تقويم كفاءة العاملين نظرة إسلامية
عبد الستار المرسومي
كل واحد من الناس يحاول أن يكون عمله صحيحًا ورائعًا، فمن أجل تقويم عمل الناس، لا بد من وجود معايير لمعرفة مدى أحقية هذا العمل بأن يوصف بالعمل الجيد أو الناجح أو المتميز، وأن من أدَّاه هو فرد كفء، ويستحق الإشادة والتقدير.
وينبغي أن تتلاءم عملية تقويم الأفراد مع الظروف التي تفرزها التغيرات على مستوى نوع وحجم العمل، وأساليب وطرق الأداء، وكذلك مع التغير في الخصائص المعرفية والمهارية للعاملين، والتغير في العوامل الطبيعية التي تنعكس على طبيعة أعمال المؤسسات.
وينتج عن تبني هذه العملية من قِبَلِ المؤسسة نوعٌ من الثقة لدى العاملين بجديتها؛ مما يرفع قيمة ولاء العاملين لها.
لذلك وللوصول لهذه الأهداف، فإنه لا بد من وجود نظام تقويمي دقيق ورصين وشامل، ومن المفروض أن تتصف هذه المعايير التي يتضمنها النظام بما يلي:
• أن تكون المعايير واقعية، وتعبر عن المقومات الأساسية الحقيقية التي تتطلبها طبيعة العمل، كما يمكن تطبيقها على أرض الواقع.
• صدق المعيار؛ ما يعني أن تكون جميع المعايير تعبر بصدق عن الخصائص التي يتطلبها الأداء، ويتم الوصول إلى ذلك من خلال دراسة وتحليل العمل.
• ثبات المعيار وصحته؛ أي: إن المعيار يمكن تطبيقه على الجميع دون استثناء وتحت كل الظروف، وتكون نتيجة الأداء من خلال معايير يمكن أن تتدرج ضمن درجات ومستويات الأداء.
• حساسية المعيار لإظهار الاختلافات في مستويات الأداء مهما كانت يسيرة، فيميز بين أداء الفرد أو مجموعة من الأفراد.
• سهولة استخدام المعيار؛ وهذا يعني الوضوح في الاستعمال من قِبَلِ المسؤول عن التقييم.
• قابلية القياس؛ وهذا يعني إمكانية قياس هذا المعيار أو تلك الخاصية المراد قياسها في الفرد.
ومن هذه المميزات يمكن أن نصل إلى مجموعة من المعايير التي لا بد من وضع المكلف بالعمل في كفتها، ومعرفة مستواه الحقيقي مقارنة مع الآخرين؛ وهي:
1- كفاءة الإنجاز: والكفاءة اللازمة لتقويم العمل هي أن ينجز العمل محققًا تميزًا في ثلاثة أوجه؛ وهي: النوع، والكم، والوقت، فتقويم الفرد يكون حين ينجز ما كُلِّف به بإتقان، وبالنوعية التي طُلبت منه، وفق سياقات العمل، وبحجم إنجاز يوافق الإمكانات المتاحة، سواء أكان فيما يتعلق بشخصه هو أم بتوفير الأدوات، ومن غير مزيد من التوجيه والرقابة، وحين ينجز العمل في الوقت المحدد وليس بعده، وخلال فترات زمنية قياسية أحيانًا.
وكان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يشجع على الإتقان؛ فنجده يقول: ((إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه))[1]، والإتقان هنا إتقان من كل الأوجه: النوعي، والكمي، والزمني.
2- احترام ضوابط العمل وتطبيقها والمواظبة عليها؛ فلكل مؤسسة منظومة عمل يعمل بموجبها الأفراد، فكلما كان الفرد يعمل في مدار هذه المنظومة؛ ما يعني توافقه معها واستجابته لمطالبها - كان في الجانب الأمين له وللمؤسسة.
وتتضمن هذه المنظومة السياقات والإجراءات، والضوابط وأوقات الدوام، وتوزيع المهام للعمل المطلوب، ويمكن أن نستفيد ذلك من قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: ((من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو ردٌّ))[2]، فإن جملة ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من ربه هو ما كان مطلوبًا مِن صحابته، ومَن جاء بعدهم إلى يومنا هذا أن يعملوا بموجبه.
إنه أمر تنظيمي رائع يؤكد العمل ضمن الواجبات والتعليمات الخاصة بالأفراد، وليس العمل بالآراء والاجتهادات الشخصية، وإلا فإن أي أمر خارج هذه السياقات والضوابط، ويُراد إقحامه في الموضوع - هو مرفوض ومردود على صاحبه.
والفرد المنضوي في مؤسسة لا بد له أن يواظب ويلتزم بأداء عمله، ويستمر عليه بوتيرة تصاعدية؛ فعن عائشة: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: أدومه وإن قل))[3].
3- السرية: في العمل المؤسسي توجد أسرار لا بد من الحفاظ عليها، وعلى الفرد أن يكون من النوع الذي يعمل بسرية في كل الأحوال؛ فليس هناك داعٍ لأن يتكلم بكل شيء، فينطق بكل صغيرة وكبيرة أمام كل الناس.
ومن أجل أن يعرف كل فرد ما له وما عليه، تقوم المؤسسات في العادة بتعريف أفرادها بخطاباتها لهم عن حجم سرية بعض الأعمال؛ فمنها سري، ومنها سري للغاية، ومنها سري للغاية وعلى المستوى الشخصي لفرد معين أو بضعة أفراد.
وقد كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يُسِرُّ لحذيفة بن اليمان رضي الله عنه ببعض أسرار الدولة الإسلامية فيقول له: ((فإني مسرٌّ إليك سرًّا لا تحدثنَّ به أحدًا أبدًا، إني نُهيت أن أصلي على فلان، وفلان، رهط ذوي عدد من المنافقين، قال: فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستخلف عمر رضي الله عنه، كان إذا مات الرجل من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ممن يظن عمر رضي الله عنه أنه من أولئك الرهط، أخذ بيد حذيفة رضي الله عنه فقاده، فإن مشى معه صلى عليه، وإن انتزع من يده، لم يصلِّ عليه، وأمر مَن يصلي))[4]، واللافت للنظر أن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه لا يفشي أسرار رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بعد وفاته؛ أي: عندما كان عمر رضي الله عنه خليفة، والسرية كانت منهجًا يقره رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعمل به.
روى ابن كثير رحمه الله عن بيعة العقبة عن عبدالله بن كعب بن مالك رضي الله عنه عن أبيه قال: ((فنمنا تلك الليلة مع قومنا في رحالنا، حتى إذا مضى ثلث الليل، خرجنا من رحالنا لميعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم نتسلل تسلل القطا مستخفين، حتى اجتمعنا في الشعب عند العقبة ونحن ثلاثة وسبعون رجلًا، ومعنا امرأتان من نسائنا))، وكذلك ما روت السيدة عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها في قصة هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقد قالت رضي الله عنها: ((فبينما نحن يومًا جلوس في بيت أبي بكر في نحر الظهيرة، قال قائل لأبي بكر: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم متقنعًا، في ساعة لم يكن يأتينا فيها)).
قال الشاعر:
صبورًا على صرف الليالي ورُزئها كتومًا لأسرار الضمير مداريا
له همة تعلو على كل همة كما قد علا البدر النجوم الدراريا
فالسرية في العمل تكون على وجوه هي:
الوجه الأول: سرية العمل الشخصي؛ فالفرد وإن كان عمله ليس سريًّا، عليه ألَّا يتكلم بكل ما يعمل به، وإن اضطر فيتكلم بحدود مقبولة؛ فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كفى بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع))[5].
الوجه الثاني: سرية سياسة المؤسسة؛ فعمل المؤسسة وسياستها أمانة يتحملها الفرد العامل فيها، فربما وقع بيديه بعض الأسرار، فعليه ألَّا يبوح بها مهما كانت الأسباب، وربما اختلف مع المؤسسة، أو ترك العمل فيها، فالمفروض ألَّا تخرج هذه الأسرار لعامة الناس، أو لمؤسسة أخرى أو لأفراد آخرين.
ويفضل ألَّا تكون أسرار المؤسسة تحت مرأى ومسمع كل أفرادها، فهناك أسرار لا يطلع عليها إلا الخاصة من الأفراد.
الوجه الثالث: سرية الوثائق والمكاتبات؛ فلكل مؤسسة مخاطبات عامة وخاصة، كما أن هناك مخاطبات خاصة جدًّا، وهناك في غاية الخصوصية؛ لذلك وجب تهيئة أفراد مناسبين لكل نوع من المخاطبات؛ للحفاظ على سرية هذه الوثائق؛ من أجل ألَّا تقع بيد المؤسسات الأخرى المنافسة.
4- المساهمة في حل المشكلات: الفرد المتميز في العمل هو الذي تجده جزءًا من الحل دائمًا، وليس جزءًا من المشكلة، فهو يسعى بكل ما يستطيع لحل مشكلات العمل، فضلًا عن أنه لا يتسبب بأي نوع من المشاكل؛ لا مع بقية الأفراد، ولا في العمل بشكل عام.
لقد ربى النبي محمد صلى الله عليه وسلم أصحابه على أنهم مشاريع لحل المشاكل في أي وقت؛ ومثال ذلك حين كان المسلمون في ضائقة مالية أثناء تجهيز جيش العسرة، فقد جاء عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم بألف دينار حين جهز جيش العسرة[6]، ففرغها عثمان في حجر النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فجعل النبي محمد صلى الله عليه وسلم يقلبها ويقول: ((ما ضر عثمان ما عمل بعد هذا اليوم، قالها مرارًا))[7].
وكان الحباب بن المنذر رضي الله عنه مثالًا رائعًا في تقديم حلول رائعة وسريعة ومهمة، وفي ظروف صعبة للغاية؛ فقد قال رضي الله عنه يوم غزوة بدر: ((نحن أهل الحرب، أرى أن نغور المياه إلا ماءً واحدًا نلقاهم عليه))؛ يقول الشاعر في هذا النوع من الرجال:
قاض نود لو انها فرشت له عند القدوم كواكب الأغلاسِ
بيديه حل المشكلات وكشفها وذؤابة الجلى ودفع الباسِ
5- قبول الآخرين والتعامل معهم برفق: إن سياسة قبول الرأي الآخر، والاستماع له، وعدم مصادرته - أمرٌ من الأهمية بمكان؛ حيث إن من شأن هذه السياسة أن تخلق من بعض الأفكار الصغيرة أمورًا عظيمة، وربما خرجت هذه الأفكار من أفراد مغمورين.
ولا يكفي القبول للآخر، وإنما القبول مع الرفق واللين الذي من شأنه أن يفتق مكامن الأفكار الإبداعية؛ يقول رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم: ((من يُحرم الرفق، يُحرم الخير))[8].
لقد أشاع رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الثقافة بين الصحابة، وصار تعاملهم - حتى معه - يتأثر بهذه الثقافة، فكانوا لا يترددون في إبداء الرأي الشخصي، لقد بلغ بهم الحال أنهم يسألون النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم عن بعض ما يفعل، أو ما يأمرهم به: هل هو رأي أو هو الوحي؟ فإن كان وحيًا سمعوا وأطاعوا، وإن كان غير ذلك، فإنهم يحبون أن يدلون بدلوهم، وكان رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم هو من يشجعهم ويحفزهم على ذلك بقبول بعض هذه الآراء.
وهذه صفة من أروع الصفات البشرية؛ أن يكون الفرد في القمة ويبحث عن الاستشارة ولا يستغني عنها، ومن ذلك: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى نيرانًا توقد يوم خيبر، قال: علامَ توقد هذه النيران؟ قالوا: على الحُمُرِ الإنسية، قال: اكسروها، وأهرقوها، قالوا: ألا نهريقها ونغسلها؟ قال: اغسلوا))[9]، وألفت النظر هنا إلى مراجعة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم بمقترح أن يغسلوا القدور بدلًا من توجيه النبي صلى الله عليه وسلم بكسرها، فوافق النبي محمد صلى الله عليه وسلم على ذلك، فلم يستهن برأي من خالفه، ولم يعنفه، ولم يتضايق وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم من إبداء رأي آخر مخالف.
6- التنظيم: وفيه يكون الفرد منظمًا في عمله، لا يترك الأشياء من خلفه مبعثرة ومن جميع الوجوه: المادية والتوثيقية؛ بحيث لو أراد الفرد مغادرة العمل لأي سبب كان، وجد مَن يأتي مِن بعده أن الأمر في غاية التنظيم، ولم يكن هناك أي عائق في استلام العمل ومباشرته فورًا؛ بمعنى: أن يتصف الفرد بـ(الحكمة)، والحكيم هو المتقن للأمور الذي أحكمته التجارب، وهو من يضع الأشياء في محلها المناسب، "والحكمة معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم"، والفرد المنظم هو الذي يعتمد تسجيل كل الأمور وتحت عناوين ثابتة، كما أنه يعتمد كثيرًا على الإحصائيات المتوفرة، ويطالب بها، ويوثقها بيده؛ لأن الكثير من القرارات تعتمد على جمع المعلومات والإحصاءات العلمية والعملية.
عن حذيفة قال: ((كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أحصوا لي كم يلفِظ الإسلام، قال: فقلنا: يا رسول الله، أتخاف علينا ونحن ما بين الستمائة إلى السبعمائة؟ قال: إنكم لا تدرون لعلكم أن تبتلوا، قال: فابتُلينا حتى جعل الرجل منا لا يصلي إلا سرًّا))[10].
7- الأفكار الجديدة (الابتكار): في المؤسسة الناجحة لا بد من نظام محدد لتلقي ورعاية الأفكار الإبداعية الخلاقة والاقتراحات الجديدة، وتتولى المؤسسة جانبَ تبني هذه الأفكار وتنفيذها بشكل دقيق، وينبغي كذلك أن يكرم المبدع تكريمًا خاصًّا.
إن إحدى الشركات اليابانية الكبرى تتلقى بحدود مليون ونصف مليون اقتراح سنويًّا من قِبَلِ العاملين لديها، ويتم في الغالب تطبيق جزء كبير من هذه المقترحات، وتقدم مكافآت مالية ومعنوية مناسبة لهم.
لقد شجع الإسلامُ الإبداعَ والمقترحات الإيجابية الإبداعية؛ فقد قدم سلمان الفارسي رضي الله عنه حلًّا مناسبًا حين جاءت قريش ومعها الأحزاب لغزو المسلمين في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ حيث قدم سلمان رضي الله عنه حلًّا مناسبًا إبداعيًّا ومبتكرًا، متمثلًا في مقترحه في حفر الخندق حول المدينة المنورة، ولم يكن معروفًا في جزيرة العرب حفر الخنادق، وبالفعل كان الخندق سببًا مباشرًا لمنع الأحزاب المؤتلفة ضد المسلمين من دخول المدينة المنورة.
ومثال آخر لحالة إبداعية أخرى؛ فقد ابتكر عمر بن الخطاب رضي الله عنه موضوع أن يؤرخ المسلمون لأنفسهم، بعيدًا عن التأريخ الخاص بالروم أو الفرس، وفعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وابتكر وقدم الكثير من الأشياء لأمة الإسلام.
وذلك هو السر الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قد كان يكون في الأمم قبلكم محدَّثون[11]، فإن يكن في أمتي منهم أحد، فإن عمر بن الخطاب منهم))[12].
8- التفاعل تجاه العمل الجماعي: الفرد المتميز في عمله يكون متميزًا في عمله مع الآخرين؛ من حيث تعاونه وتفاعله وتقديم المساعدة لهم، فإن "التفاعل الإيجابي المشترك هو ثمرة التفكير القائم على المكسب المشترك، وعلى محاولة التفاهم بين الطرفين، إنها القوة المشتركة بين الطرفين، قوة الإبداع الجماعي، إنه البحث عن حلول بديلة أفضل من أية حلول يستطيع أن يأتي بها أي من الطرفين منفردًا، وللنظر الآن إلى طرق تقوم على عملية المكسب المشترك، سواء في حياتنا كأُسرٍ، أم جماعات، أم منظمات، وذلك من أجل نتائج ترفع جودة الحياة"[13].
9- تحمل المسؤولية، وهذه الخَصلة تعبر عن إيجابية الفرد تجاه مفردات العمل، واستعداده للتصدي للمسؤولية حين تكون ضمن إطار دائرة مهاراته وإمكاناته؛ ومن ثَمَّ نجاحه بتلك المهمة، وتقديم أداء متميز عند المقارنة مع أداء الآخرين.
10- النظرة الإستراتيجية: ويكون للفرد الإمكانية لإبداء الآراء لتطوير أو استحداث بعض النظم والضوابط المتعلقة في عمل المؤسسة؛ لأن ذلك يتعلق بمستقبل المؤسسة.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ((وافقت ربي في ثلاث: فقلت: يا رسول الله، لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلًّى، فنزلت: ﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى﴾ [البقرة: 125]، وآية الحجاب، قلت: يا رسول الله، لو أمرت نساءك أن يحتجبن؛ فإنه يكلمهن البر والفاجر، فنزلت آية الحجاب، واجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغَيرة عليه، فقلت لهن: عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجًا خيرًا منكن، فنزلت هذه الآية))[14]
ولقد كان لكلٍّ من سعد بن معاذ رضي الله عنه وسعد بن عبادة رضي الله عنه نظرةٌ استراتيجية في تقديم النصح للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، حين لم يروا تقديم ثلث ثمار المدينة المنورة للمشركين مقابل انسحاب الأحزاب، وفك الحصار في غزوة الخندق، فكان لهما رأي في توفر القوة والإمكانية لدى المسلمين في الدفاع عن أنفسهم ومدينتهم، وهزيمة الكفار من الأحزاب، ولقد أصابا في ذلك، وتحقق النصر بمشيئة الله.
وبالإمكان وضع 10 درجات لكل واحدة من هذه النقاط العشر، ليكون التقويم في النهاية من 100 درجة، وهذه المعايير التقويمية ليست منفصلة بعضها عن البعض الآخر، بل تجتمع مع بعضها البعض في نظام تقويمي منسق للوصول إلى مؤشرات حقيقية عن الأفراد لإدارتهم، ومن ثَمَّ للمؤسسة ككل.
[1] المطالب العلية لابن حجر العسقلاني، كتاب البيوع.
[2] صحيح مسلم، كتاب الأقضية.
[3] صحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها.
[4]السنن الكبرى للبيهقي، كتاب القسامة، روي مرسلًا وروي موصولًا.
[5]صحيح مسلم، باب: النهي عن الحديث بكل ما سمع.
[6]الدينار المقصود هو دينار الذهب المتداول يومئذٍ، والذي يعادل 4,25 غرامًا، فيكون 1000 دينار تعادل 4250 غرامًا؛ أي: أربعة كيلو غرامات، وربع الكيلوغرام من الذهب مجموع ما قدم سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه.
[7] المستدرك على الصحيحين للحاكم، كتاب معرفة الصحابة رضي الله عنهم.
[8] صحيح مسلم، كتاب البر والصلة والآداب.
[9] صحيح البخاري، كتاب المظالم والغصب.
[10] صحيح مسلم، كتاب الإيمان.
[11] محدثون: ملهمون.
[12] صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة رضي الله تعالى عنهم.
[13] ستيفن كوفي، إدارة الأولويات الأهم أولًا.
[14] صحيح البخاري، كتاب الصلاة.
المصدر: موقع الألوكة.