حماس تطلق وثيقتها السياسية الجديدة.. وهذا أبرز ما تناولته
أعلن "خالد مشعل" رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس عن تفاصيل الوثيقة السياسية الجديدة للحركة والتي حملت عنوان "وثيقة المبادئ والسياسات العامة".
وضمت الوثيقة الجديدة 42 بندًا جاءت تحت 12 محورًا، شملت "تعريف الحركة وأرض فلسطين، وشعب فلسطين، والإسلام وفلسطين، والقدس، واللاجئون وحق العودة، والمشروع الصهيوني، والموقف من الاحتلال والتسوية السياسية، والمقاومة والتحرير، والنظام السياسي الفلسطيني، والأمة العربية والإسلامية، والجانب الإنساني والدولي".
وقال مشعل في مؤتمر صحفي، عقده مساء اليوم، في العاصمة القطرية، الدوحة إن صياغة الوثيقة السياسية لحركة حماس بدأت قبل عامين بعد اتفاق قيادة الحركة على ضرورة وضع وثيقة تعكس تطور الأداء السياسي للحركة وأيضا التوافق والتراضي العام (داخل حماس).
واعتبر مشعل أن الوثيقة مظهر طبيعي من مظاهر تطور الحركة والتعامل مع الواقع بنهج يعتمد على المرونة والانفتاح دون الإخلال بالثوابت وحقوق الشعب الفلسطيني.
وشدّد قائد حماس على أن حركته اختارت الجمع بين مقاومة صلبة في مواجهة الاحتلال الصهيوني وفكر وسطي معتدل وعقل سياسي منفتح.
وحول رفض رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو لوثيقة حماس، قال مشعل: إن الكيان الصهيوني يريدنا ضعفاء على الأرض ونحن نعمل على عكس ما يريده الاحتلال الذي لا يحترم إلا لغة القوة.
وكانت أبرز النقاط والقضايا التي تناولتها الوثيقة:
تعريف الحركة ومقاومة المحتل
وفي الوثيقة الجديدة، عرفت حماس نفسها بأنها "حركة تحرّر ومقاومة وطنية فلسطينيَّة إسلامية، هدفها تحرير فلسطين ومواجهة المشروع الصهيوني"، لافتة إلى أن مقاومة الاحتلال، بالوسائل كافة، حقّ مشروع كفلته الشرائع السماوية والأعراف والقوانين الدولية، وفي القلب منها المقاومة المسلحة.
وقالت حماس إنها ترفض "المساس بالمقاومة وسلاحها، وتؤكد على حق شعبنا في تطوير وسائل المقاومة وآلياتها"، مضيفة أن "إدارة المقاومة من حيث التصعيد أو التهدئة، أو من حيث تنوّع الوسائل والأساليب، يندرج كله ضمن عملية إدارة الصراع، وليس على حساب مبدأ المقاومة".
وكما كان متوقعًا لم يتطرق البند الخاص بتعريف الحركة إلى الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، على غرار الميثاق الذي أصدرته الحركة عام 1988، وقال مشعل موضحًا: نحن جزء من المدرسة الفكرية لجماعة الإخوان لكننا تنظيم فلسطيني مستقل بذاته وليس تابع لأي تنظيم هنا أو هناك.
الدولة الفلسطينية
وأكدت الوثيقة الجديدة لحماس على أن فلسطين بحدودها الكاملة (التاريخية) وحدة إقليمية لا تتجزّأ، وأن طردَ الشعب الفلسطيني منها لا يلغي حقه في كامل أرضه، مشددة على أنه لا تنازلَ عن أيّ جزء من أرض فلسطين، مهما كانت الأسباب والظروف والضغوط، ومهما طال الاحتلال.
وحدّدت الحركة حدود فلسطين من نهر الأردن شرقًا إلى البحر المتوسط غربًا، ومن رأس الناقورة شمال فلسطين التاريخية، وحتى أم الرشراش (إيلات) جنوب فلسطين التاريخية.
لكن الحركة وافقت بشكل مرحلي، على إقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة، عاصمتها القدس على حدود عام 1967، مع عودة اللاجئين والنازحين إلى منازلهم، ولكنها استدركت بأن هذه الصيغة التوافقية الوطنية المشتركة، "لا تعني إطلاقًا الاعتراف بالكيان الصهيوني ولا التنازل عن أي من الحقوق الفلسطينية".
القدس المحتلة
شدّدت الحركة على أن "القدس عاصمة فلسطين، ولها مكانتها الدينية والتاريخية والحضارية، عربيًا وإسلاميًا وإنسانيًا، وجميع مقدساتها الإسلامية والمسيحية، هي حق ثابت للشعب الفلسطيني، والأمة العربية والإسلامية"، ولذا "فلا تنازل عن القدس ولا تفريط بأي جزء منها، وإن كل إجراءات الاحتلال في القدس من تهويد واستيطان وتزوير للحقائق وطمس للمعالم، منعدمة".
حقوق اللاجئين
وأكدت حماس رفض كل المشروعات والمحاولات الهادفة إلى تصفية قضية اللاجئين، بما في ذلك محاولات توطينهم خارج فلسطين، ومشروعات الوطن البديل، مشددة على أن عودة اللاجئين هو حقٌّ طبيعي، فردي وجماعي وهو حقّ غير قابل للتصرّف.
وأعلنت الحركة رفضها لاتفاقات أوسلو وملحقاتها وما ترتب عليها من التزامات وخاصة التنسيق الأمني، لأنها "تخالف قواعد القانون الدولي، من حيث إنها رتبت التزامات تخالف حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف".
علاقة حماس مع الكيان الصهيوني
أوضحت الحركة "أن الصراع مع المشروع الصهيوني ليس صراعًا مع اليهود بسبب ديانتهم، وحماس لا تخوض صراعًا ضد اليهود لكونهم يهود، وإنما صراعها ضد الصهاينة المحتلين المعتدين"، مشيرة إلى أن "قادة الاحتلال هم من يقومون باستخدام شعارات اليهود واليهودية في الصراع ووصف كيانهم الغاصب بها".
وذكرت الوثيقة بأن المشكلة اليهودية والعداء للسامية واضطهاد اليهود ظواهر ارتبطت أساساً بالتاريخ الأوروبي، وليس بتاريخ العرب والمسلمين ولا مواريثهم.
الحركة والإسلام
وقالت الحركة في وثيقتها إنها تفهم "الإسلام بشموله جوانب الحياة كافة وصلاحيته لكل زمان ومكان، وروحه الوسطية المعتدلة، وتؤمن بأن الإسلام هو دين السلام والتسامح والعدل وتحريم الظلم بأشكاله كافة وفي ظله يعيش أتباع الشرائع والأديان في أمن وأمان ".
وأكدّت أن الإسلام ضد جميع أشكال التطرّف والتعصب الديني والعرقي والطائفي، وأنه هو الدين الذي يربّي أتباعه على ردّ العدوان والانتصار للمظلومين، ويحثهم على البذل والعطاء والتضحية دفاعًا عن كرامتهم وأرضهم وشعوبهم ومقدساتهم.
علاقة حماس مع الأطراف الفلسطينية
قالت الحركة إنها "تتمسك وتؤمن بأن إدارة علاقاتها الفلسطينية قائمة على قاعدة التعددية والخيار الديمقراطي والشراكة الوطنية وقبول الآخر، واعتماد الحوار، بما يعزّز وحدة الصف والعمل المشترك، من أجل تحقيق الأهداف الوطنية وتطلعات الشعب الفلسطيني".
وأضافت أن "منظمة التحرير الفلسطينية إطار وطني للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج يجب المحافظة عليه، مع ضرورة العمل على تطويرها وإعادة بنائها على أسس ديمقراطية، تضمن مشاركة جميع مكونات وقوى الشعب الفلسطيني، وبما يحافظ على الحقوق الفلسطينية".
وشددت الحركة على أن دور السلطة الفلسطينية يجب أن يكون في خدمة الشعب الفلسطيني وحماية أمنه وحقوقه ومشروعه الوطني"، مع ضرورة "استقلالية القرار الوطني الفلسطيني، وعدم ارتهانه لجهات خارجية"، مؤكدة في الوقت ذاته على "مسؤولية العرب والمسلمين وواجبهم ودورهم في تحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني".
فلسطين والأمة العربية والإسلامية
وقالت الحركة إن "تحرير فلسطين واجب الشعب الفلسطيني بصفة خاصة، وواجب الأمة العربية والإسلامية بصفة عامة، وهو أيضاً مسؤولية إنسانية وفق مقتضيات الحق والعدل".
وبيّنت أنها تؤمن بأن أن قضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية.
وقالت الحركة إنها ترفض محاولات الهيمنة على الأمة العربية والإسلامية كما ترفض محاولات الهيمنة على سائر الأمم والشعوب، معربة عن إدانتها لـ"أي شكل من أشكال الاستعمار والاحتلال والتمييز والظلم والعدوان في العالم".
حماس والمجتمع الدولي
وحول علاقة الحركة مع دول العالم، قالت:" تؤمن حماس في علاقتها مع دول العالم وشعوبه، بقيم التعاون والعدالة والحرية واحترام إرادة الشعوب".