عليه.

يقول التقرير إن "ياتس كان يجلس أمام مكتبه في بغداد في ذلك الوقت من صيف عام 2007 في مقر وكالة رويترز للأنباء في المنطقة الحمراء وكان يستعد لتغطية واقعة تفجير سيارة مفخخة في أحد الأسواق الشعبية في المدينة وكانت الأجواء بعد ذلك هادئة".

ويتذكر ياتس "الأنين المرتفع في المكتب ثم دخول أحد الزملاء العراقيين وعلى وجهه علامات الحزن والصدمة قائلا لقد تم قتل نمر وسعيد"، مضيفا أن شهود العيان قالوا إن نمر وسعيد كانا يبحثان عن لقطات مصورة لآثار غارة جوية جرت في الفجر من جانب مروحية أمريكية في منطقة الأمين.

ويشير ياتس إلى أنه رغم ضغطه حينئذ على المسؤولين العسكريين في قوات التحالف في بغداد لمعرفة المزيد من التفاصيل، فإنه لم يفلح وخرج الناطق الرسمي ليشير إلى وقوع اشتباكات مع مسلحين وسقوط 9 قتلى بينهم مدنيان ومعتبرا أن ذلك كان عن طريق الخطأ.

ويوضح ياتس أن "الوكالة استرجعت بعد أيام معداتها واطلعت على ما صوره نمر بكاميرته حيث التقط مشاهد لآثار اشتباك بالرصاص ثم بعد دقائق قليلة وقبل مقتله صور سيارات هامفي تابعة للجيش الأمريكي توقفت بشكل هاديء عند مفترق طرق قريب، ولم يكن هناك أي مسلحين أو اشتباكات مع الجنود، ثم انقطع التصوير والتقطت الكاميرا بعد 3 ساعات من مقتل نمر منشأه عسكرية وجنديا أمريكيا. من الواضح أن الجنود الذين جمعوا المتعلقات عبثوا بالكاميرا فالتقطت هذه الصور".

ويقول الكاتب، نقلا عن ياتس، إن رويترز تحدثت مع 14 شخصا من شهود العيان في المنطقة وأجمعوا على أنه لم تقع أي اشتباكات في ذلك الوقت قد تكون استدعت تدخل المروحية بالقصف.وينقل التقرير عن ياتس أنه بعد مدة التقى وزميل آخر بجنرال أمريكي لمناقشة التحقيق في الواقعة وكشف لهم الكثير من التفاصيل وأطلعهم على أجزاء من شريط الفيديو المصور للواقعة من المروحية دون أن يسمح لهم بالحصول عليه أو الاطلاع عليه كاملا.

ورغم المطالبات المتكررة رفض البنتاغون منحهم الشريط لكن في العام 2010 نشر مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج الشريط الذي يظهر المروحية تتابع نمر وهو يترنح محاولا الاختباء خلف حاوية للقمامة قبل أن يتم تفجيره بقذيفة مع آخرين، ثم دار الحوار التالي داخل المروحية:

ـ انظروا إلى أشلاء أولاد "الزنى" هؤلاء

ـ لطيف

- تصويب رائع

ـ شكرا

ويضيف التقرير "كشف الفيديو أن المروحية التقطت صورة سعيد، الذي كان لايزال حيا بعد الضربة الأولى، يزحف بيأس ويتمسك بالحياة رغم إصابته الجسيمة لكن المروحية دارت حول الموقع وعادت لتصوب عليه .لكن سيارة مارة فيها رجل وأطفاله يحاولون مساعدة سعيد ويحملونه فيها فتطلق عليها المروحية قذيفة ويعلق الطاقم بأصوات تغمرها السعادة: "إنظروا..مباشرة من خلال النافذة".
صحف