محللون: "إسرائيل" تخدم "حزب الله" ونظام الأسد بضرباتها في سوريا
جاء إعلان الكيان الصهيوني رسميًا عن قيامه بضربة جوية داخل الأراضي السورية، ومزاعم نظام بشار الأسد بالرد عليها، ليلقي الضوء على الفائدة المتبادلة التي يحصل عليها الاحتلال من جهة، وميليشيات "حزب الله" اللبناني، ونظام الأسد، من جهة أخرى، جراء هذه العمليات.
ورأى مراقبون أن الضربات "الإسرائيلية" هي ضربات "تمويهية" للتغطية على خسائر "حزب الله" أمام الثوار في سوريا وإعطائه فرصة الادعاء أن "إسرائيل" هي من يقتل عناصره.
ويؤيد هذا الرأي "حليم العربي" الصحفي بصحيفة الأيام السورية، مشيرًا إلى أنه دائمًا ما يعقب الغارات الإسرائيلية، تزايد وصول دفعات القتلى إلى البلدات اللبنانية، فيما تعلن الميليشيا اللبنانية في بيوت العزاء، أمام ذوي القتلى، أنهم قضوا في الضربات "الإسرائيلية".
وبحسب ما نقلته شبكة "بلدي نيوز" السورية، أكد "العربي" تصاعد الغضب الشعبي الشيعي من إرسال الشباب اللبناني للقتال في سوريا، موضحًا أنه مع تزايد أعداد قتلاهم تتعالى الأصوات المطالبة بسحبهم من ساحات القتال، فيما يرى البعض أن "حزب الله " تحول إلى عصابات مأجورة لقتل السوريين بدلا من كونه "فصيل مقاوم لإسرائيل" كما يزعم قادته.
وأضاف أن هذه الهجمات التي وصفها بـ"المسرحية" بمثابة "إبرة مخدر لتستمر الطائفة الشيعية بإرسال شبابها؛ فإسرائيل اعتادت على الحزب وعلى إستراتيجيته، بينما لا يمكنهم التنبؤ بما سيكون عليه الوضع بمجاورة الثوار".
وأوضح الصحفي السوري أن "حزب الله الآن هو عدو عاقل لإسرائيل تماما كالنظام السوري، بينما تعتبر إسرائيل الثورة هي سيناريو مظلم لا يمكن الحذر أو توقع مواقفها تجاه هذا الكيان".
ورغم استبعاد "العربي" وجود تفاهم أو تنسيق مباشر بين "إسرائيل" والميليشيا اللبنانية، فإنه أكد أن "ما تقدمه إسرائيل هو دعاية إعلامية لإبقاء تصور محور المقاومة وتجسيد لمفهوم المؤامرة التي يعزف عليها الحزب والنظام، بغية خدمة أهدافها".
وبدوره، أشار المحلل السوري "جميل عمار" إلى المنافع المتبادلة من هذه الضربات، فمن ناحية إسرائيل فإن الحكومة الصهيونية تريد "طمأنة الداخل الإسرائيلي" بأن التصريحات الأخيرة لـحسن نصر الله "جعجعة لا تأثير لها وها نحن نضربه في عقر داره ولا يتجرأ على الرد"، فيما تستفيد الميليشيا اللبنانية بإرضاء جمهورها الذي يعتبر "خسائر الحزب بمواجهة إسرائيل مرضية أكثر من سقوطهم قتلى داخل سوريا".
من جانبه، رأي الصحفي السوري "فراس ديبة" أن الكيان الصهيوني اعترف بغارته هذه المرة، مستغلا إعلان قوات الأسد في بيان رسمي أنها "أسقطت طائرة إسرائيلية"، ما مثل فرصة للكيان لنفي سقوط إحدى طائرته والإعلان عن اعتراض صاروخ مضاد للطيران بصاروخ من طراز "حيتس"، ما يعني الترويج لنجاح نظامه الدفاعي الموجه ضد صواريخ أرض جو الحرارية من طراز سام 6 أو سام 7.
وأوضح أن إعلان الكيان عن الغارة "ليس لغاية الإعلان عن العملية بحد ذاتها... وإنما لتسويق القدرات الدفاعية الإسرائيلية".
وأشار "ديبة" إلى أن "إسرائيل تحدد أهدافها بدقة وفق معلومات استخباراتية فتضرب نقاطا معينة ليست الغاية الأساسية منها إضعاف النظام أو إسقاطه أو الدخول بحرب معه، وإنما الغاية هي الحفاظ على توازن القوى بالنسبة لها"، متابعًا "تريد دومًا إسرائيل أن يكون أنواع الأسلحة الموجودة على حدودها منضبطة وفق قواعد توازن القوى".
من ناحية أخرى، رأي الصحفي السوري أن قيام روسيا وليس نظام الأسد بالاحتجاج على الغارات الإسرائيلية واستدعاء سفير الكيان، يمثل انتهاكيْن لسيادة ما تعرف بـ"الدولة السورية"؛ الأول انتهاك دخول الطيران والثاني الوصاية الروسية.
وكالات