الحوثيون يصدرون مجلة كرتونية لغرس أفكارهم الطائفية في عقول الأطفال
أصدرت ميليشيات الحوثيين الانقلابية في اليمن، مجلة للأطفال، تهدف إلى غرس ونشر أفكارها الطائفية والمذهبية الإيرانية، في عقول الأطفال، وتفخيخها بأفكار القتل والموت، وتهيئتهم لمحارقها كمقاتلين وفقاً لتوجهها.
وكشفت مصادر محلية أن إصدار مجلة "جهاد" جاء بتمويل من مؤسسة "الإمام الهادي الثقافية" التابعة للحوثيين، والمتخصصة في التعبئة الطائفية، ولديها مستشارون من حزب الله وإيران، لافتة إلى أن هذه المؤسسة أنتجت من قبل مسلسلا تلفزيونيا يحرض الأطفال على الالتحاق بالميليشيات الحوثية للقتال ضد أبناء الشعب اليمني.
وأشارت المصادر إلى أن الحوثيين أصدروا ثمانية أعداد من هذه المجلة، حيث احتوى العديد الأخير العديد من الرسوم والموضوعات التي تعيد شرح المفاهيم المتعلقة بالعقيدة الحوثية، وتحرض على تعلم استخدام السلاح والقتال وفق التوجه المذهبي لميليشيات الحوثي.
وتتضمن المجلة موضوعات مصورة تكرس موالاة الأطفال للحوثيين وجماعتهم تحت مسمى "حب آل البيت" والدفاع عنهم، وتصيغ قصصا مفبركة منسوبة إلى مرجعيات شيعية، لتعزيز الإقناع والتضليل على عقول الأطفال.
كما تحتوي المجلة على أسئلة مسابقات ثقافية مذهبية عن الفكر الحوثي الشيعي، ورصد جوائز مالية وعينية مغرية للمشاركين فيها من الأطفال، ويتم طباعتها بألوان وصور جذابة مناسبة لعقول الأطفال ويتم توزيعها بأعداد كبيرة في مناطق سيطرتهم بشكل مجاني.
ويرى مراقبون أن استهداف الأطفال بتعبئة تحريضية طائفية من شأنه تفخيخ مستقبل الأجيال، ومواصلة تجنيد صغار السن في محارق الميليشيات، بينما دعا ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى أهمية العمل على حماية أطفال اليمن من الاستهداف الطائفي الذي تروج له ميليشيات الحوثي، والمرامي البعيدة التي تسعى من خلالها إلى هدم النسيج الاجتماعي، والعمل لصالح أجندات خارجية.
وكان مركز العاصمة الإعلامي قد حذر في تقرير له الأسبوع الماضي من استحداث مليشيات الحوثيين لمراكز صيفية طائفية في أمانة العاصمة صنعاء والمحافظات التي تسيطر عليها، والتي تستهدف النشء والأطفال، وخطورة تلقين الأطفال العقائد الطائفية المخلة بثقافة وتسامح المجتمع اليمني، وتسعى لتحويله الى مجتمع مذهبي طائفي مفكك وضعيف.
وقد وجّهت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاك حقوق الإنسان في اليمن، انتقادات شديدة للانقلابيين، وأكدت التقرير استمرار قوات ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح في تجنيد الأطفال واستخدامهم في الأعمال الحربية، في انتهاك للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان.
وطالبت اللجنة ميليشيات الانقلاب بوقف تجنيد الأطفال واستخدامهم بأي شكل من أشكال الحرب، والحفاظ على الطابع المدني للمدارس والمستشفيات والمؤسسات الحكومية، وإيقاف أعمال الاختطاف والإخفاء القسري والتعذيب والمعاملة المهينة واللاإنسانية.
وفي مايو الماضي، رصدت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان حالات كثيرة لأطفال لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات كانوا مسلحين وملتزمين بالزي الرسمي للميليشيات ويراقبون نقاط التفتيش التابعة لميليشيا الحوثي وصالح.
ودعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين، في التقرير، إلى التوصل لحل تفاوضي، والسماح بالوصول العاجل للمساعدات الإنسانية.
موقع النشرة