logo

خمسة مؤشرات تكشف مستقبلًا قاتمًا لجيش الاحتلال الصهيوني


بتاريخ : الأحد ، 2 جمادى الآخر ، 1447 الموافق 23 نوفمبر 2025
 خمسة مؤشرات تكشف مستقبلًا قاتمًا لجيش الاحتلال الصهيوني

تتصاعد في الأوساط العسكرية الصهيونية تحذيرات غير مسبوقة بشأن مستقبل جيش الاحتلال، في ظل تقديرات داخلية تشير إلى أن أي حرب إقليمية مقبلة قد تفاجئ الجيش

 

 تتصاعد في الأوساط العسكرية الصهيونية تحذيرات غير مسبوقة بشأن مستقبل جيش الاحتلال، في ظل تقديرات داخلية تشير إلى أن أي حرب إقليمية مقبلة قد تفاجئ الجيش وهو في أضعف حالاته، وسط تحذيرات من قيادات سابقة بأن المؤسسة العسكرية والسياسية تخشى إجراء تغييرات مؤلمة لمعالجة الإخفاقات المتراكمة.

وفي هذا السياق، عرض الجنرال يتسحاق بريك، قائد الكليات العسكرية الأسبق، في مقال نشرته صحيفة "معاريف" ، خمس مؤشرات مركزية يرى أنها تكشف حجم الانهيار الداخلي داخل الجيش، مؤكداً أن إعادة بناء المؤسسة العسكرية باتت ضرورية في جميع المجالات تقريباً إذا أرادت إسرائيل الدفاع عن نفسها في أي مواجهة واسعة.

وقال بريك إن أول هذه المؤشرات يتمثل في غياب مفهوم أمني بعيد المدى، إذ يفتقر المستويان السياسي والعسكري لرؤية واضحة تستشرف سنوات مقبلة من التحديات الإقليمية، بما في ذلك المدى المطلوب لحجم الجيش، والتكنولوجيا اللازمة، وهيكلة القوى البشرية.

وأشار إلى أن المؤشر الثاني يتمثل في "انهيار القوات البرية المفلسة"، مشيراً إلى أن حجمها الحالي لا يتجاوز ثلث ما كانت عليه قبل عشرين عاماً، وسط تدهور حاد في مستودعات الطوارئ، ونقص في القوى المتخصصة وقطع الغيار، وعدم كفاءة الأسلحة، ما جعل الوحدات البرية "منهكة حتى النخاع".

أما المؤشر الثالث فيتعلق بضعف جاهزية الجبهة الداخلية التي يُفترض أن تكون الساحة المركزية في أي حرب مقبلة، حيث تبدو البلديات والمجالس المحلية غير مستعدة، بينما تعاني هيئة الطوارئ الوطنية من خلل كبير رغم تأسيسها عقب حرب لبنان الثانية.

ويظهر المؤشر الرابع في اختلال توزيع الموارد، إذ ركّز الجيش بشكل شبه كامل على تطوير سلاح الجو، وتجاهل الاستثمار في منظومات حيوية للحرب الإقليمية، مثل القوة الصاروخية، وتقنيات الليزر، والدفاعات المضادة للصواريخ والمُسيّرات.

أما المؤشر الخامس فيتمثل في خصخصة الخدمات اللوجستية والصيانة، وهو ما يعتبره بريك تهديداً مباشراً لقدرة الجيش على الاستمرار في حال نشوب حرب، متحدثاً عن "ثقافة تنظيمية ضعيفة ومكسورة" تعيق أي عملية تأهيل حقيقية، إلى جانب أزمة غير مسبوقة في القوى البشرية من حيث الحجم والاحترافية والجودة.

وعزا بريك هذا التردي إلى أسباب متعددة، أبرزها قرار تخفيض آلاف الرتب العسكرية خلال فترة رئاسة غادي آيزنكوت للأركان، ما أدى إلى انهيار منظومات إدارة مستودعات الطوارئ وصيانة المعدات في القوات البرية والبحرية والجوية. كما تحدث عن "أزمة موارد وثقافة مؤسساتية هشة" تشمل ضعف التحقق من الأوامر، وغياب الرقابة، وفشل استخلاص الدروس، وانتشار ما وصفه بـ"ثقافة الكذب".

وكشف المقال عن نزوح جماعي مستمر لمئات الضباط سنوياً من رتب المقدم والرائد والنقيب، إضافة إلى رغبة آلاف المجندين بالإفراج المبكر وابتعادهم عن الخدمة الدائمة، مشيراً إلى أن هذا الانهيار في جودة القوى البشرية يشكّل خطراً مباشراً على قدرة الجيش على حماية الدولة و"هزيمة العدو" في المستقبل.

وتخلص القراءة إلى أن جيش الاحتلال يقف أمام سلسلة إخفاقات متداخلة، نتجت عن قرارات تراكمت عبر سنوات طويلة، وألحقت ضرراً بالغاً بأهم عناصر المؤسسة العسكرية: القوى البشرية التي يعتمد عليها بقاؤه واستمراره.