logo

منظمة حقوقية: مجازر الأسد هي الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية


بتاريخ : الأربعاء ، 8 رجب ، 1438 الموافق 05 أبريل 2017
منظمة حقوقية: مجازر الأسد هي الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية

أدانت "المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا" قصف مدينة "خان شيحون" في ريف أدلب صباح هذا اليوم بصواريخ تحتوي على مواد سامة محرمة دوليا مما أدى إلى مقتل 100 مواطن سوري على الأقل وإصابة المئات بإعراض مختلفة نتيجة استنشاق الغاز.

ونقلت المنظمة في بيان لها اليوم، عن شهود إفادتهم "أن كل الأدلة تؤكد أن النظام السوري وحلفاءه والداعمين له هم المسؤولون عن هذه الجريمة".

وقال البيان: "لقد قامت طائرات تابعة للنظام بقصف المدينة في الساعات الأولى من صباح اليوم بأربع صواريخ تحتوي على غازات سامة".

وأكدت مصادر طبية أن الغاز المستعمل له أعراض تشبه تلك الناجمة عن غاز السارين، وهي ذات الأعراض التي نجمت عن استخدام غاز السارين عندما قام النظام السوري بقصف الغوطة الشرقية في ريف دمشق في أغسطس عام 2013 مما أدى إلى مقتل وإصابة المئات.

وأكدت المنظمة أن "هذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها أسلحة محرمة دوليا في الصراع الدائر في سوريا فقد قامت الأجهزة المتخصصة في الأمم المتحدة التحقيق في حوادث مختلف وخلصت إلى توجيه أصابع الإتهام للنظام السوري".

وأضافت المنظمة: "على الرغم من ثبوت استخدام النظام لأسلحة محرمة دوليا واستهدافه المدنيين بشكل ممنهج طوال ست سنوات مما أدى إلى مقتل عشرات الآلاف وتهجير الملايين، إلا أن المجتمع الدولي وقف عاجزا عن وقف المذبحة التي يباشرها النظام السوري بدعم من روسيا وإيران".

ودعت المنظمة المجتمع الدولي إلى تفعيل الآليات المعتبرة في الأمم المتحدة من أجل حماية المدنيين ووقف المذابح في سورية التي تعتبر الأسوأ والأبشع منذ الحرب العالمية الثانية.

وأكدت المنظمة أنه بدون إيجاد نظام قضائي خاص يتم إنشاؤه خارج مجلس الأمن بموجب قرار متحدون من أجل السلام رقم 377 لمحاسبة كل الذين تورطوا في عمليات قتل المدنيين وتهجيرهم سيستمر النظام في ممارسة هوايته المفضلة في قتل المدنيين وتهجيرهم، وفق البيان.

من جانبه، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لنظيره الروسي فلاديمير بوتين عدم امكانية القبول بالهجمات الوحشية، كالهجوم الكيميائي ضد المدنيين صباح اليوم في إدلب السورية.

جاء ذلك في مكالمة هاتفية، أعرب فيها أردوغان عن تعازيه، على خلفية الهجوم "الإرهابي" في مدينة سان بطرسبورغ الروسية، كما تطرق إلى الهجوم باسلحة كيميائية على مدنيين في إدلب.

 وأشار أردوغان إلى أن مثل هذه الهجمات من شأنها تقويض كافة الجهود المبذولة في إطار عملية أستانا لترسيخ وقف اطلاق النار بسوريا. حسبما أوردت مصادر في الرئاسة التركية.

وأكد الزعيمان ضرورة بذل جهد مشترك لاستمرار اتفاق وقف اطلاق النار الهش في سوريا، فضلا عن تعزيز التعاون في مكافحة "الإرهاب".

وحول هجوم أمس على قطار الأنفاق في سان بطر سبورغ، أعرب أردوغان عن حزنه العميق، وتعازيه لذوي الضحايا.

بدورها، دعت فرنسا، اليوم الثلاثاء، إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، على خلفية قصف كيميائي "بالغ الخطورة" استهدف مدينة إدلب السورية، وأسفر عن مقتل وإصابة العشرات بينهم أطفال.

وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك آيرولت، في بيان نشر على موقع الوزارة، إن بلاده "تدعو إلى عقد إجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، عقب الهجوم الكيميائي الجديد وبالغ الخطورة" الذي استهدف سوريا.

وأضاف أن "المعطيات الأوّلية تشير إلى سقوط عدد كبير من القتلى، بينهم أطفال"، في محافظة إدلب.

وفي وقت سابق اليوم، قال الائتلاف السوري المعارض، إن القصف الكيميائي الذي نفذه طيران نظام بشار الأسد، اليوم الثلاثاء على مدينة خان شيخون جنوبي إدلب، أسفر عن سقوط 70 قتيلاً و200 مصاب، مطالباً مجلس الأمن بالتحرك.

وأوضح الائتلاف في بيان، أن "طائرات نظام بشار (الأسد) الحربية، شنت فجر اليوم (الثلاثاء) غارات على مدينة خان شيخون جنوبي إدلب، مستخدمة صواريخ محملة بغازات كيميائية سامة تتشابه أعراض من أصيب بغازها مع أعراض الإصابة بغاز السارين".

ورجحت مصادر متطابقة، أن يرتفع عدد القتلى نتيجة كثرة الإصابات، وعدم قدرة المستشفيات على استيعاب المصابين، خاصة بعد استهداف مسبق لمشفى "معرة النعمان" الميداني، الذي يعتبر أقرب النقاط الطبية لمدينة خان شيخون.

من جهتها، أكدت مصادر طبية، أن الغاز الذي استخدم اليوم في قصف المدنيين هو غاز "السارين" السام.

وكان وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة، فراس الجندي، قد أكد "أن أكثر من 100 مدني قتلوا، وأصيب أكثر من 500، غالبيتهم أطفال، في هجوم بالأسلحة الكيمياوية شنته طائرات النظام، على بلدة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي".

وفي مؤتمر صحفي عقده الجندي في مدينة إدلب، اليوم الثلاثاء، أفاد أنه "عند الساعة 7:15 صباح اليوم (04:00 ت.غ)، شنت طائرات من طراز سوخوي 22 هجمات على الحي الشمالي في بلدة خان شيخون بصواريخ محملة بالغازات السامة، مما أسفر عن سقوط القتلى والجرحى".

وأشار إلى أن "المنطقة لا يوجد بها عدد كاف من المستشفيات، الأمر الذي أدى لنقل المصابين بسيارات الإسعاف إلى تركيا"، مبينا أنه "كان في إحدى المستشفيات وشاهد 17 شهيدا".

وعن الأعراض التي ظهرت على المتوفين والمصابين، كشف أنها "حالات اختناق، وتضييق الحدقة، ووزمة رئة كيمياوية المنشأ، وخروج الزبد من الفم، وحالات صدمة وغياب وعي، تدل على الإصابة بغازات سامة".

وطالب الوزير "المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان، أن تقوم بإجراءاتها بإثبات استخدام الغازات السامة، وأنهم مستعدون تقديم الأدلة من ملابس المصابين، ومن التربة، ومكان الإصابات، وتقديمها لأي مخبر جنائي، لإثبات استخدام النظام لهذا السلاح".

وشدد أنه "على المجتمع الدولي القيام بمهمته الإنسانية، وأن تحترم الأمم المتحدة قراراتها، وخاصة القرار 2118، ومادتها 21 التي تجرم كل من يستخدم السلاح الكيمياوي، وفق البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة".

وأبدى "مخاوفه من ارتفاع أعداد القتلى"، مؤكدا أن المستخدم هو "غازات كيميائية المنشأ، وليست غاز الكلور، والدلائل تشير لذلك".

وكالات