استقالات برلمانية واستمرار للإحتجاجات يربك حلفاء إيران في العراق
أعلن عدد من نواب البرلمان العراقي استقالتهم تضامناً مع المتظاهرين الذين يطالبون بــ"إسقاط النظام". وأعلن أربعة نواب عراقيين تقديم استقالاتهم من البرلمان رفضاً لأداء الطبقة السياسية التي يتهمونها بـ"الفشل" في الاستجابة لمطالب الحركة الاحتجاجية.
واستقال النائبان الشيوعيان الوحيدان اللذان حصلا على مقعديهما ضمن ائتلاف "سائرون"، وهما رائد فهمي وهيفاء الأمين، إضافة إلى طه الدفاعي ومزاحم التميمي، من قائمة "النصر" التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي.
وقُبيل هذه الخطوة أعلن نواب يمثلون قائمة مقتدى الصدر إعتصاماً مفتوحاً داخل البرلمان إلى حين إقرار الإصلاحات، لكن تلك الخطوة إعتبرتها النخب السياسية العراقية الطريقة المفضلة من قبل الصدر للقفز من السفينة الغارقة.
وقتل 74 عراقيا على الأقل وأصيب المئات يومي الجمعة والسبت عندما اشتبك متظاهرون مع قوات الأمن وفصائل مسلحة في موجة ثانية من الاحتجاجات المناهضة لحكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي هذا الشهر ليرتفع بذلك العدد الإجمالي لقتلى الاحتجاجات في أكتوبر إلى 231.
وقد فاز تحالف "سائرون" بالانتخابات التشريعية التي جرت في مايو 2018، بنيله 54 مقعداً في البرلمان في شراكة غير مسبوقة مع الشيوعيين، ما جعل الصدر في موقع مؤثر في الائتلاف الحكومي الذي يطالب الشارع بإسقاطه اليوم.
وشهدت العاصمة العراقية ومدن جنوبية عدة موجة ثانية من الاحتجاجات منذ مساء الخميس، مع مواصلة المتظاهرين احتشادهم رغم مواجهتهم بوابل القنابل المسيلة للدموع وحظر التجول والعنف.والأحد، استقبل رئيس الجمهورية برهم صالح الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة جينين هينيس بلاسخارت، وناقشا وسائل القيام بتعديلات دستورية.
وبدأ طلاب صباح الأحد بالانضمام إلى التظاهرات في بغداد، وأشار ناشطون إلى أن نحو خمس مدارس قررت إغلاق أبوابها والمشاركة في الاحتجاجات بشكل جماعي.في ساحة التحرير التي تعتبر رمزية ومركزاً أساسياً لانطلاق التظاهرات في العاصمة، شوهدت فتيات صغيرات يرتدين الزي المدرسي ويحملن حقائب الظهر يتجولن في الشوارع التي تطلق فيها عبوات الغاز المسيل للدموع. وتجمع مئات المحتجين في الساحة في تحد جديد بعد ليلة طويلة من التظاهرات التي يقوم بها مطالبون بـ"إسقاط النظام"، استخدمت القوات الأمنية لتفريقها الغاز المسيل للدموع.
وقال أحد المتظاهرين وهو يلفّ رأسه بالعلم العراقي "خرجنا لإقالة الحكومة شلع قلع (كلها من جذورها). لا نريد أحداً منهم".وخلال النهار تجددت التظاهرات جنوباً في النجف والحلة وكربلاء والديوانية، من دون وقوع أي حوادث.
وتمّ إعلان حظر للتجول في مدينة البصرة، مع إشارة قوات الشرطة إلى أنها شنت حملة اعتقالات لـ"مخربين" انسلوا بين المتظاهرين.وتعتبر هذه الاحتجاجات غير مسبوقة في التاريخ العراقي الحديث، وبدأت عفوية بسبب الاستياء من الطبقة السياسية برمتها، وصولاً حتى إلى رجال الدين.
وشهدت التظاهرات المطلبية أيضاَ سابقة في العنف بالتعاطي معها، إذ سقط 157 قتيلاً في الموجة الأولى منها بين الأول والسادس من أكتوبر، و74 قتيلاً حتى الآن في الجولة الثانية التي بدأت مساء الخميس.
وتقدّم رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي قبل أيام بمقترحات عدة لتنفيذ إصلاحات، لم تكن مقنعة للمتظاهرين.وأضاف المتظاهر "لا نريد لا الحلبوسي ولا عبد المهدي. نريد إسقاط النظام".
وكالات