logo

احتجاز 900 نازح من الموصل في ظروف لا إنسانية بحجة عدم امتلاكهم أوراقًا ثبوتية


بتاريخ : الأربعاء ، 25 ربيع الأول ، 1439 الموافق 13 ديسمبر 2017
احتجاز 900 نازح من الموصل في ظروف لا إنسانية بحجة عدم امتلاكهم أوراقًا ثبوتية

أفاد مسؤولون محليون في محافظة نينوى العراقية بوجود نحو 900 نازح، بينهم أطفال ونساء، محتجزين من قبل القوات العراقية منذ أسابيع داخل أحد المخيمات في منطقة حمام العليل، 25 كم جنوب الموصل؛ بسبب عدم امتلاكهم أوراقا رسمية ثبوتية.

وأكد هؤلاء المسؤولون وفق مصادر صحفية أن "الجوع يفتك بالموجودين في المخيم، فضلا عن انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، وافتقارهم للخيام والأغطية ما يهدد بوفاة عدد منهم، خاصة الأطفال وكبار السن، بعد نفاد الخشب من المنطقة التي يحتجزون فيها حيث كانوا يستخدمونه للتدفئة".

وقال عضو في مجلس محافظة نينوى: إن "ما يقرب من 900 عراقي أكثر من نصفهم نساء وأطفال صغار محتجزون من قبل الجيش العراقي، ضمن إجراءات روتينية غير إنسانية، ولا يسمح لهم بالعودة إلى منازلهم بسبب عدم امتلاكهم أوراقا رسمية، إذ فروا من المعارك بملابسهم فقط ولا يمتلكون شيئا آخر، وهو ما دفع بقوات الجيش إلى احتجازهم في مسقفات بمنطقة حمام العليل".

وأضاف أن "جميع من في تلك المسقفات لا علاقة لهم بملف عوائل "داعش"، بل هم مواطنون عاديون، وحتى لو كانوا من أسر أو أقرباء التنظيم، فإن تعريضهم للموت جوعا أو بردا أمر غير أخلاقي ولا إنساني".

في السياق ذاته، قال عضو في منظمة الموصل الإنسانية، أحمد عبد السلام الطائي: "إن الكشف عن المئات من العراقيين في هذا المكان، يسبقه الكشف عن وجود آخرين تحتجزهم قوات الجيش في الأنبار والموصل وقرب بغداد، دون مسوغ قانوني وتمنع عودتهم لمنازلهم".

واعتبر الطائي أن الحجّة التي يتذرع بها الجيش وهي افتقادهم لأوراق تعريف رسمية، واهية، لأنه يمكن بسهولة استدعاء فرق من دائرة الأحوال المدنية، وإنهاء الموضوع في دقائق قليلة، لكن نعتقد أن هناك جهات مستفيدة من بقائهم على هذه الحالة".

وأكد أن "المنطقة عسكرية في حمام العليل حيث يحتجز النازحون الـ 900 ولا يمكن لأي منظمة الدخول إلا بموافقة مسبقة"، لافتا إلى أن منطقة حمام العليل انسحب منها الصليب الأحمر ومنظمات متعاونة مع بعثة الأمم المتحدة منذ أشهر، بسبب ملف النازحين، لذا يمكن وصف النازحين التسعمائة بأنهم منسيون وتحت رحمة العسكر".

من جانبه، أورد قسم الثقافة والإعلام بهيئة علماء المسلمين في العراق توضيحا على موقعه الرسمي، أشار فيه إلى أن اتصالا من قبل إحدى المنظمات العاملة في مجال الإغاثة بمدينة الموصل، كشف عن انتهاكات فظيعة في حقوق الإنسان تطاول مئات المدنيين المحتجزين لدى القوّات الحكومية.

ونقل عن المنظمة أن ما يقرب من (900) شخص بينهم نساء وأطفال وشيوخ محتجزون في مسقفات بمنطقة (حمام العليل) في نقطة التدقيق الأمني يعانون من العذاب والاحتقار والإذلال، وزاد من مأساتهم أن القوات الحكومية تمنع عنهم الطعام.

وتقول المنظمة إنها لا تملك ما يكفي من المال للقيام بواجبها لنجدة هؤلاء الناس، ولذلك توجهت إلى أئمة المساجد وأهالي المناطق القريبة للتبرع لأولئك المضطهدين بما يتمكنون من الخبز أو الأرز، نظرًا لأن حال المحتجزين مزرٍ، وبات أطفالهم وضعفاؤهم الذين يتضورون جوعًا على شفا الموت ما لم تُمد لهم يد المساعدة.

وكالات