صحفي إيطالي يكشف تفاصيل جديدة حول قضية سياحة القنص بحق مسلمي البوسنة

كشف الصحفي الإيطالي "إيزيو غافاتزيني" الذي حرك القضية المعروفة بـ”سفاري سراييفو، تفاصيل جديدة بشأن تلك القضية.
قال غافاتزيني لقناة الجزيرة: “لدينا شهادة تقول إن 5 أشخاص جرى تحديد هوياتهم، ويقوم المحققون حاليا بتدقيق هذه الشهادة. لكن العدد الذي وجدته والذي نعرفه عن الإيطاليين الذين كانوا في هذه الرحلات يبلغ بضع مئات من الأشخاص”.
وأكد غافاتزيني أن أثرياء غربيين دفعوا أموالا طائلة لقتل مدنيين خلال حصار سراييفو، إبان الحرب الأهلية اليوغسلافية بين عامي 1992 و1996.
وشرح الصحفي قصة سفاري سراييفو التي حدثت في تسعينيات القرن الماضي خلال حصار صرب البوسنة لمدينة سراييفو وقتل فيه نحو 11 ألف مدني بوسني، قائلا “دفع غربيون أثرياء أموالا كي يتمكنوا من التجول في سراييفو وإطلاق النار على المدنيين، وتمتعوا بالحصانة”.
وقال غافاتزيني “لا يمكن الإفصاح عن السعر لكنه يتراوح اليوم بين 250 و300 ألف يورو دفعها كل صياد من هؤلاء لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في سراييفو.. وكان الأطفال هم ضحيتهم المفضلة وكانت تكلفة صيدهم” أعلى.
وأضاف غافاتزيني أن هؤلاء الأثرياء الذين دفعوا للقتل كانوا يعملون في مهن مرموقة وكانوا يحظون باحترام كبير في مجتمعاتهم، لكن “حافزهم لهذه الجرائم هو الشعور بالقوة والحماس وحبهم للصيد واستخدام الأسلحة… كانوا مدفوعين بإفراز الأدرينالين، والرغبة في الإحساس بمشاعر قوية” على حد تعبيره.
وتابع “كان هؤلاء الأشخاص كثيرا ما يذهبون إلى نوادي الرماية ويسافرون للصيد ضمن ما يعرف بسفاري إفريقيا، فكان صيد الفيل يكلف 100 ألف يورو والأسد ضعف المبلغ.. ما يعني أنهم كانوا معتادين على ممارسة هذه الأمور”.
وأوضح الصحفي الإيطالي أنه سمع أولى المعلومات عن هذه القضية في التسعينيات، لكن خيوطها لم تكتمل لديه إلا مؤخرا، وأضاف “كُتبت بعض المقابلات التي فاجأتني في هذا الصدد، وظلت لدي هذه المعلومات حتى كشف عنها وثائقي ’سفاري سراييفو‘ عام 2022، الذي قدم شهادات لشخصين شاهدا مجموعات من الإيطاليين توجهوا إلى تلال سراييفو لممارسة الصيد”.
وبدأ التحقيق في هذه المزاعم بميلانو شمالي إيطاليا بقيادة المدعي العام أليساندرو جوبيس، بعد أن قدم الصحفي غافاتزيني بالتعاون مع محاميين آخرين شكوى قانونية بتهمة “القتل مع سبق الإصرار والترصد بدوافع دنيئة” ضد تلك المجموعات المزعومة.
