الصهاينة يقتحمون الأقصى مجددًا والأردن يحذر
اقتحم عشرات المستوطنين الصهاينة ساحات المسجد الأقصى في القدس الشرقية، اليوم الإثنين، بمرافقة عناصر من شرطة الاحتلال.
وصرح فراس الدبس، مسؤول الإعلام في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، بأن "36 مستوطنا اقتحموا ساحات المسجد الأقصى صباح اليوم، بمرافقة عناصر من الشرطة الإسرائيلية".
وأشار الدبس إلى أن الاقتحامات تمت من خلال باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد الأقصى.
وأمس الأحد، اقتحم نحو 400 مستوطن إسرائيلي ساحات "الأقصى"، بمناسبة ما يطلق عليه اليهود اسم "ذكرى خراب الهيكل"، حسب الدبس.
وخلال الأيام الماضية، دعت مجموعات من المستوطنين اليهود، عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، لاقتحامات واسعة اليوم، للمسجد الأقصى، بمناسبة ذكرى "خراب هيكل سليمان".
من جانبه، استنكر الأردن الاعتداءات الصهيونية "الغاشمة" التي قامت بها سلطات الاحتلال بسماحها للمتطرفين الصهاينة اقتحام المسجد الأقصى المبارك خلال اليومين الماضيين.
وقال وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور وائل عربيات، في تصريح صحفي له اليوم الاثنين: إن "الأردن يؤكد رفضه الكامل لما قام به المستوطنون وبعدد تجاوز 400 متطرف يوم أمس باقتحام المسجد الأقصى المبارك، وبحماية كبيرة من الشرطة والقوات الخاصة للسلطة القائمة بالاحتلال وبمظاهر غير مسبوقة من الوجود الأمني الكثيف".
كما شجب اقتحام شرطة الاحتلال الصهيوني المسجد الأقصى المبارك فجر اليوم بعدد تجاوز 20 شرطيا وشرطية تم توزيعهم على أبواب المسجد الأقصى المبارك، واقتحام أكثر من 27 متطرفا للأقصى حتى الساعة العاشرة من صباح اليوم.
وأكد عربيات أن ما قام به المستوطنون من أداء للصلوات التلمودية، واعتقال الشرطة للمصلين والشباب وضربهم بشكل مبرح، وإصابتهم بجروح، وإعاقة نقلهم للمستشفيات: "يعتبر تحديا سافرا لمشاعر المسلمين ومخالفة واضحة للقوانين والأعراف الدولية".
وحيا الوزير عربيات "الإخوة الصامدين بالمسجد الأقصى المبارك من حرس وموظفين في إدارة الأوقاف الإسلامية في القدس، والشباب والمرابطين والمصلين الذين تصدوا بصدورهم العارية لهذه الاقتحامات الغاشمة"، مطالبا جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ومنظمات الأمم المتحدة بالضغط على سلطات الاحتلال الصهيوني لوقف اعتداءاتها التي تكررت كثيرا في الآونة الأخيرة في محاولة فاشلة لتغيير الواقع التاريخي القائم في المسجد الأقصى المبارك الذي يعادل في قدسيته عند المسلمين الكعبة المشرفة والحرم النبوي الشريف.
وحذر عربيات من أن الاستمرار بمثل هذه الاعتداءات سيؤدي إلى نشوب حرب دينية في المنطقة.
من جهة ثانية، أدانت نقابة المهندسين الأردنيين انتهاك المئات من قطعان المستوطنين الصهاينة لباحات المسجد الأقصى المبارك في ذكرى ما يسمى (خراب الهيكل) استجابة لدعوات أطلقتها جمعيات يهودية متطرفة وأعضاء كنيست ومستوطنون.
وأكدت النقابة في بيان، مساء أمس، أن هذا الفعل الجبان والذي يتكرر كثيرا؛ ليشير بداية إلى خطورة هذه الاقتحام، والتي تتمثل في إفراغ المسجد لاستقبال قطعان المستوطنين تحت حماية الشرطة الصهيونية، بالإضافة إلى بروز الجانب الرسمي الصهيوني كمحرض ومنظم لهذا الاقتحام دون أي التفات للوعود التي أطلقتها حكومة الاحتلال وعدم تقدير للدور الأردني في الإعمار والإشراف على المسجد الأقصى المبارك.
وطالبت النقابة الحكومة الأردنية باتخاذ خطوات جادة ورادعة للاحتلال لضمان حماية المسجد الأقصى المبارك بموجب الوصاية الهاشمية عليه، وطالبت أيضاً بإلغاء معاهدة وادي عربة والتي قالت إنها "لم يعد لها أية قيمة بعد ما أقدم عليه الاحتلال الصهيوني من انتهاكات خطيرة".
ودعت الشعب الأردني ومؤسساته إلى الانتفاض لنصرة المسجد الأقصى المبارك وعدم تركه في الساحة وحيدا يواجه صلف وطغيان الاحتلال.