logo

هل تحاول إيران استثمار الحرب في غزة لتعزيز تقاربها مع تركيا؟!


بتاريخ : الخميس ، 16 جمادى الأول ، 1445 الموافق 30 نوفمبر 2023
هل تحاول إيران استثمار الحرب في غزة لتعزيز تقاربها مع تركيا؟!

 تحاول تركيا وإيران، القوتان الإقليميتان في الشرق الأوسط، وضع التنافس المتزايد بينهما جانبا، وتسعيا إلى التوصل إلى تفاهم مشترك لحل الأزمة المستمرة في قطاع غزة، بحسب ما ذكره خبراء.

وفي وقت سابق، أعلنت الرئاسة التركية أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لن يقوم بزيارة أعلن عنها سابقا يوم الثلاثاء إلى العاصمة التركية أنقرة، حيث كان من المتوقع أن يركز رئيسي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان على السعي إلى رد مشترك للصراع المندلع بين الدولة العبرية وحماس.ولم يتم الإعلان عن السبب بعد.

ورغم ذلك، أجرى الرئيسان محادثة هاتفية مساء يوم الأحد، وذلك عقب محادثة هاتفية تمت في يوم سابق بين كبار الدبلوماسيين من البلدين.خلال المحادثة، سلط أردوغان الضوء على أهمية "الموقف الموحد" للعالم الإسلامي، ولاسيما من تركيا وإيران، ضد العمليات العسكرية الصهيونية في الأراضي الفلسطينية، حسبما أفادت وكالة ((الأناضول)) شبه الرسمية.

وأدت أزمة غزة الملحة إلى تقارب الجارتين اللتين حافظتا على علاقات تجارية جيدة، ولكنهما على خلاف في العديد من المناطق في الشرق الأوسط، وفق ما ذكره محللون.

وفي هذا السياق، قال أويتون أورهان، منسق دراسات المشرق في مركز أنقرة للدراسات الإستراتيجية للشرق الأوسط "لقد سمحت أزمة غزة بتهدئة التوترات المتصاعدة بين تركيا وإيران سعيا لتحقيق هدف مشترك،" مضيفا "إن الصراع (في غزة) فتح المجال أمام البلدين للتوصل إلى تفاهم مشترك".ويتفق صابر عسكر أوغلو، محلل السياسة الخارجية المستقل المقيم في أنقرة، مع وجهة نظر أورهان.

وفي الوقت نفسه، تقلق الدولتان أيضا من أن الوجود الأمريكي القوي في الشرق الأوسط يضر بمصالحهما في المنطقة، بحسب أورهان.ونظرا إلى معارضتهما المشتركة للنظام الإقليمي والعالمي الذي تقوده الولايات المتحدة، فمن المرجح أن يساعد الصراع في غزة في سد الفجوة بين تركيا وإيران، بحسب المحللين.

وتأمل طهران في أن تصطف تركيا في الصفوف الأمامية بشكل أكبر فيما يتعلق بمعالجة أزمة غزة، بحسب عسكر أوغلو.وأردف "الآن، تدرس إيران ما إذا كان بإمكانها العمل بشكل مشترك مع تركيا، وتعتقد أنه إذا كان الجواب نعم، يمكنهما تغيير ميزان القوى في المنطقة".

ومن ناحية أخرى، فإن تركيا، على عكس حلفائها الغربيين، لا تعتبر حماس منظمة "إرهابية"، في حين أن إيران داعم بارز للجماعة التي تسيطر على قطاع غزة.واستطرد أورهان إنه بشكل عام، يبدو أن لدى الإيرانيين والأتراك مصالح متقاربة بشأن الصراع في غزة، ولكن هناك قيود لهذا التحالف الناشئ.

وأردف "إن تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتتمتع بعلاقات وثيقة مع الدول الغربية، في حين أن إيران لديها عداء طويل الأمد مع الغرب. لذلك، ربما تقترب علاقتهما فيما يتعلق بغزة، ولكن مواقفهم مختلفة، ومن المرجح أن تستمر منافستهم الإقليمية".